شعار قسم مدونات

سَلامًا أيُّها الوَطَنُ الذّبيحُ

blogs - syrian revolution

مُهداة إلى الّذين يحاولون أنْ يتنفّسوا الحريّة في طوفانٍ من الدّماء..

 

سَلامًا أيُّها الوَطنُ الذّبيحُ

أَتَسْلَمُ …؟! والرَّدى طَيفًا يَلُوحُ

 

تُسافِرُ في مَدى الأَحْزانِ فَردًا

وَتَنْهَشُكَ الذِّئابُ إِذا تُرِيحُ

 

وَتَحْمِلُ أَلْفَ قَرنٍ مِن بَلايا

يَنُوحُ لَها مِنَ الأَهْوالِ نُوحُ

 

بَكَيْتُكَ وَاللّيالي حالِكاتٌ

ودَرْبُ المُدْلِجينَ بِها فَسِيحُ

 

وقافِلةُ الدِّماءِ تَسِيلُ نَهرًا

بِهِ رُوحُ الشَّهادَةِ تَسْتَرِيحُ

 

عَلَى شَطَّيْهِ كَمْ نَبَتَتْ وُرودٌ

تَظَلُّ لِكُلِّ مَنْ يَقْضِي تَفُوحُ

 

مَتى أَلْقَيْتَ في التَّرْحالِ جِسمًا؟!

وأنتَ نَهارُكَ اللّيلُ الصَّبُوحُ

 

وَتَطْعَنُ فِيكَ أعداءٌ تردَّتْ

ثِيابًا في التُّقاةِ لَها مُسُوحُ

 

وَتَحْلِفُ أنّكَ الأَغْلَى … وَتَبْكِي

عَلَيْكَ … وَلِلْمَحارمِ تَسْتَبِيحُ !!!

 

أَهَذِي دَوْلَةٌ أَكَلَتْ بَنِيها؟!!!

وقُطِّعَ فِي (مَخافِرِها) الذّبيحُ

 

وَسُلّطَ نَحْوَهُ مِلْيونُ كَلْبٍ

ومُزّقَ جِسْمُه الدّامي الطّريحُ

 

أَما وَاللهِ لَنْ نَنْسى عَذابًا

بِنَا يَغْدُو، وَتَقْتِيلاً يَرُوحُ

 

وَلَنْ نَنْسَى اسْتِغاثاتِ الثَّكالَى

مَتَى نَسِيَتْ جَنادِلَها السُّفوحُ؟!!

 

فَيا (دِرْعا) وَأنتِ الدّرعُ يَحْمِي

كَرامَتَنا، وَنَصْمِتُ إِذْ يَبُوحُ

 

تُهانُ بِكِ البَراءَةُ وَهْيَ طِفْلٌ

وَيَذْبَحُ حُسْنَكِ الوَجْهُ القَبِيحُ

 

يُقلِّعُ ظُفْرَنا، وَيَحُزُّ عُنقًا

وَيَسْلَخُ جِلْدَنا الثّورُ النَّطُوحُ

 

أَهَذا حَاكِمٌ أَمْ ذاكَ وَحْشٌ

أَفِيهِ مِثْلُنا جَسَدٌ وَرُوحُ؟!!!

 

(لِدِرْعا) تَنْحَنِي الأَشْعارُ فَخْرًا

وَتَبْرَأُ – حِينَ أُنْشِدُها – القُرُوحُ

 

وَيا (حِمْصُ) الأَبِيَّةُ كُلُّ قَوْلٍ

بِغَيْرِكِ مُعْجِمٌ وَلَكِ الفَصِيحُ

 

قَتَلْتِ الخَوْفَ حَيْثُ الخَوْفُ غُولٌ

وَأَفْعَى فِي الضُّلُوعِ لَها فَحِيحُ

 

بِلادٌ أَهْلُها كُرماءُ نَزفًا

وَلَكِنْ بِالمَذَلَّةِ هُمْ شَحِيحُ

 

يُفَدُّونَ التُّرابَ بِكُلِّ شِلْوٍ

يَجُودُ بِفَوْحِهِ الجُرْحُ السَّحِيحُ

 

وَيا (حَلَبَ) الشَّهادَةِ كُنتِ سَيْفًا

لِسَيْفِ الدَّوْلَةِ اللَّيثُ الطَّمُوحُ

 

فَكَيْفَ اسْتَأَسَدَ الهِرُّ انْتِفاخًا

وَرَايَةُ ذَيْلِهِ فِينا تَلُوحُ؟!!

 

أَرَى الشُّهَداءَ قاماتٍ تَسامَتْ

عَلَى أَعْتابِهِمْ سَجَدَ الضَّرِيْحُ

 

وَلَمْ أَمْدَحْ بِغَيْرِهُمُ مَدِيحِي

وَقَدْ يَحْلُو لِشاعِرِهِ المَدِيحُ

 

وَيا بَرَدى (دِمَشْقُ) تَهُونُ؟! كَلاّ

أَعَنْ وَجْهِي – لِغُرْبَتِها – تُشِيحُ

 

حَوارِيْها الحَوَارِيُّونَ فِيها

تُعانِي ما يُعانِيهِ المَسِيحُ

 

غَدًا سَتَقُومُ لا عَجْزًا تراخَتْ

وَلَكِنَّ الحَلِيمَ بِها جَرِيْحُ

 

دِمَشْقُ لَنا، وَمَرْجَتُها هَوانا

وَمَسْجِدُها الأَلِيفُ إِذا نَرُوحُ

 

فَثُورِي يا بِلادَ المَجْدِ خَيْلاً

لَهَا فِي كُلِّ مَكْرُمَةٍ جُمُوحُ

 

وَقِفْ يَا حافِرَ الأجداثِ… مَهْلاً

فَإِنَّكَ سَوْفَ عَنْ قُربٍ تَقِيحُ

 

مَدافِعُكَ الّتي صَمَتَتْ طَوِيلاً

وَراحَتْ فَوْقَ جُثَّتِنا تَصِيحُ

 

نَراها لَمْ تُوَجَّهْ نَحْوَ عادٍ

وَلَمْ تَقْتُلْ سِوانا أَوْ تُبِيحُ

 

لَنا دَمُنا الّذي سَيَصِيْرُ أفْقًا

وَرَوْضًا نَبْتُهُ وَرْدٌ وَشِيْحُ

 

وَإِعْصارًا يُزَمْجِرُ بِالمَنايا

تَقاصَرَ دُونَهُ عَصْفٌ وَرِيْحُ

 

وَأَشْرِعَةً تُمَزِّقُ كُلَّ لِصٍّ

وَتَحْفِرُ قَبْرَكُمْ، وَبِكُمْ تُطِيحُ

 

وَلَمْ أَرَ صاحِبًا لِلْحَقِّ يَخْذَى

وَلَمْ أَرَ مِثْلَهُ فِيْهِ وُضُوحُ

 

هِيَ الحُرِّيَّةُ الحَمْراءُ بَابٌ

وَكَفُّ الثَّائِرينَ لَهُ فُتُوحُ

 

وَقَدْ تَعْمَى العُيونُ إِذا اسْتَرابَتْ

وَلَكِنّ الصَّحِيْحَ هُوَ الصَّحِيْحُ

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.