في ظل ما تمر به مصر والمجتمع العربي بأكمله من أزمة اقتصادية، وبعد أن انتشرت حملات في محاولة لإلغاء فكرة "الشبكة" في إجراءات الزواج. ألم يحن الوقت للنظر إلى الزواج بشكل مختلف وأكتر واقعية وعدم النظر إلى "العريس" على أنه شخص قادم لإتمام صفقة مالية وليس شراكة عُمر؟ في هذه التدوينة سنحاول طرح بعض الاقتراحات لجواز سلس دون تعقيدات؛ لأننا في مجتمعنا العربي نحتاج تلك الخطوة أكثر من العالم الغربي.

 

المنزل:

فيما مضى كان من المنطقي إلى حد ما أن يطلب الأهل من العريس أن يكون لديه منزل تمليك أو حتى إيجار قديم – 60 عاما – ولكن في ظل غلاء الأسعار، كيف يمكن لشاب في مقتبل طريقه أو حتى في منتصفه؛ توفير منزل تمليك خاصة وإن كان يعتمد على نفسه في التجهيز للزواج ولا يمكن لأسرته أن تسانده ماديا. والاقتراح هنا أن يقوم العريس بتوفير شقة إيجار جديد ويساند الأهل في دفع الإيجار إن كانت حالتهم المادية تسمح بذلك.

 

الشبكة/الذهب:

اليوم وعند كتابة هذا المقال جرام الذهب في مصر يقترب من 600 جنيه. الأمر الذي يعني أن خاتم الزواج – الدبلة-  والذي لن يكون فخما للغاية سيتكلف ما يقرب من 3 آلاف، فتخيل شبكة كاملة بها أكثر من 5 قطع ذهبية كم سيكون سعرها؟

 

بالطبع من حق أهل المرأة أن يضمنوا حقها وأن العريس يقدرها. ولكن هناك اقتراح قد نفذه العديد من أصدقائي بالفعل. حيث قرر أهل صديقتي أن يخففوا العبء عن العريس فلا يقوم بشراء شبكة ولكن يضم قيمة الشبكة المادية إلى قائمة الأثاث الخاصة بالعروسة.

 

الاحتفال:

نحن شعوب تحب الاحتفال. وتحب الطعام. وتحب أن تتباهى أمام الأهل والأصدقاء. ولذلك عند الترتيب للزواج يكون هناك أكثر من مناسبة حتى يصل العريس والعروسة إلى منزلهم. تبدأ بقراءة الفاتحة في منزل العروس. وهذا حدث يتعامل معه الأهل على أنه حفل كبير. ومن ثم حفل خطوبة في قاعة كبيرة بمبالغ كبيرة. ثم كتب كتاب في أحد الجوامع الضخمة. ثم حفل زفاف مهيب يكلف العريس مبلغا وقدره. أليس أبنائكم أولى بتلك الأموال لتأمين مستقبلهم؟

 

والاقتراح هنا أن تكون قراءة الفاتحة هي أيضا الخطوبة حيث يقدم العريس للعروسة خاتم زواج بسيط. وتكون الخطوة التالية والأخيرة هي حفل زفاف صغير. تدعو فيه من تحبوه بالفعل وليس أشخاصا تريدون أن تشعروهم بالغيرة أو تتباهوا أمامهم. وباقي الأموال تقدموها للعريس والعروسة هدية لشهر العسل أو شهادة استثمار من أجل مستقبلهم.

 

العزومات والولائم:

قد يرى البعض أنها أمر ضروري لا يجوز الاستغناء عنه. ولكن نحن نتحدث عن المبالغة في تنفيذ تلك الفكرة. من الرائع أن توطد علاقتك بأهل زوج أبنائكم ولكن هذه ليست مباراة أو منافسة لمن سيقدم طعاما أكثر ولمن يكلف تلك "العزومة" أموالا أكبر. خاصة إن كان أهل العريس أو العروسة ليسوا في حالة مادية تسمح بذلك ومن يقوم بدفع تلك التكاليف هو العريس أو العروسة أنفسهم. فهذا عبء مادي ونفسي عليهم. ويجب عليكم كأهل وأسرة أن تخففوا عنهم هذا العبء ولا تثقلوه أكثر.

 

تجهيز المنزل:

هناك عادة يتشبث بها الكثير من الأهل. وهو أن الزيجة لن تتم إلا بعد أن يتم شراء كل شيء لمنزل العروسين حتى الأشياء الفرعية وغير الأساسية والتي تعتبر مجرد شكليات مثل "النيش".

 

في البداية أقترح ألا يفرض على العريس والعروسة إلا الأساسيات التي سيحتاجونها في ضروريات الحياة اليومية. وعدم التدخل فيما يختاره العروسان. ولا تتشبثوا بعدم زواج أبنتكم قبل أن يصبح المنزل مجهزا من الإبرة للصاروخ. دعوا أبنائكم يخوضوا تجربة بناء المنزل وهم أزواج سويا لأن هذا سيشعرهم بالمسئولية وبألفة أكثر تجاه المنزل الذين عاشوا فيه وهو غير مكتمل ومن ثم أكملوه بأيديهم.

 

الهدايا:

هدايا العريس للعروسة والعكس. هي أمر يخص الاثنين. لا تسألي ابنتك ماذا أحضر لها خطيبها في عيد ميلادها حتى لا تحريجها إذا كانت الهدية بسيطة نظرا للضغوط المادية التي يعانوا منها. في أعياد الأم افرحوا بهدايا العروسين حتى لو كانت بسيطة للغاية فحبهم لكم لن يعبر عنه مال. فكونوا عونا لهم وليس عبئا عليهم.

 

تلك الاقتراحات لا أقترحها دون أن أتأكد أنها منطقية وقابلة للتنفيذ، فهذا ما فعلته أنا وشريكي بالضبط في مراحل ترتيب زواجنا، ولم ينقص هذا من فرحتنا بالزواج أبدًا.