شعار قسم مدونات

كرة القدم والحياة!

blogs-Simeone

هناك من يقول بأن كرة القدم مجرّد لعبة وهناك من يرى أنها أشمل من ذلك، أما أنا فأعتقد أنها مجرد لعبة، تماما كالحياة.
 

كرة القدم والحياة يتشابهان إلى حد كبير، تحدّث الممثل الأمريكي "آل باتشينو" عن هذه النقطة بتفصيل مع أداء غير عادي في واحد من أعظم المشاهد التي رأيتها في تاريخ السينما الأمريكية، مشهد "inch by inch" من فيلم "Any given Sunday".
 

الحياة عبارة عن مجموعة من الإنشات موجودة في كل دقيقة وفي كل لحظة من حياتنا وفي كل مكان حولنا، ومن يرغب في إدراك الإنشات عليه أن يستعد للموت من ذلك.

الحياة عبارة عن مجموعة من الإنشات موجودة في كل دقيقة وفي كل لحظة من حياتنا وفي كل مكان حولنا، ومن يرغب في إدراك الإنشات عليه أن يستعد للموت من ذلك، ومن يرغب في الموت من أجل إدراك غايته، سيدركها حتما، هذا ما أشار إليه "آل باتشينو".
 

أما عن مواجهة المشاكل والعراقيل التي تعترض من يسعى لتحقيق هدف ما، فقد تحدث مدرب كرة القدم الإيطالي "كارلو آنشيلوتي" بوضوح عن كيفية مواجهة المشاكل في الحياة وكرة القدم دون الفصل بينهما قائلاً "هناك طريقتان لمواجهة المشاكل، إخفاض الرأس، أو النظر إليها من الأعلى ومواجهتها بكل شجاعة".
 

مواجهة المشاكل في الحياة وكرة القدم، تحدّث عنها أيضا، المدرب الأرجنتيني "دييجو سيميوني" في كتابه "el efecto someone" بشكل عميق، واعترف بأنه يفضّل مواجهة المشاكل مباشرة بدل الهروب من الواقع، ليضيف بأنه يفضّل المكان الذي توجد به عقبات ومشاكل على مكان خالي من صعوبات وعراقيل الحياة تتطلب المواجهة، ولا يمكن التخلّي عن مواجهة المشاكل في التفكير والخوف من الفشل أو في العواقب مهما كانت وخيمة.
 

هناك نقطة أخرى هامة ويجب الحديث عنها، وهي قدرة المدرب على إنجاز وتحقيق ما عجز عنه غيره في الحياة العادية، بالتأثير على الأفراد والتحكم في مشارعهم، وزرع الثقة في نفوسهم مع منحهم القوة ومساعدتهم على تحقيق أهدافهم وأحلامهم وتطلعاتهم.
 

عن نفسي أحاول أن أواجه الحياة كما يواجها "دييجو سيميوني"، أعتبره قدوة في مواجهة الصعاب وركوب الأمواج والسير عكس التيّار رغم عنفوانه وقسوته.

وفي فصل آخر من كتابه الذي قام بترجمته الصحفي "محمد الفولي" إلى اللغة العربية، أوضح "سيمويني" تأثير مدربي الأرجنتين عليه وعلى شخصيته في حقبته كلاعب "بيلاردو"، "باسيلي"، و"بييلسا".. إضافة إلى معبوده "دانييل باسريلا" ، الذي لم يكن بحاجة إلى أن يتكلم، كان قادراً على إيصال كل ما يريد أن يقوله عبر نظراته، علّموه أولئك المدربون كيف يتصرف في الملعب كما يتصرّف في حياته الشخصية.
 

ثم نفى مدرب "أتلتكو مدريد" بشكل قاطع اختلاف شخصية "سيميوني" في الملعب عن شخصية "سيموني" في المنزل، دييجو هو دييجو، في الملعب وخارجه، ثم أتى ليضيف في سياق متصل على أنه لا يعامل أبنائه "جيوفاني والبقية" كما يعامل رفاق القائد "جابي"؛ لكنه أكد على أن هناك ثوابت وقواعد كثيرة لا تتغير في كرة القدم والحياة.
 

في النهاية، تلك هي قناعتي ليبقى الرهان الأصعب يتمثل في رسم خطة لتحقيق الأهداف، عن نفسي أحاول أن أواجه الحياة كما يواجها "دييجو سيميوني"، أعتبره قدوة في مواجهة الصعاب وركوب الأمواج والسير عكس التيّار رغم عنفوانه وقسوته، ورغم أن الحياة لا تزال تدير لنا ظهرها، لكنها ستخضع في نهاية المطاف!

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.