شعار قسم مدونات

في اليوم العالمي للكتاب.. اقرأ كتابًا بألف حياةٍ

مدونات، القراءة

يعيش الإنسان في حياته مرة واحدة، لكنه المتحكم في كيفية عيشه بالتأكيد، فهو من يحدد لذاته إن كانت ستكون حياة تقليدية كغيره من البشر الموجودين من حوله، أو أنه سيسعى لأن تكون حياة مختلفة. يظن البعض أن الاختلاف يجب أن يكون اختلافًا هائلًا، على الرغم من أن البساطة في الكثير من الأحيان تكون هي السلاح الأفضل للتميز والاختلاف. وفي القراءة يمكنك أن تفعل ذلك، أن تجعل حياتك مختلفة تمامًا.

شخصيًا أؤمن بأن الكتاب كالطائرة، يقلع بك في رحلاتٍ حول العالم، يأخذك إلى عوالم لم تعرفها من قبل، ويجعلك تحيا كأنك جزء من هذه العوالم. يصادف يوم الثالث والعشرين من أبريل في كل عام احتفالية اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، والتي ترعاها اليونسكو منذ عام 1995. وفي كل مرة يصيبني الألم عندما أتذكر الإحصائيات الخاصة بالقراءة، والتي تؤكد أن العرب لا يقرأون إلا نادرًا، فهذا يصيبني بحزنٍ شديد لما وصلنا إليه.

احرص دائمًا على أن تحصل على أكبر قدر من الفائدة من القراءة، أن تسمح لروحك بأن تمتزج مع ما تقرأه، وسوف تجد أن عقلك يكبر سريعًا، وسوف تخوض العديد من التجارب، وتكتسب الكثير من الخبرات

القراءة في رأيي من العوامل الرئيسية التي تساهم في تكوين فكر الإنسان، وهي التي تساعده على اكتساب المعرفة والثقافة، تمثل عاملًا في تقويم سلوكه، ومساعدته في التقدم نحو الأفضل لحياته. وأنا لا أبالغ بما ذكرته حول القراءة في هذه الكلمات، فكل من جرّب القراءة يعرف هذه الحقائق. حتى أن هناك العديد من الدول التي أدركت أهمية القراءة، ومدى تأثيرها على مواطنيها، فأصبحت تساعدهم على القراءة منذ سن صغير.

أول ما نزل من القرآن على رسولنا هو "اقرأ"، وكل الأديان تهتم بالقراءة. وهذا الاهتمام لا ينصب فقط على مجرد القدرة على قراءة الكلمات، إنما يتجاوز الأمر أبعد من ذلك، فالأهم هو تأثير القراءة على الإنسان. لو كنت لا تقرأ، فلا تظن أن الفرصة قد فاتتك لتفعل ذلك، بل دائمًا هناك فرصة لفعل أي شيء، ويمكنك أن تبدأ في القراءة من هذه اللحظات.

أما إن كنت تقرأ بالفعل، فاحرص دائمًا على أن تحصل على أكبر قدر من الفائدة من القراءة، أن تسمح لروحك بأن تمتزج مع ما تقرأه، وسوف تجد أن عقلك يكبر سريعًا، وسوف تخوض العديد من التجارب، وتكتسب الكثير من الخبرات. القراءة رحلة فريدة من نوعها، والكتاب هو صديقك الوفي الذي سوف يرافقك دائمًا، ربما لا تشعر بأهمية وجوده في كل الأوقات، لكنك مع الوقت سوف تدرك دوره في حياتك، وسوف تعرف بأنه لا يتخلى عنك أبدًا مهما حدث. الكتاب هو الصديق الذي يمكنك أن تصطحبه في أي مكان تذهب إليه، في العطلة أو في أثناء المواصلات، ستجده يتبعك أينما تكون.

في اليوم العالمي للكتاب.. أقول كما قال العقاد من قبل: "أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة، وحياة واحدة لا تكفيني، والقراءة -دون غيرها- هي التي تعطيني أكثر من حياة، لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق." في اليوم العالمي للكتاب.. أدعوك صديقي إلى أن تقرأ، اقرأ كتابًا بألف حياةٍ.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.