مُهداة إلى الّذين يحاولون أنْ يتنفّسوا الحريّة في طوفانٍ من الدّماء..
سَلامًا أيُّها الوَطنُ الذّبيحُ أَتَسْلَمُ …؟! والرَّدى طَيفًا يَلُوحُ |
|
تُسافِرُ في مَدى الأَحْزانِ فَردًا وَتَنْهَشُكَ الذِّئابُ إِذا تُرِيحُ |
|
وَتَحْمِلُ أَلْفَ قَرنٍ مِن بَلايا يَنُوحُ لَها مِنَ الأَهْوالِ نُوحُ |
|
بَكَيْتُكَ وَاللّيالي حالِكاتٌ ودَرْبُ المُدْلِجينَ بِها فَسِيحُ |
|
وقافِلةُ الدِّماءِ تَسِيلُ نَهرًا بِهِ رُوحُ الشَّهادَةِ تَسْتَرِيحُ |
|
عَلَى شَطَّيْهِ كَمْ نَبَتَتْ وُرودٌ تَظَلُّ لِكُلِّ مَنْ يَقْضِي تَفُوحُ |
|
مَتى أَلْقَيْتَ في التَّرْحالِ جِسمًا؟! وأنتَ نَهارُكَ اللّيلُ الصَّبُوحُ |
|
وَتَطْعَنُ فِيكَ أعداءٌ تردَّتْ ثِيابًا في التُّقاةِ لَها مُسُوحُ |
|
وَتَحْلِفُ أنّكَ الأَغْلَى … وَتَبْكِي عَلَيْكَ … وَلِلْمَحارمِ تَسْتَبِيحُ !!! |
|
أَهَذِي دَوْلَةٌ أَكَلَتْ بَنِيها؟!!! وقُطِّعَ فِي (مَخافِرِها) الذّبيحُ |
|
وَسُلّطَ نَحْوَهُ مِلْيونُ كَلْبٍ ومُزّقَ جِسْمُه الدّامي الطّريحُ |
|
أَما وَاللهِ لَنْ نَنْسى عَذابًا بِنَا يَغْدُو، وَتَقْتِيلاً يَرُوحُ |
|
وَلَنْ نَنْسَى اسْتِغاثاتِ الثَّكالَى مَتَى نَسِيَتْ جَنادِلَها السُّفوحُ؟!! |
|
فَيا (دِرْعا) وَأنتِ الدّرعُ يَحْمِي كَرامَتَنا، وَنَصْمِتُ إِذْ يَبُوحُ |
|
تُهانُ بِكِ البَراءَةُ وَهْيَ طِفْلٌ وَيَذْبَحُ حُسْنَكِ الوَجْهُ القَبِيحُ |
|
يُقلِّعُ ظُفْرَنا، وَيَحُزُّ عُنقًا وَيَسْلَخُ جِلْدَنا الثّورُ النَّطُوحُ |
|
أَهَذا حَاكِمٌ أَمْ ذاكَ وَحْشٌ أَفِيهِ مِثْلُنا جَسَدٌ وَرُوحُ؟!!! |
|
(لِدِرْعا) تَنْحَنِي الأَشْعارُ فَخْرًا وَتَبْرَأُ – حِينَ أُنْشِدُها – القُرُوحُ |
|
وَيا (حِمْصُ) الأَبِيَّةُ كُلُّ قَوْلٍ بِغَيْرِكِ مُعْجِمٌ وَلَكِ الفَصِيحُ |
|
قَتَلْتِ الخَوْفَ حَيْثُ الخَوْفُ غُولٌ وَأَفْعَى فِي الضُّلُوعِ لَها فَحِيحُ |
|
بِلادٌ أَهْلُها كُرماءُ نَزفًا وَلَكِنْ بِالمَذَلَّةِ هُمْ شَحِيحُ |
|
يُفَدُّونَ التُّرابَ بِكُلِّ شِلْوٍ يَجُودُ بِفَوْحِهِ الجُرْحُ السَّحِيحُ |
|
وَيا (حَلَبَ) الشَّهادَةِ كُنتِ سَيْفًا لِسَيْفِ الدَّوْلَةِ اللَّيثُ الطَّمُوحُ |
|
فَكَيْفَ اسْتَأَسَدَ الهِرُّ انْتِفاخًا وَرَايَةُ ذَيْلِهِ فِينا تَلُوحُ؟!! |
|
أَرَى الشُّهَداءَ قاماتٍ تَسامَتْ عَلَى أَعْتابِهِمْ سَجَدَ الضَّرِيْحُ |
|
وَلَمْ أَمْدَحْ بِغَيْرِهُمُ مَدِيحِي وَقَدْ يَحْلُو لِشاعِرِهِ المَدِيحُ |
|
وَيا بَرَدى (دِمَشْقُ) تَهُونُ؟! كَلاّ أَعَنْ وَجْهِي – لِغُرْبَتِها – تُشِيحُ |
|
حَوارِيْها الحَوَارِيُّونَ فِيها تُعانِي ما يُعانِيهِ المَسِيحُ |
|
غَدًا سَتَقُومُ لا عَجْزًا تراخَتْ وَلَكِنَّ الحَلِيمَ بِها جَرِيْحُ |
|
دِمَشْقُ لَنا، وَمَرْجَتُها هَوانا وَمَسْجِدُها الأَلِيفُ إِذا نَرُوحُ |
|
فَثُورِي يا بِلادَ المَجْدِ خَيْلاً لَهَا فِي كُلِّ مَكْرُمَةٍ جُمُوحُ |
|
وَقِفْ يَا حافِرَ الأجداثِ… مَهْلاً فَإِنَّكَ سَوْفَ عَنْ قُربٍ تَقِيحُ |
|
مَدافِعُكَ الّتي صَمَتَتْ طَوِيلاً وَراحَتْ فَوْقَ جُثَّتِنا تَصِيحُ |
|
نَراها لَمْ تُوَجَّهْ نَحْوَ عادٍ وَلَمْ تَقْتُلْ سِوانا أَوْ تُبِيحُ |
|
لَنا دَمُنا الّذي سَيَصِيْرُ أفْقًا وَرَوْضًا نَبْتُهُ وَرْدٌ وَشِيْحُ |
|
وَإِعْصارًا يُزَمْجِرُ بِالمَنايا تَقاصَرَ دُونَهُ عَصْفٌ وَرِيْحُ |
|
وَأَشْرِعَةً تُمَزِّقُ كُلَّ لِصٍّ وَتَحْفِرُ قَبْرَكُمْ، وَبِكُمْ تُطِيحُ |
|
وَلَمْ أَرَ صاحِبًا لِلْحَقِّ يَخْذَى وَلَمْ أَرَ مِثْلَهُ فِيْهِ وُضُوحُ |
|
هِيَ الحُرِّيَّةُ الحَمْراءُ بَابٌ وَكَفُّ الثَّائِرينَ لَهُ فُتُوحُ |
|
وَقَدْ تَعْمَى العُيونُ إِذا اسْتَرابَتْ وَلَكِنّ الصَّحِيْحَ هُوَ الصَّحِيْحُ |
|
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.