شعار قسم مدونات

عربي الأصل.. عجمي اللسان

blogs - arabi
تراه عربياً في جنسيته وأوراقه الرسمية يردد دوماً شعارات حفظناها منذ الجاهلية عن الأمة العربية، وهو في الواقع عجميٌ في لسانه لا يستطيع أن يفرق بين فاعلِ ومفعول به؛ بل حتى كتابته للكلمات.

العربية تكون باستخدام الحروف اللاتينية ويدمجُ في كلامه مصطلحات أجنبية أي ينطق كلمتين باللغة العربية العامية أو الفصحى، ثم ينطق بعدها عشرين كلمةً بلغة اجنبية ويحفظ أسماء الروايات الغربية كلها، بينما لا يستطيع حفظ بيتين من أبيات المتنبي أو حتى قراءة شطرٍ من نص عربي فصيح.

ما الداعي لاستخدام مصطلحات أجنبية في صُلب الكلام العربي، وذلك عند الحديث أو عند النشر على مواقع التواصل الاجتماعي.

كلامي يا كرام ليس على سبيل السخرية والاستهزاء بل على سبيل التمثيل فقط لن ألقي اللوم على العربي الأصل فقط، بل على تعليمنا وإعلامنا وجامعاتنا التي قدست اللغات الغربية بشكلٍ خيالي، وأدخلت في أذهان الأجيال بأن العربية مقتصرة على كتب الدراسة وأسئلة أستاذ النحو.
 
أعزائي أنا لا أطلب من أحدٍ حلاً خرافياً، لا، بل أقول أيها العربيّ المتفاخر بأصلك لا تكن عجمياً في لسانك ولا أنكر حقيقة مرة وهي بأن وظائفنا وأعمالنا اليومية تتطلب منا إتقان لغة أخرى. كالإنجليزية مثلا وهي أساس من أسس التوظيف والتعليم اليوم، فهي إذا تضاف كمزية لا كرزية في حق المتكلم بها.
 
لكن ما الداعي لاستخدام مصطلحات أجنبية في صُلب الكلام العربي، وذلك عند الحديث أو عند النشر على مواقع التواصل الاجتماعي، بل حتى عند الحديث مع عابر سبيل ٍ في شارعٍ عام مثلا.
 
أذكر مرة بأني تابعت برنامجاً شبابياً على إحدى القنوات؛ فأعجبت جداً بالبرنامج وبفكرته ومضمونه وذلك قبل مشاهدتي له أصلا، وقررت حيئنذٍ في نفسي بأنيّ سأكمل متابعة هذا البرنامج حتى الحلقة الأخيرة منه لأستفيد وأفيد، ولكن غيرتُ رأيي بعد مشاهدتي للحلقة الأولى منه لماذا يا ترى؟
 
لأن حديث الشباب المتلحقين بالبرنامج جلهُ غير مفهوم وذلك بسب كثرة استخدام المصطلحات الأجنبية في وسط الحديث، وقررت قراراً مضحكاً للبعض قررت جلب ورقة لعد الكلمات الغربية والمصطلحات الأجنبية التي ستذكر في وسط حديث شبان عرب، ودهشت حين رأيت عدد الكلمات بعد جلسة التدقيق اللغوي تلك. 

فهل لكم أن تتخيلوا عدد الكلمات لقد تجاوزت المئتين كلمة خلال نصف ساعة فقط، أجل مئتين هذا ما أحصيته أنا بالطبع والله أعلم بالعدد الحقيقي لتلك الكلمات.
 

أقولها بكل صراحة.. أيها العربيّ الأصل لا تكن عجمياً في لسانك ضعيفاُ في بيانك.

ليس ليّ إلا أن أبدي أسفي وحزني لحالنا الذي وصلنا إليه مع لغتنا العربية؛ لغتنا الخالدة التي كانت في يوم من الأيام رمز عزة ومهابة.
 
وصدق الشاعر حين قال واصفاُ لمن يدعي العروبة ويتعالم على الناس ويتفاخر ويقول درست العربية في المدرسة، وهو في الواقع لا يحسن استخدامها ولا الحديث بها يقول الشاعر:
ومن عجـبٍ قالوا درسْـنا عـلـومها
وما عرفوا مواضع النصـب والكسـر

يا أحبائي أنتم لستم مطالبين بحفظ قواعد اللغة العربية كلها ولستم بحاجة لتكونوا علماء في النحو والبلاغة، لا، إنما مارسوا أضعف الإيمان بأن لا تشوهوا العربية وتضيعوها منكم فهي إرث باق من أبينا إسماعيل عليه السلام لنا.
 
وختاماً.. أقولها بكل صراحة.. أيها العربيّ الأصل لا تكن عجمياً في لسانك ضعيفا في بيانك.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.