شعار قسم مدونات

عودة الابن الضال.. بين علي المدبولي وفيليب كوتينيو

blogs كوتينيو

قد يعتقد قارئ عنوان هذه التدوينة أن خطأ مطبعيا ما قد وقع أثناء كتابتها، وأنها تخص نقدا لعمل سينمائي وأن لا علاقة لها بكرة القدم، لكن.. هناك بعض التشابه بين قصة علي المدبولي بطل فيلم عودة الابن الضال وفيليب كوتينيو لاعب برشلونة الجديد. علي الحالم الذي سافر ليحقق طموحاته من جهة ومن جهة أخرى أسرة المدبولي تنتظر عودة ابنها الغائب من 12 سنة، والكل في انتظار علي ليساعده في تحقيق طموحاته.

فيليب كوتينيو حالم بالانتقال إلى نادي برشلونة لتحقيق أحلامه وطموحاته في التتويج بالألقاب، أما جماهير برشلونة فانتظرت طويلا منذ صائفة العام الماضي بعد رحيل البرازيلي نيمار. بعد شد وجذب ومفاوضات مراطونية وإصرار كبير من اللاعب الذي يريد أن ينتقل لبرشلونة مهما كلفه الثمن، وصل لدرجة التمرد على ناديه ليفربول، وبعد أن فشلت صفقة الانتقال في ميركاتو الصيف نجحت في ميركاتو الشتاء، وأخيرا تمت الصفقة المنتظرة وانتهى هذا المسلسل الطويل الذي امتدت حلقاته منذ نهاية الموسم الماضي إلى غاية الإعلان الرسمي عن إتمام الصفقة مع مطلع السنة الجديدة 2018. جماهير البلوغرانا تنتظر الكثير من لاعبها الجديد، فما هي الإضافة التي يمكن أن يقدمها فيليب كوتينيو لنادي برشلونة ولجماهيره؟

كان يسود اعتقاد كبير من المتتبعين لكرة القدم أن نيمار هو خليفة ميسي في برشلونة، وأن قضية تتويجه بالكرة الذهبية قضية وقت فقط، لكن تسرع نيمار وتعجله وبعض النصائح التي تلقاها من مقربيه والتي مفادها أن بقاءه في برشلونة سوف يعيق تتويجه بالكرة الذهبية وأنه سيبقى ظلا لميسي جعله يتخذ قرار الرحيل، واختار الوجهة الفرنسية لعل النادي الباريسي يكون متنفسا له من سيطرة ميسي على الألقاب الفردية.

undefined

بعد هذا بدأت إدارة البارصا في التفكير في خليفة نيمار واستقر الاختيار على فيليب كوتينيو، وكثر الحديث عن هذه الصفقة التي أصبحت بمثابة حلم لجماهير برشلونة، وبعد عناء طويل تمت الصفقة وانتقل كوتينيو لناديه المفضل.

تكتيك فالفيردي بعد انتقال كوتينيو

منذ انطلاق الموسم الحالي وبرشلونة يحقق نتائج رائعة دون خسارة لحد الآن، متصدرا الليغا الإسبانية بفارق مريح عن الملاحقين، واضطر المدرب إرنستو فالفيردي إلى تغيير خطة برشلونة من 3.3.4 واختار اللعب بخطة 2.4.4، لكن قد تتغير هذه الخطة بعد انتقال كوتينيو، ويستطيع المدرب التغيير بين عدة خطط متاحة خاصة بعد تعافي عثمان ديمبلي.

وقد اخترت هذه الخطة التي هي وجهة نظر شخصية من بين العديد من الخطط كونها أفضل خطة تتيح لأهم اللاعبين التواجد:

العودة إلى تكتييك 3.3.4
سرجيو روبيرتو أو ساميدو، بيكي، أومتيتي، ألبا
بوسكيتس، ميسي، راكيتيتش أو باولينيو أو إنييستا
ديمبلي، سواريز، كوتينيو

هذا اللاعب
هذا اللاعب "كوتينيو" يستطيع اللعب في أكثر من مركز مما سيسمح للمدرب فالفيردي بالعديد من الخيارات في اختيار التشكيلة والخطة المناسبة لكل مباراة
 

هذه الخطة تضمن تواجد كل من عثمان ديمبلي كجناح أيمن وكوتينيو كجناح أيسر، أما سواريز فسيكون مهاجما صريحا، وميسي سيلعب كصانع ألعاب خلف قلب الهجوم. أما إذا أراد المدرب فالفيردي الإبقاء على خطة 2.4.4 فستكون له العديد من الخيارات في وسط الملعب مع تواجد كل من بوسكيتس وراكتيتش وإنييستا باولينيو مع إمكانية إشراك عثمان ديمبلي وفيليب كوتينيو كلاعبي وسط أيضا على الجهتين اليمنى واليسرى.

بالنسبة لبرشلونة هذا الموسم الذي يلعب على 3 جبهات؛ الليغا الإسبانية والتي قد حسمت بشكل كبير، ومسابقة كأس ملك إسبانيا، ودوري أبطال أوروبا، إضافةُ لاعب مثل كوتينيو سيقدم للمدرب حلولا ومرونة؛ لأن هذا اللاعب يستطيع اللعب في أكثر من مركز مما سيسمح للمدرب بالعديد من الخيارات في اختيار التشكيلة والخطة المناسبة لكل مباراة وحتى يستطيع حسم الألقاب الثلاث وتحقيق الثلاثية مرة أخرى بعد غيابها عن النادي منذ آخر تتويج بها في عهد المدرب لويس إنريكي.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.