أَقَضَّتْ نَهاراتِي اللَّيالِي الحَوالِكُ *** فَمَنْ هُوَ حَيٌّ بَعْدَ مَوْتِي وَهَالِكُ ؟!
أَتَيْتُ مَعَ الوَرْدِ الّذي هُوَ صُورَتِي *** وَشَيَّعَنِي زَهْرُ الهَوَى وَاللَّيالِكُ
أَنا سِرُّ مَنْ جَاؤُوا وَغابُوا مَعَ الدُّجَى *** وَخَبَّأَهُمْ فِي وَحْدَةِ النَّسْجِ حائِكُ
تَرَى كُلَّ لَوْنِ في تُرابِي، وَنَغْمَةً *** تُوَقِّعُها لِلعازِفِيْنَ المَدَارِكُ
أَتانِي دُعاةُ الرَّبِّ حَتّى تَنازَعَتْ *** عَلَى كُلِّ شِبْرٍ مِنْ هَوائِي مَمَالِكُ
بُلِيْتُ بِعِشْقٍ لا يُرامُ انْفِصامُهُ *** تَجاذَبَهُ بَادِي الفُجورِ وَنَاسِكُ
يَقُولُ الّذي خاضَتْ دِماءً خُيُولُهُ: *** هُوَ الدَّمُ مَهْرُ الغَالِياتِ المُبارَكُ
فَصِحْتُ مِنَ العِشْقِ المُعَذِّبِ: وَيْلَتَى *** أَتُحْيِي الهَوَى هَذِي السُّيُوفُ السَّوافِكُ؟!
وَمَا ضَرَّنِي ظُفْرٌ تَنَاهَشَ أَضْلُعِي *** وَلا اللَّيْلُ، وَالدَّرْبُ الّذي هُوَ شَائِكُ
وَلا عَاقَنِي نَبْحُ الكِلابِ، فَإِنَّما *** يَزِيْدُ عُواهَا البَدْرَ أَنْ هُوَ ضَاحِكُ
وَلَكنّما آذَى الحَبِيْبَ حَبِيْبُهُ *** وَضَرَّ بِهِ قَلْبٌ خَلِيٌّ وَتَارِكُ
إِذا أَنْتَ أَبْصَرْتَ الذِّئابَ تَجَمَّعَتْ *** فَلا بُدَّ أَنَّ الجُرْحَ فِي الرُّوحِ فَاتِكُ
فَفَتِّشْ عَنِ القَلْبِ الّذِي لَمْ يَعُدْ يُرَى *** بِجَنْبَيْكَ، وَاسْأَلْ عَنْ دَخِيلٍ يُشارِكُ
تُغَنِّي عَرُوسُ الكَوْنِ إِنْ هِيَ أُصْفِيَتْ *** وَخُلِّيَ مِنْهَا كُلُّ وَغْدٍ وَهاتِكُ
فَإِنْ كُنْتَ ذَا صِدْقٍ فَذُدْ عَنْ كَرِيْمَةٍ *** عَلَى سُورِهَا المَحْزُونِ تَشْدُو المَلائِكُ
سَيَصْدَأُ – يَوْمًا – مَعْدِنٌ غَيْرُ صَادِقٍ *** وَتَصْفُو عَلَى مَرِّ الدُّهُورِ السَّبَائِكُ
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.