شعار قسم مدونات

يا حبيبَ اللهِ يا أَقْصَى

مدونات - الأقصى

هَلْ تُرَاهُ يَعْشَقُ المَهْزُوْمُ مَنْ قَدْ هَزَمَهْ؟
وَقَتِيْلٌ سَوْفَ يَشْتَاقُ إِلى مَنْ قَصَمَهْ؟
وَكِيَانَاتٌ عَلَى أَقْسَامِهَا مُنْقَسِمَةْ
إِنَّهُ السَّيْلُ الذِي عَمَّ وَطَمّْ
مَنْطِقُ المَهْزُومِ أَنَّا وَيَهُودُ (الدُّوْنَمَةْ)
كُلُّنا أَبْناءُ عَمْ
يَا لَجُرْحٍ فِي فُؤادِي مُنْذُ قَرْنٍ مَا الْتَأَمْ
وَعُيُونٍ مُنْذُ أَلْفٍ لَمْ تَنَمْ

هَا أَرَاهُمْ نَزَلُوا
أَلْفُ مَجْنُوْنٍ عَلَى سَاحَاتِهِ قَدْ مَثَلُوا
مَنْزِلُ الرَّبِّ دَعَاهُمْ كَيْ يُقامَ الهَيْكَلُ
أَلْفُ قَرْنٍ فِيْ يَدَيْهِمْ …. أَلْفُ بُوقْ
وَأَرَى أَهْلِي وَمَا قَدْ فَعَلُوا
فَهُمُ مِلْيُونُ بُوقْ
تَتَنَامَى بَيْنَهُمْ كُلُّ الخُرُوقْ
لَهَثُوا خَلْفَ سَرَابِ السِّلْمِ مِنْ سِتِّيْنَ عَامًا
وَإِلى اليَوْمِ وَمَا قَدْ وَصَلُوا
وَلَقَدْ بَاعُوا وَبَاعُوا …
ثُمَّ بَاعُوا وَاشْتَرَوْا فِي كُلِّ سُوقْ
وَتَوَلاَّهُمْ غُرُوْبٌ … وَتَوَلَّى عَنْهُمُ كُلُّ شُرُوقْ
أَيُّ عَارٍ إِنْ تَرَكْنا المَسْجِدَ الأَقْصَى وَحِيْدَا
وَحْدَهُ يَبْلَعُ حَدَّ السَّيْفِ جَهْراً
وَيُعانِي قاتِلاً مُرَّاً حَقُودَا
وَمَضَيْنا فِي طَرِيْقِ الذُّلِّ وَالخِزْيِ عَبِيْدَا
وَتَنَافَخْنَا افْتِخَاراً … وَتَنَافَرْنَا عَدِيْدَا
ثُمَّ كُنَّا زَبَدَاً … مِلْحَاً أُجَاجَاً … وَغُثَاءْ
وَتَأَمَّلْنا سَرَابَ الكُفْرِ أَنْ يُصْبِحَ مَاءْ
وَعَلَى أَنْ تُخْصِبَ الأَرْضُ وَتَنْهَلَّ السَّمَاءْ

هَا أَرَاهُمْ
هَدَّمُوا أَبْوَابَهُ
حَطَّمُوا أَسْوَارَهُ
وَبَنُوا الأَنْفَاقَ وَانْحَازُوا إِلى كُلِّ جِدارْ
مِنْ حِصَارٍ لِحِصَارْ
وَأَقامُوا تَحْتَهُ مَا يَزْعُمُونْ
إِنَّها أَجْيالُهُمْ مِنْ بَعْدِ عَشْرَاتِ القُرُونْ
جَاءَتِ اليَوْمَ لِتَثْأَرْ
صَارِخاتٍ: يَا لَخَيْبَرْ
أَغْمَدَتْ فِيْ قَلْبِنا المَثْقُوبِ وَالمَنْكُوبِ وَالمَرْعُوبِ .. خِنْجَرْ
يَا حَبِيْبَ اللهِ يَا أَقْصَى
وَيَا أَقْصَى المُنَى لِلشُّرَفَاءْ
إِنْ تَكُ اليَوْمَ عَلَى أَيْدِي قُرُوْدِ الأَرْضِ تُنْحَرْ
فَسَيَأْتِي جِيْلُ تَحْرِيْرٍ وَنَصْرٍ (بِصَلاحٍ) (وَالمُظَفَّرْ)
إِنَّ أَرْضَاً شَرَّفَتْها الأَنْبِياءْ
وَبَنَى مَسْجِدَها (جِبْرِيْلُ) مِنْ رَبِّ السَّماءْ
وَتَوَلَّى بَيْعَةَ الإِسْلامِ فِيْها الخُلَفَاءْ
وَاسْتَرَاحَتْ فِي ثَرَاها الثَّرِّ كُلُّ الشُّهَدَاءْ
وَسَقَتْهَا بِالدِّماءْ
سَوْفَ تُنْصَرْ
وَسَتَعْلُو فِي سَمَاهَا: اللهُ أَكْبَرْ

شَدَّتِ الأُمَّةُ لِلْكَعْبَةِ وَالبَيْتِ الرِّحَالْ
سَائِرَاتٍ فِي جَلالْ
فَمَتَى الأُمَّةُ لِلْقُدْسِ تَسِيرْ
وَتَحُجُّ المَسْجِدَ الأَقْصَى وَتَدْعُو لِلنَّفِيرْ
تَرْفَعُ الصَّوْتَ بِمَا رَدَّدَهُ يَوْمَاً (بِلالْ)
وَبِمَا أَعْلَنَهُ المُخْتارُ رَدَّاً لِلسُّؤَالْ:
أَوَّلُ النَّاسِ دُخُولاً لِجِنَانِ الخُلْدِ؟
قَالَ: الأَنْبِيَاءْ.
ثُمَّ مَنْ؟
قَالَ: الشُّهَدَاءْ
ثُمَّ مَنْ؟
قَالَ: مَنْ أَذَّنَ فِي البَيْتِ الحَرَامْ … وَأَقَامْ
ثُمَّ مَنْ؟
قَالَ: مَنْ أَذَّنَ فِي القُدْسِ وَنَادَى لِلصَّلاةْ
إِنَّها بَوَّابَةُ الجَنَّةِ
وَالفَائِزُ بِالخُلْدِ عَلَى قَدْرِ دُعَاهْ
إِنَّهُ مَهْمَا تَمَادَى لَيْلُ هَذَا الاحْتِلالْ
فَهْوَ – لا شَكَّ – إِلَى دَحْرٍ وَقَهْرٍ وَزَوَالْ
وَلِجُنْدِ اللهِ وَالحَقِّ المَآلْ

إِنَّهُ القُرْآنُ فِيْ وَجْهِ أَسَاطِيْرَ تُؤَلَّفْ
إِنَّهُ مُصْحَفُنَا فِي وَجْهِ (تَوْرَاةٍ) مُحَرَّفْ
وَأَحَادِيْثُ النَّبِيِّ المُصْطَفَى فِيْ وَجْهِ (تَلْمُوْدٍ) (وَمِشْنَاهٍ) (وَمِكْرَاهٍ) مُزَيَّفْ
إِنَّهُ الأَقْصَى أَمَامَ الهَيْكَلِ
إِنَّهَا الحُرْمَةُ لِلْجُمْعَةِ فِي وَجْهِ خِيَانَاتٍ لِسَبْتٍ مُخْجِلِ
إِنَّها طُهْرٌ وَإِيْمَانٌ وَصَبْرٌ وَتَعَفُّفْ
فَهْيَ آياتُ الكِتَابِ المُنْزَلِ
وَهْيَ (مُوْسَى) وَهْيَ (عِيْسَى) وَهْيَ ( أَحْمَدْ)
وَهْيَ صِدْقٌ … وَهْيَ عَهْدٌ … وَهْيَ وَعْدٌ يَتَأَكَّدْ

أَيُّهَا الأَقْصَى الذي مَا زَالَ أَقْصَى فِي عُلاهْ
أَنْتَ مُذْ كُنْتَ …
عَلَى كَفَّيْكَ تَخْضَرُّ تَبَاشِيْرُ الحَيَاةْ
أَنْتَ مَا لِنْتَ وَإِنْ لِنَّا
وَمَا هُنْتَ وَإِنْ هُنَّا
وَمَا طَأْطَأْتَ لِلْعَادِي الجِبَاهْ
إِنَّكَ الغَائِبُ وَالحَاضِرُ … وَالمَبْكِيُّ وَالبَاكِي
وَأَنْتَ الشَّاهِدُ المَشْهُوْدُ … وَالمَزْرُوْعُ فِي طُهْرِ الصَّلاةْ
إِنَّكَ الرَّاسِخُ فِي الأَنْفُسِ … وَالسَّاخِرُ مِنْ كُلِّ العُتَاةْ
إِنَّكَ القَائِلُ فِيْكَ اللهُ … جَلَّ اللهُ فِي آيِ هُدَاهْ
قَالَ: (سُبْحَانَ الّذِي أَسْرَى) بِهِ
وَتَجَلَّتْ آيَةُ الرَّحْمَنِ فِي أَسْرَابِهِ
إِنَّكَ البَيْتُ المُقَدَّسْ
إِنَّكَ الطُّهْرُ الذي رَغْمَ نَجَاسَاتِ الصَّلِيْبِيِّيْنَ يَوْمَاً مَا تَنَجَّسْ
فِيْ قُلُوبِ الأَوْلِيَاءْ
إِنَّكَ الأَرْضُ التي بَارَكَهَا اللهُ وَمِعْرَاجُ السَّمَاءْ
إِنَّكَ التُّرْبُ الذي ضُمِّخَ مِنْ أَجْسَادِ كُلِّ الأَنْبِيَاءْ
إِنَّكَ الآسُ الذي فَوْقَ تُرَابِ القَلْبِ يُغْرَسْ
فَيَطِيْبُ الآسُ نَبْتَاً وَعَبِيْرَا
وَيَذُوْبُ القَلْبِ مِنْ طِيْبٍ سُرُوْرَا
وَتُضِيْءُ النَّفْسُ أَقْمَاراً وَنُوْرَا
إِنَّكَ الإِيْمَانُ …
وَالإِيْمَانُ آمَالٌ بِنَصْرِ اللهِ
وَالكُفْرُ بِأَنْ تَأْسَى وَتَيْأَسْ
إِنَّكَ الصُّبْحُ إِذَا مَا قَدْ تَنَفَّسْ
فَلَنَا شَمْسٌ … لَنَا حَقٌّ وَإِنَّ الحَقَّ أَبْلَجْ
وَلَهُمْ لَيْلٌ شَدِيْدٌ حَالِكُ الظُّلْمَةِ عَسْعَسْ
وَلَهُمْ بَاطِلُهُمْ مَهْمَا تَلَجْلَجْ
إِنَّمَا البَاطِلُ أَعْوَجْ
وَلِسَانُ الحَقِّ وَضَّاحٌ مُبِيْنٌ … وَلِسَانُ الزَّيْفِ أَخْرَسْ
هِيَ شَمْسٌ لَيْسَ بِالغِرْبَالِ تُحْبَسْ
لَكَ طُهْرُ اللهِ فِي ذَرَّاتِكَ اللاَّتِي تُدَنَّسْ
سَوْفَ يَأْتِيْهَا مِنَ الظُّلْمَةِ مَخْرَجْ
وَسَتُفْرَجْ …
إِنْ يَشَأْ رَبُّكَ … تُفْرَجْ
وَتَعُودُ الجَنَبَاتُ الخُضْرُ
بِالعَنْبَرِ وَالحِنَّاءِ وَاللَّيْمُونِ تَأْرَجْ

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.