شعار قسم مدونات

ماذا صنعت مني ثورة 30يونيو – الفصل الأول "القرار"

blogs - studio - 30june
يغضب الكثيرون حين يسمعون كلمة "ثورة 30 يونيو" وهم محقون في ذلك، إلا أني اتخذتها ثورة شخصية فكانت خير ثورة قلبت علي أركان حياتي فتغيرت بشكل جذري من حال إلى حال.

سأكتب تلك الكلمات القادمة بمزيج من حبرٍ الكترونيٍ مخلوط بأيام من القهر وشهور من الوجع وسنوات من الصبر كل ذلك مع إحساس حقيقي بالتغيير الجذري والانتصار الذاتي والبناء الشاهق والتطور الهائل الذي حدث لي ومازال يحدث حتى أيقنت كم كنت بعيداً كل البعد عن الطموح الحقيقي والهدف السامي والطريق الرشيد والوسائل الناجزة والمهارات الدقيقة
وما حدث ذلك كله إلا بفضل ثورة 30 يونيو التي غيرت حياتي وحياة الكثيرين من حولي الذين فرقتنا الدنيا في أرجاءها وكلٌ منا له قصته الخاصة الشبيه بما مررت به بعد تلك الثورة التي غيرت جذور حياتنا

أتريد أن تعرف من أين بدأت أم إلى أي شيء وصلت؟! أم تريد أن تعلم كيف كان الطريق؟! أكان ممرد من قوارير أم أنه محفوف بالمخاطر؟!

يوم الثلاثين من يونيو لم أكن إلا شخصاً محباً للإعلام متواجد بشكل دائم في وسط الإعلاميين بشكل تطوعي، ولم أمارسه حق الممارسة إلا منذ ذلك اليوم، ووفق تعبير المخرج المنسي خلف القضبان فرج الله عنه "محمد بحراوي" اعتبر نفسي أني كنت (بلح) فكنت لا أفقه شيئاً في حقيقة الأمر وهذا ما اكتشفته بعد ذلك.

كنت في شتات كبير، فحياتي العملية كانت نصفها أجهزة طبية مصدر رزقي ونصفها الآخر كان بين صنوف الإعلام بمختلف مجالاته فكان هو مصدر إلهامي وإدراكي وشغفي لاسيما وعدم تخصصي في أي من مجالاته بعد.

أتريد أن تعرف من أين بدأت أم إلى أي شيء وصلت؟!
أم تريد أن تعلم كيف كان الطريق؟!
أكان ممرد من قوارير أم أنه محفوف بالمخاطر؟!

وقبل البداية أعلم عن نفسي مهارة هي التي تميزني بحقٍ، ألا وهي الثقة ليست العالية بل الهائلة في نفسي والتي تؤكد لي أن ما استطاعه شخص ما، أستطيع أن أفعله بلا شك، وإن كانت له علاقات أو مهارات أو خبرات أوصلته إلى ما وصل إليه، فما علي فقط إلا مزيداً من الجهد مع الصبر مخلوطاً بالإستغناء عن كل ما يعرقل المسير.

ظن أناس كثيرون من مؤيدي الرئيس المغدور محمد مرسي أن الوضع سرعان ما سيتغير وماهي إلا أيام وستعود الأوضاع إلي نصابها.
أما أنا وقليلٌ معي علمنا أن هؤلاء لا يقرأون التاريخ فضلاً عن قراءاتهم الحالمة للواقع بكل أسف.

هيا نختصر ونقول أني قد اتخذت قراراً مصيرياً غيرت به مسار حياتي، واستراتيجيةً عجبيةً هي التي حققت معي ما لم يحققه كثيرون.

قلت لنفسي أن الوضع سيزداد سوءاً فوق سوء فاتخذت القرار المصيري وهو غلق شركتي التي هي مصدر رزقي نهائياً، رغم تميزي في مجال الأجهزة الطبية.
وصارحت نفسي بأن أغلقها مختاراً راضياً خيرٌ لي من أن أفاجئ بالكواراث الاقتصادية الحتمية المتوقعة.

وقررت أن لا أعمل إلا في هذا المجال الإعلامي الذي أحبه ولطالما عملت فيه طوال حياتي بشكل تطوعي وها هو اليوم قد حان للانتقال للعمل المهني المحترف.

كيف كان التمايز والتنوع وكيف كانت مدى الصعوبات وسط النار وداخل الحصار؛ كل هذا وأكثر سنكتب عنه ونفصح، في مدونات قادمة بقدر الله وتوفيقه

وهنا أتذكر فعل سيدنا يوسف بعد قراءته للمشهد القادم بتلك الرؤيا من سنوات عجاف والتي كونت رؤية مستقبلية أن محور الدنيا وسيادتها سيكون بيد من بيده خزائن الأرض فقال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظٌ عليم، ولا يخفى علينا دور الإعلام وتأثيره العالمي لمن امتلك أدواته وبرع في فنونه.

أما بالنسبة للخوف على مصدر العيش والرزق وتلك الأمور فقد أعانني عليها قناعةٌ تامةٌ بأن الرزق سيأتي كل واحدٍ منا وهو أمر مكتوب، وما علينا إلا السعي والعمل في المجال الذي نحبه وحينها سينتقل رزقي من هنا إلا هنالك !

كيف بدأت بلا كاميرا، بلا جهاز للمونتاج، أو حتى راتبٍ أو مصدر رزق
حتى صار لي استديو كامل مجهز بأفضل معدات التصوير والإضاءة والمونتاج
كيف كنت لا أمارس الإعلام إلا إدارياً أو عبر المشاركة في بعض الأمور التي تعد بسيطة، حتى أصبحت مخرج ومنتج إعلامي بشكل كامل ومنافس، وما هي الاستراتيجية التي اعتمدتها لأصل إلي ما وصلت إليه.

كيف كان التمايز والتنوع وكيف كانت مدى الصعوبات وسط النار وداخل الحصار؛ كل هذا وأكثر سنكتب عنه ونفصح، في مدونات قادمة بقدر الله وتوفيقه.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.