شعار قسم مدونات

ديـنُ العاشقيـن

مدونات - فرسان

حَظِّي مِنَ العَيْشِ أَنِّي أَعْشَقُ العَرَبَا

وَأَعْشَقُ اللهَ وَالتَّارِيْخَ وَالأَدَبَا

هِيَ العُروبَةُ دِيْنُ العاشِقِيْنَ غَدَتْ

مَنْ يَنْتَسِبْ لِسِواها كَانَ مَا انْتَسَبَا

تَوَغَّلَتْ فِي مَسَامَاتِي فَأَلْهَبَنِي

أَنِّي أُقاسِمُها الإِنْشادَ وَالطَّرَبَا

وَأَوْثَقَتْنِي بِمِيْثاقِ الهَوَى فَغَدَتْ

أُمّاً رَؤُومَاً، وَأُخْتاً بَرّةً، وَأَبَا

قَوْمِي هُمُ الصِّيْدُ مَا ذَلَّتْ مَطَارِفُهُمْ

وَلا انْحَنَوْا فِي مَتَاهَاتِ الرَّدَى تَعَبَا

أَيْنَ الشُّمُوسُ؟! فَمَا فِي الأُفْقِ طَالِعَةٌ

إِلاّ وَهُمْ صَيَّرُوها النُّورَ مُنْسَكِبَا

مَا قُلْتُ قَافِيَتِي فَخْراً بِمَنْ حَمَلَتْ

ظُهُورُهُمْ كَوْكَبَ التَّارِيْخِ وَالشُّهُبَا

تَبَرَّؤُوا مِنْ عِباراتٍ مُنَمَّقَةٍ

هُمْ أَصْلُ مَنْ نَمَّقُوا الأَلْفاظَ وَالكُتُبَا

قَدْ كُنْتُ أَفْزَعُ لِلْماضِي فَأَذْكَرَنِي

نُوْراً أَضَاءَ سَدِيْمَ المَشْرِقَيْنِ … خَبَا

مِنْ أَيْنَ يَا رَوْضَةَ التَّارِيْخِ؟ مِنْ دَمِنا

مِنْ عَزْمِ مَنْ أَلْهَبَ الدُّنيا وَمَا اضْطَرَبا

كُنَّا نَمُدُّ يَدَ الأَقدارِ نَقْطِفُ مِنْ

سَمَائِها المَجْدَ وَالعَلْياءَ وَالحَسَبَا

أَصِيْحُ …. كَيْفَ غَدَتْ أَشلاؤُنا مِزَقاً

وَكَيْفَ سَالَتْ عَلَى وَجْناتِنَا سَغَبَا؟!

يَا أُمَّةً فِي جَبِيْنِ السُّحْبِ ضَارِبَةً

فِي الأُفْقِ، لَمْ تُخْلَقِي كَيْ تُصْبِحِي ذَنَبَا

يَا بْنَ الوَلِيْدِ عَلَى كَأْسِ الهَوانِ أَتَتْ

مِلْيُونُ عَارِبَةٍ تَسْتَشْرِبُ الغَرَبَا

قُلْ لِيْ: تَرَكْتَ لَهُمْ ذُلاًّ !!! لَقَدْ رَكَعُوا

قَاماتُهُمْ بُدِّلَتْ مِنْ بَعْدِكُمْ رُكَبَا

هُمْ أَشْبَعُونا بُطُولاتٍ مُزَيَّفَةً

وَعَوَّدُونا عَلَى أَنْ نَعْبُدَ اللَّقَبَا

لَمْ تَبْقَ مِنْ رُتَبٍ إِلاَّ وَقَدْ وُسِمُوا

فِي حَمْلِها شَرَفاً … مَا أَهْوَنَ الرُّتَبَا!!

نَنَامُ فِيْ حِضْنِ أَمْرِيكا فَمَا أَحَدٌ

إِلاَّ وَمِنْ ثَدْيِها قَدْ مَصَّ وَاحْتَلَبَا

أَوْلادُها نَحْنُ تَأدِيْباً وَتَرْبِيَةً

هَلْ يُؤْثَمُ الوَالِدُ المَوْلُودَ إِنْ ضَرَبَا؟!!

بُوسُوْا إِذًا كَفَّ أَمْرِيْكَا وَجَبْهَتَها

حُبّاً، وَأَلْقُوا عَلَى أَعْتََابِها العَتَبَا

حَكَمْتَ (نِكْفُورُ) مَا فِينَا (الرَّشِيْدُ) وَلا

مَنْ يَمْلأُ الجَيْشَ مِنْ حَصْبائِها غَضَبَا

فَمَا تَجَرَّأْتَ لَوْ أَرْغَمْتَ أُمَّتَنا

أَنْ تَدْفَعَ النَّفْسَ وَالأَمْوالَ وَالنَّهَبَا

يَا بْنَ الوَلِيْدِ عَلَى اليَرْمُوكِ سَارِيَةٌ

لِلآنَ لَمْ تَرْضَ أَنْ تَسْتَوْطِنَ التُّرَبَا

تَمُوجُ فِي خَفَقَانِ النَّهْرِ تُخْبِرُهُ

أَنَّ المَوارِيْثَ لَمْ تُنْجِبْ لَنَا نَسَبَا

تُسائِلُ اللهَ هَلْ هَذِي مَضَارِبُنا

أَمْ مَدَّتِ الهُوْدُ فِي أَرْباضِنَا طُنُبَا؟!

وَهَلْ وُجُوهُ بَنِي قَحْطَانَ كَالِحَةٌ

أَمْ بُدِّلَتْ سِحَناً غَرْبِيَّةً قُشُبا؟!

نَسِيْرُ لِلْغَرْبِ كَيْ تُشْفَى مَوَاجِعُنَا

هَلِ الدَّواءُ لَدَى مَنْ يَشْتَكِي الجَرَبَا

هَيَاكِلٌ هَالِكَاتٌ كُلَّما شَمَخَتْ

وَلَيْسَ أَحْمَقَ مِمَّنْ طَاوَلَ القَصَبَا

أَعُودُ يَا دَارُ، وَالآمالُ تَحْفِزُنِي

وَيَمْلأُ القَلْبَ بَحْرُ الحُبِّ مُصْطَخِبَا

مَا سَاوَمُونَا عَلَى قَوْلٍ يُغَيِّرُنا

إِنّا سُجِنَّا لأنَّا لَمْ نَقُلْ كَذِبا

نَقُولُ: نَحْنُ عَلَى الغَاياتِ مَا عَرَفَتْ

قُلُوبُنا البُغْضَ وَالإِرْجافَ وَالرَّهَبَا

نَبِيُّنَا يَعْرُبِيُّ الوَجْهِ طَالَعُهُ

وَدِيْنُنا دِيْنُ مَنْ أَوْحَى وَمَنْ وَهَبَا

قُرآنُنا بِلِسانٍ غَيْرِ ذِي عِوَجٍ

بِأَحْرُفٍ عَرَبِيَّاتِ الهَوَى كُتِبا

قَدْ شَرَّفَ اللهُ دُنيانَا بِأَكْمَلِها

فَاللهُ حَتمًا بِهَذا يَعْشَقُ العَرَبَا

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.