شعار قسم مدونات

شُلّتْ يَميني إنْ نسِيتُكِ أُوْرْشَلِيْمْ!!

blogs أورشليم

 

عَظُمَتْ فَشَفَّتْ فِي الجَوى الآهاتُ

 

مِنْ أَيْنَ تَبْدَأُ يا تُرى المَأْساةُ؟

مِنْ نَكْبَةٍ؟ مِنْ نَكْسَةٍ؟ مِنْ صَمْتِكُمْ

 

وَأَمَامَــهُ تَـتَـقَـزَّمُ النَّـكَباتُ

مِنْ طَـعْنَةٍ في القَلْبِ ظَلَّ نَزِيفُها

 

بِأُوارِهِ تَتَوَسَّـــلُ الطَّـعَـناتُ

سَالتْ فَصَارَتْ أَنْهُرَاً فَوَّارَةً

 

عَنْهُنَّ يَقْصُـرُ (دِجْلَةٌ) (وَفُراتُ)

مِنْ أَيْنَ أَبْدَأُ والمَنايا حُـفَّـلٌ

 

حَوْلِي، أُؤَمِّـلُ أَنْ تَعُودَ حَـيـاةُ

مِنْ قِصَّـةٍ بِـخُـرافَةٍ مَنْسـُوجَةٍ

 

قَـدْ حَـاكَهَا التَّلْمُودُ وَالتَّوْراةُ؟

مِنْ نَبْشِ أَحْشَائِي؟ أَصِيْحُ فَلا أَرَى

 

إِلاّ قَطِــيعاً قَطَّعَتْهُ رُعَــاةُ

وَعَلَى جِدارِ الصَّمْتِ عَلَّقْتُ الأَسَى

 

وَعَلَى جِدَارِي تَزْحَـفُ الحَيَّاتُ

كَمْ أَشْـتَهِي أَنْ أَسْـتَظِلَّ بِمَأْمَنٍ

 

مِنْ غَـدْرِهِمْ أَوْ تُشْرِقَ القَسَمَاتُ

وَيَزُورَنِي بِالأَمْنِ كُلُّ مُوَحِّدٍ

 

وَتُقامَ فِي ساحاتِيَ الصَّلَوَاتُ

أَنا شَمْسُكُمْ، أَنا بَدْرُكُمْ، أَنا أَنْتُمُ

 

أَنا رَمْزُكُمْ إِنْ ضَـلَّتِ الغَاياتُ

أَنا فَـلْذَةٌ سَــلَّمْتُمُ أَوْصَــالَهَا

 

أَإِلَى الذِّئَابِ تُسـَــلَّمُ الفَلَذَاتُ؟

أَنا غَادَةٌ فَرَّتْ لِفَرْطِ مُصَــابِها

 

فَـتَـلـَقَّـفَـتْـهَا أَكْلُبٌ وَعُـداةُ

 
**********

أَفَمَا تَرَوْنَ مَآذِنِي وَقِبابِي؟!

فَمِنَ الحِرَابِ إِلَى الخَرابِ إِلى العَذابِ

وَأَنا أُضَمِّدُ جُرْحِيَ النَّغّارَ… أَغْرَقُ في مُصابِي

وَأَصِيحُ تَرْتَجُّ السَّماءُ لِصَيْحَتِي

وَيَسِيْلُ دَمْعُ التّينِ وَالزَّيْتُونِ في تِلْكَ الهِضابِ

وَيَرِقُّ قَلْبٌ مِنْ حَجَرْ

حتّى فُؤادُ الصَّخْرِ مِنْ جُرْحِي انْفَطَرْ

إِلاّكُمُ… ضاعَتْ عَلَى أَسْمَاعِكُمْ آهاتِيَ الثَّكْلَى

وَجَفَّتْ دَمْعَتِي مِنْ حَرِّها

وَتَقَطَّعَ القَلْبُ الكَلِيْمْ

وَذَوَى نِدَائِي فِي ظَلامِ الصَّمْتِ وَاللِّيْلِ البَهِيْمْ

وَجَمِيْعُ أَطْفالِ اليَهُودِ يُرَدِّدُونْ:

" شُلَّتْ يَمِيْنِي إِنْ نَسِيْتُكِ أُوْرْشَلِيْمْ".

**********

مَضَــتْ أَقْدَارُنا جِيْلاً فَجِيْلا

 

وَعَايَشْــنَاهُمُ دَهْـرَاً طَوِيْلا

فَمَا صَــدَقُوا بِوَعْدٍ مُنْذُ كَانُوا

 

وَلا أَجْـدَى سَـلامُهُمُ فَتِيْلا

فَقُلْ لِلاَّهِثِيْنَ وَرَاءَ سِـــلْمٍ

 

سَــيُورِثُكُمْ غَدَاً ذُلاًّ ذَلِيْلا

وَقُلْ لِلرَّاكِضِـيْنَ بِكُـلِّ عَـزْمٍ

 

إِلى أَحْضَــانِهِمْ نَامُوا قَلِيْلا

وَقُلْ لِلْجَالِسِــيْنَ عَـلَى كَرَاسٍ

 

بِمُؤْتَمَراتِهِمْ: شُــكْرَاً جَزِيْلا

لَقَدْ حَرَّرْتُمُ وَطَــنِي فَعَادَتْ

 

كَرَامَتُهُ وَعَــادَ لَنَا نَبِيْلا

وَهَلْ عَادَتْ بِـلادٌ دُوْنَ حَـرْبٍ

 

تُجَرِّدُ لِلْعِدَا سَــيْفَاً صَقِيْلا؟

وَتَسْــتَعْدِي الخُيُوْلَ لَهَا صَهِيْلا

 

وَتَسْتَعْدِي السُّيُوفَ لَهَا صَلِيْلا

وَلَمْ يَحْمِلْ لَنَا المُحْتَلُّ غُصْــنَاً

 

مِنَ الزَّيْتُوْنِ أَوْ يَسْـمَعْ هَدِيْلا

سَـلِ التَّارِيْخَ وَاقْبِسْ مِنْهُ هَدْيَاً

 

تَجِدْ فِيْهِ عَـلَى قَـوْلِي دَلِيْلا

فَقُلْ لِلْبَائِعِيْنَ: دَعُـوا بِـلادِي

 

وَأَخْلُوْا دُوْنَ أَقْصـايَ السَّبِيْلا

سَــيَأْتِي جِـيْلُ تَـحْرِيْرٍ أَبِيٍّ

 

يُحَقِّـقُ بِالجِهَادِ المُسْــتَحِيْلا

دَعُــوْهٌ إِنَّــكُمْ إِمَّــا فَعَلْتُمْ

 

فَلَنْ نَنْسَــى لَكُمْ هَذَا الجَمِيْلا

**********

undefined

هَلْ تُرَاهُ يَعْشَقُ المَهْزُوْمُ مَنْ قَدْ هَزَمَهْ؟

وَقَتِيْلٌ سَوْفَ يَشْتَاقُ إِلى مَنْ قَصَمَهْ؟

وَكِيَانَاتٌ عَلَى أَقْسَامِهَا مُنْقَسِمَةْ

إِنَّهُ السَّيْلُ الذِي عَمَّ وَطَمّْ

مَنْطِقُ المَهْزُومِ أَنَّا وَيَهُودُ (الدُّوْنَمَةْ)

كُلُّنا أَبْناءُ عَمْ

يَا لَجُرْحٍ فِي فُؤادِي مُنْذُ قَرْنٍ مَا الْتَأَمْ

وَعُيُونٍ مُنْذُ أَلْفٍ لَمْ تَنَمْ

 

**********

يَا لَلأَسَى…

وَاحَسْرَتاهُ…. عَلَى طَهُوْرٍ دُنِّسَا

وَاهاً…. لِطَعْنَةِ أَكْبُدٍ

سَكِرَ الأَسَى مِنْ جُرْحِهَا لَمَّا احْتَسَى

وَشَرِبْتُ مِنْها أَكْؤُسَا

هِيَ غُرْبَةٌ مَرَّتْ فَمَرَّتْ…

لا أَرَى لأَسَايَ فِيْها مُؤْنِسَا

 

**********

هَا أَرَاهُمْ نَزَلُوا

أَلْفُ مَجْنُوْنٍ عَلَى سَاحَاتِهِ قَدْ مَثَلُوا

مَنْزِلُ الرَّبِّ دَعَاهُمْ كَيْ يُقامَ الهَيْكَلُ

أَلْفُ قَرْنٍ فِيْ يَدَيْهِمْ…. أَلْفُ بُوقْ

وَأَرَى أَهْلِي وَمَا قَدْ فَعَلُوا

فَهُمُ مِلْيُونُ بُوقْ

تَتَنَامَى بَيْنَهُمْ كُلُّ الخُرُوقْ

لَهَثُوا خَلْفَ سَرَابِ السِّلْمِ مِنْ سِتِّيْنَ عَامَاً

وَإِلى اليَوْمِ وَمَا قَدْ وَصَلُوا

وَلَقَدْ بَاعُوا وَبَاعُوا…

ثُمَّ بَاعُوا وَاشْتَرَوْا فِي كُلِّ سُوقْ

وَتَوَلاَّهُمْ غُرُوْبٌ… وَتَوَلَّى عَنْهُمُ كُلُّ شُرُوقْ

أَيُّ عَارٍ إِنْ تَرَكْنا المَسْجِدَ الأَقْصَى وَحِيْدَا

وَحْدَهُ يَبْلَعُ حَدَّ السَّيْفِ جَهْراً

وَيُعانِي قاتِلاً مُرَّاً حَقُودَا

وَمَضَيْنا فِي طَرِيْقِ الذُّلِّ وَالخِزْيِ عَبِيْدَا

وَتَنَافَخْنَا افْتِخَاراً… وَتَنَافَرْنَا عَدِيْدَا

ثُمَّ كُنَّا زَبَدَاً… مِلْحَاً أُجَاجَاً… وَغُثَاءْ

وَتَأَمَّلْنا سَرَابَ الكُفْرِ أَنْ يُصْبِحَ مَاءْ

وَعَلَى أَنْ تُخْصِبَ الأَرْضُ وَتَنْهَلَّ السَّمَاءْ

 

**********

هَا أَرَاهُمْ

هَدَّمُوا أَبْوَابَهُ

حَطَّمُوا أَسْوَارَهُ

وَبَنُوا الأَنْفَاقَ وَانْحَازُوا إِلى كُلِّ جِدارْ

مِنْ حِصَارٍ لِحِصَارْ

وَأَقامُوا تَحْتَهُ مَا يَزْعُمُونْ

إِنَّها أَجْيالُهُمْ مِنْ بَعْدِ عَشْرَاتِ القُرُونْ

جَاءَتِ اليَوْمَ لِتَثْأَرْ

صَارِخاتٍ: يَا لَخَيْبَرْ

أَغْمَدَتْ فِيْ قَلْبِنا المَثْقُوبِ وَالمَنْكُوبِ وَالمَرْعُوبِ.. خِنْجَرْ

يَا حَبِيْبَ اللهِ يَا أَقْصَى

وَيَا أَقْصَى المُنَى لِلشُّرَفَاءْ

إِنْ تَكُ اليَوْمَ عَلَى أَيْدِي قُرُوْدِ الأَرْضِ تُنْحَرْ

فَسَيَأْتِي جِيْلُ تَحْرِيْرٍ وَنَصْرٍ (بِصَلاحٍ) (وَالمُظَفَّرْ)

إِنَّ أَرْضَاً شَرَّفَتْها الأَنْبِياءْ

وَبَنَى مَسْجِدَها (جِبْرِيْلُ) مِنْ رَبِّ السَّماءْ

وَتَوَلَّى بَيْعَةَ الإِسْلامِ فِيْها الخُلَفَاءْ

وَاسْتَرَاحَتْ فِي ثَرَاها الثَّرِّ كُلُّ الشُّهَدَاءْ

وَسَقَتْهَا بِالدِّماءْ

سَوْفَ تُنْصَرْ

وَسَتَعْلُو فِي سَمَاهَا: اللهُ أَكْبَرْ

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.