على الرغم من أنه لاعب مهاري يتحكم في الكرة جيدا ومرواغ بارع يستطيع بناء اللعب جيدا وكان بإمكانه تقديم إضافة كبيرة جدا في الوسط الوهجوم وأثبت فعاليته عندما لعب ضد برشلونة في كأس "السوبر"، فإن تخوف زيدان من خطورة ميسي جعله يستغني عن خدماته ويفضل إقحام كوفاسيتش واللعب بخطة4 -4 -2، بدل 4 – 3 -3.
لا يزال زيدان يفكر بالطريقة نفسها: كيف أحد من خطورة ميسي؟ كما فعل في مباراة "السوبر"، وظن أن السيناريو نفسه سيتكرر وستنجح الخطة، لكن لكل مباراة معطياتها الخاصة؛ ففي مباراة "السوبر" كان برشلونة يعاني من رحيل نيمار ومدرب جديد غير متعود على الأجواء.. لكن الأمر يختلف في مباراة الليغا بعد أن استجمع برشلونة أنفاسه واستطاع فالفيردي إيجاد الحلول لمشاكله، متا كلّف زيدان الكثير، إذ أصبح ميسي بمفرده مراقباً من أكثر من لاعب، خاصة كاسيميرو وكوفاسيتش، ما فتح مساحات كبيرة استغلها لاعبو وسط برشلونة، مثل ما حدث في الهدف الأول، الذي سنعود إليه بالتفصيل لاحقا.
كان ما حدث في الشوط الثاني يشبه السحر، وكأنّ فالفيردي قام بتعويذة قلبت كل شيء وأصبح البارصا هو المسيطر وهو المستحوذ على الكرة وهو الأخطر والأقرب إلى الفوز بالمباراة . تخوف زيدان من ميسي وفكرة المراقبة اللصيقة جعلا وسط الريال يفقد التوازن. وبالعودة إلى اللقطة التي جاء منها الهدف الأول، وأثناء انطلاقة راكيتيتش من وسط الميدان بكل سهولة، وعوض أن يقطع كوفاسيتش الطريق على راكيتيش فضّل مراقبة ميسي، ما ترك المساحة لراكي الذي كان أكثر ذكاء و فضل مواصلة الطريق للمرمى بدل التمرير لميسي وهو ما سمح بتسجيل الهدف الأول.
البطاقة الحمراء التي تلقاها مدافع الريال أربكت حسابات زيدان وزادت المهمة صعوبة فقام بتغيير اضطراري واستغنى عن بن زيمة الذي نطرح أكثر من سؤال حول إصرار زيدان على إقحامه رغم مستواه المتذبذب و تضييعه للفرص السهلة بغرابة . بعد هذا انهار الفريق كليا سواء من الناحية البدنية أو الذهنية و تحولت المباراة الى أشبه بالحصة التدريبية و توقفت الحصيلة عند 3 أهداف.
مبارة كرة القدم عمرها 90 دقيقة قد تكون البداية جيدة كما حدث مع زيدان لكن قد يكون هذا غير كاف لتحقيق الانتصار فالفوز يلعب على تفاصيل صغيرة جدا . الأكثر تركيزا و حضورا من الناحية البدنية و الذهنية والأكثر استغلالا للفرص المتاحة هو من يفوز في النهاية فعلى الرغم من بداية ريال مدريد القوية لم يستثمر الفرص المتاحة و انطبق عليه قانون كرة القدم من يضيع يتلقى الأهداف.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.