شعار قسم مدونات

ما بعد تفجير الكاتدرائية؟

blogs - انفجار الكاتدرائية

في ذكرى المولد النبوي الشريف ومع اقتراب رأس السنة الميلادية أفاقت مصر على صوت انفجار في محيط الكاتدرائية بمنطقة العباسية مما أسفر عن عشرات القتلى والمصابين.

هل دق السيسي هذه المرة طبول الحرب الأهلية؟ وأشعل الفتنة بين المسلمين والمسيحيين؟ أم أن للسيسي سياسة فريدة من نوعها، فعندما تضيق الحياة على المواطن المصري، يرش فلفله الحار على منطقة من محيط الوطن !! لكي يكيل إعلامه تهم الإرهاب لمعارضي النظام وأعداء مصر كالمعتاد.

كيف فعلها معارضو النظام المصري؟ وما هي الأسباب وراء ذلك؟ أحقاً عندما يفعلها المعارضون سيكون هدفهم مكاناً للعبادة أم الأماكن الحكومية؟ وكيف تم إدخال القنبلة تحت الحراسة المشددة والكم الهائل من كاميرات المراقبة؟ وفوق كل هذا التفتيش الدقيق للمصلين !! رأيت تعليق أحد الأشخاص على مواقع التواصل يقول "أول ما أدخل الكنيسة الأمن بيقولي فين الصليب؟ وبيفتشونا واحد واحد ولو معايا جنيه فكة بيطلعه من الجيب؟ القنبلة دخلت إزاي؟".

لنَعُد بالتاريخ قليلاً للوراء تذكرون الكنيسة التي تم تفجيرها زمن حسني مبارك، تم اعتقال الكثير من الأشخاص على خلفية التفجير وبعد نجاح الثورة وإزالة حسني مبارك اتضح عكس ذلك وأن الداخلية هي التي قامت بالتفجير، فهل يتبع السيسي هذه السياسة لكي يزيح من أمامه أشخاصا وجماعات ويقف هو الشخصية البيضاء المسالمة..

والآن ماذا يجب على السيسي أن يصنع هو وأعوانه لكي تُحبَك الفتنة ويشتد النزاع وينسى المصريون أوجاعهم التي خلفها النظام الفاشل، فإذا كان محنكاً في الظلم والفتنة سيعمل على تفجير أحد الأماكن الدينية الإسلامية وهنا ستظل الفتنة مستيقظة تشعل نفسها في أرجاء مصر ليظل هو الفرعون الذي صاغ الأحداث بذكاء وأنسى الشعب جوعه وظلم الداخلية وترك يد السجون تبطش بالآلاف داخلها دون صوت.

هذا ما وعدكم به السيسي وأتباعه "بكرا تشوفوا مصر" غدا ترونها على يد الفرعون  وعلى يدكم  يا من رقصتم وفوضتم له ولحكمه

لكن بعد الشكوك التي لاحقت الداخلية لا سيما بعد طرح الأسئلة على كيفية دخول القنبلة داخل الكنسية وما هو دور الحرس والإجراءات الأمنية؟ والقنبلة التي تزن 10 كيلو على تأكيد مصدر أمنى من أين عرف وزنها؟ وهذا ما لم يرسم له الرسام الأعظم والفرعون الأكبر عبد الفتاح، فأخذ يحرك الخطة عن مجراها.

ففي خضم الحزن والغضب الذي لاحق النظام، يذهب بعض الأشخاص البارزين في الساحة المصرية إلى مكان الانفجار ويتم الاعتداء عليهم بالضرب والتحرش ليتم شد انتباه الشارع المصري للجهة الأخرى بعيدا عما حدث. تبدأ الداخلية بعدها بزج مئات الأشخاص في السجون وتفتح لهم قضايا في محاكم سيساوية بحتة يطول فيها نطق الحكم لسنوات مثلما حدث مع الكثير ويحدث الآن.

من مجزرة رابعة والنهضة وقتل الشباب في السجون إلى التفجيرات في أماكن دينية حساسة، وعلى خلفية التفجيرات وما شابهها تبدأ سلسلة الاعتقالات للكثير، وهذا ما وعدكم به السيسي وأتباعه "بكرا تشوفوا مصر". غداً ترونها على يد الفرعون عبد الفتاح وعلى يدكم أنتم يا من رقصتم وتمايلتم وفوضتم له ولحكمه، سترونها كيوم الواقعة "يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ".

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.