شعار قسم مدونات

أفشوا الحب بينكم

blogs - love

معظمنا ترعرع داخل أسرة مغربية حيث التعبير عن الحب بيننا أمر نادر أو شبه منعدم، يرون في ذلك ربما انتقاصاً لهم أمام الآخرين، يحبون لكنهم يحبون في صمت. وقد تجد العلاقة بين والديك قد تعدت الثلاثين سنة، لكنك ولو لمرة واحدة رأيتهما يتبادلان كلمات تعبر عن حبهم لبعض أمامك، فهم كما يقولون، يعبرون عن ذلك بوسائل أخرى، كأن تجعل أمك النصيب الأكبر من اللحم أثناء وجبة الغداء للوالد، أو كأن يجعل ذراعه متكأ لها بعد الصلاة حتى يساعدها على النهوض، أشياء كثيرة قد نراها نحن جيل الفيسبوك ونزار قباني بسيطة، لكنهم يرونها عظيمة.

فعندنا فعلاً الحب لا يقال ولا يكتب، وإنما يعاش، من منا ينكر أنه يحب الأشخاص المقربين إليه من أصدقاء وإخوة، لكنه لم يتجرأ يوماً ليعبر عن ذلك الحب الذي ظل سجيناً طيلة تلك السنين. ما العيب في أن تخرج تلك المشاعر وتنسج منها كلمات قد تكون كبلسم على روح أقرب الناس إليك، فنحن فعلاً شعب ربما يستحيي من إظهار مشاعره ويكتفي فقط بأن يعيش على النمط الذي وجد السابقون عليه.

جربي سيدتي أن تبعثي رسالة نصية لزوجك أثناء عمله، بعض الكلمات الصادرة منك تعبر عن مدى حبك له، عن مدى امتنانك لوجوده بجانبك دائماً، افعلي ذلك فمهما رأيته شيئاً هيناً فهو عكس ذلك.

قد يقول البعض بأن الحب الحقيقي هو ذلك الذي يترجم أفعالاً لا أقوالاً، فعلاً الحب هو ما نراه في أفعال الناس تجاهنا، لكن هذا الشجن الذي نراه يومياً على وجوه الناس العابسة يلزمه من الكلمات الجميلة والمشحونة بالحب الكثير حتى تعود لهم الابتسامة.

جرب فقط بعد يوم شاق أن تحضن والدتك وتعبر لها عن حبك بجملة بسيطة خالية من تركيبات اللغة وتفاصيلها، "كنبغيك ا الواليدة" وسترى ردة فعلها التي ستترجم على وجهها بإشراقة تجعلها تبدو الأسعد على الأرض، جرب مثلاً أن ترسل لصديقك المقرب الذي تتقاسمان تفاصيل الحياة بحلوها ومرها رسالة مضمونها أنك تحبه وكفى وانتظر آنذاك ردة فعله. قد يظنك جننت حتى أو فقط تريد أن تتهكم، لا يهم ما سيظن، الأهم ألا تجعل تلك المشاعر النبيلة سجينة عقلك الباطني فقط، وتكتسب ثقافة البوح، عكس ما اعتدنا عليه داخل أسرنا.

جربي سيدتي أن تبعثي رسالة نصية لزوجك أثناء عمله، بعض الكلمات الصادرة منك تعبر عن مدى حبك له، عن مدى امتنانك لوجوده بجانبك دائماً، افعلي ذلك فمهما رأيته شيئاً هيناً فهو عكس ذلك، رسالة قد تجعله يكمل يومه الشاق بالكثير من الطاقة الإيجابية.
 

أنت كذلك سيدي، لا تبخل على زوجتك بكلمات صادقة تحسسها بالكثير من الأمان والطمأنينة، اجعلها تحس أنها فعلاً هي من امتلكت قلبك قولاً وفعلاً، اجعلها تلامس خوفك وغيرتك وحبك لها عبر كلمات ولو بسيطة، لكن وزنها سيكون ثقيلاً .أفشوا الحب بينكم رجاء، فالعالم به من البؤس ما يكفي، ألغوا العادات الكابحة لذلك التي وجدنا عليها آبائنا، عبروا عن أحاسيسكم الجميلة ما دمتم على قيد الحياة، فيوم نموت سيحبنا الجميع.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.