شعار قسم مدونات

دييجو سيميوني.. الهوية والفلسفة!

blogs-Simeone
قبل فترة، تحدّث نجل دييجو سيميوني ومهاجم نادي جنوى الإيطالي، الشاب جيوفاني سيميوني، عن الوالد في تدريب نادي إنتر، كما أكّد ذلك الوالد دييجو أكثر من مرة، بشكل مباشر وغير مباشر، رغم أن رئيس أتلتكو مدريد سيريزيو لا يزال يُحاول نفي ذلك كلما أتيحت له الفرصة الحديث عن مستقبل سيميوني.


دييجو سيميوني رجل يُؤْمِن بمتلازمة الحب والثورة، لا يدرب إلا الفرق التي تشبهه في طريقة لعبها وفلسفتها، ونظرة جماهيرها لكرة القدم.. 
وإذا كان هناك رياضي لا يفكر في جمع المال هذه الأيام، فهو التشولو، الذي قال: "لا" لملايين: (بي اس جي) وروسيا (تشيلسي) والإمارات ( مان سيتي)، ثم استقر في مكان جاء إليه بمحض إرادته في وقت كان فيه فريق أتلتكو مدريد على حافة الهاوية.


قاد دييجو ثورة الروخي بلانكوس في العاصمة الإسبانية مدريد، وصل بالفريق إلى ما هو عليه، لدرجة أن لاعبيه باتوا يرفضون ريال وبارسا. قبل سنوات كان ذلك ضربا من الجنون، 
عقد سيميوني مع أتلتكو ينتهي الموسم المقبل، وسوف يتجه إلى بلاد البيتزا والمافيا وتحديدا إلى ميلانو، حيث يطمح إلى إعادة إنتر للواجهة من جديد، وما أبعد إنتر عن الواجهة هذه الأيام!


في إيطاليا وجد المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو ذاته، مع إنتر وعاش أجمل أيامه فكتب اسمه في التاريخ بأحرف من ذهب "لأنه تفوق على فريق يضم ميسي في طريقه إلى التتويج بدوري الأبطال" هكذا تحدث مورينهو فيما بعد.

وهنا يجب أن نتساءل: لماذا يذهب دييجو إلى إنتر ولا يذهب إلى فريق مثل بي اس جي أو مان سي تي أو ريال مدريد؟ الإجابة بسيطة وهي أنّ الأمر يتعلّق بالهوية والفلسفة.


إنتر فريق يعتمد مبدأ الـ (Reactive football)  قوة الدفاع، الهجمات المرتدة، ألتراس، جماهير تتنفس الكرة، الشغف والشغب والصخب في كل مكان. ببساطة هذا هو ما يميز إنتر وبقية الفرق الإيطالية، بدرجات مختلفة، إنها جنة كرة القدم يا رفاق، جنة عاش فيها: خالد الذِّكْر مارادونا، الذي قال ذات مرة، أنّ من يريد أن يثبت أنه أسطورة فليثبت ذلك في إيطاليا. من هنا يمكننا أن نفهم لماذا يعبد عشاق إنتر رونالدو الظاهرة، رغم أنه لم يحقق الدوري في جوزيبي مياتزا ولم يفز بدوري الأبطال طوال مسيرته.

في إيطاليا وجد المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو ذاته، مع إنتر عاش أجمل أيامه وكتب اسمه في التاريخ بأحرف من ذهب. "لأنه تفوق على فريق يضم ميسي في طريقه إلى التتويج بدوري الأبطال" هكذا تحدث مورينهو فيما بعد، باختصار شديد عن أهمية التشامبيونز الذي حققه مع فريق موراتي.


وعندما ابتعد السبيشيال وان عن تلك الأجواء المفعمة بالثورة، عندما ابتعد مورينهو عن ايطاليا، بدأ في فقدان هويته، حدث ذلك في ريال مدريد ويحدث الآن مع مانشستر يونايتد، رغم أن مورينهو، تخلى عن الكثير من مبادئه، وبات ينتقد الفرق التي تلعب بخطة ركن الباص.


وفِي السياق ذاته، يمكننا أن نطرح السؤال التالي: لماذا فشل جوزيه مع تشيلسي في ولايته الثانية؟ لأن تشيلسي لم يعد ذلك الفريق الذي بناه مورينهو، الفلسفة تغيّرت نوعا، البلوز باتوا يشترون لاعبين بعشرات الملايين، هذا ما يحدث مع أتلتكو مدريد الآن، لذلك أحسّ سيموني بضرورة العودة خطوة إلى الخلف ليتقدم خطوات إلى الأمام، مثل السهم الذي يحتاج إلى أن يرجع للخلف قليلا حتى ينطلق بقوة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.