شعار قسم مدونات

سوق سينما الرسوم المتحركة الرائج

Blogرسوم متحركة

نظرة من أعلى على سينما الرسوم المتحركة وإيرادتها وتأثيرها فى العالم أجمع، لست متخصصا ولكن ما تراه من أرقام أمامك يجعلك تشعر بالأسى حينا وبالفرحة أحيانا أخرى، بالأسى لأن هذه الأرقام لو كانت داخل خزانة المالية المصرية مثلا لتراجعت عن قرض الصندوق الدولي فى الحال، وبالفرح لأن ثمة وجبة دسمة لأطفالي من روعة حركة الرسوم ذات الألوان الزاهية والمغزى المعبر، والأفكار المبدعة تعلي من أمزجتهم -ومزاجي أنا أيضا- وينامون سعداء ولو لليلة جمعة واحدة.

أدعو جميع المهتمين العرب، أن يقوموا على مشروع من أجل فيلم واحد تستطيع أن تدس فيه وجبة من العسل إلى أطفالنا دون ملل وبجودة زاهية

على أي حال؛ إليك بعضا من هذه الأمثلة:
– Finding Dory 2016 ، الجزء الثاني لجزء أول ذي صلة Finding Nemo ، من إنتاج شركة بيكسار التابعة لديزني، والتي كان من أحد مديريها عملاق آبل ستيف جوبز. أعلنت الشركة أن التكلفة بلغت 200 مليون دولار حتى الآن بدور العرض. والرقم المعلن عن إيراداته داخل أميركا فقط 480 مليون دولار، و425 مليون دولار أخرى فى 40 دولة. ولم تغلق الإيرادات حتى الآن ويتوقع وصول الرقم خارجيا إلى 1.2 مليار دولار.

ولمعلوماتك حتي الآن الفيلم يحتل المرتبة الأولى لقائمة الإيرادات داخل أميركا لهذا العام بفارق 70 مليونا عن الفيلم الذي يليه.

الجدير بالذكر أن ديزني تحتل بثلاثة أفلام أعلى إيرادات هذا العام حتى الآن من ضمن العشرة أفلام الأولى، والمفرح أن العشرة أفلام الأولى الأكثر إيرادات هذا العام بينها خمسة أفلام رسوم متحركة أولها Finding Dory والعاشر Kung Fu Panda ، وهذا ما يسمى اجتياح الأنيميشن.

– فى المرتبة الرابعة يأتي الفيلم Jungle Book بإيرادات بلغت 360 مليون دولار لديزني أيضا، وبلغت إيراداته خارج أميركا 580 مليون دولار، وكلفة إنتاجه 175 مليون دولار.

إلى مسؤولى التسول فى مصر: لم لا تغيروا وجهة إقراضكم من بنك النقد الدولي إلى شركة ديزني الدولي، ربما تجدون فائدة مركبة أقل، على الأقل الجيل القادم يحبكم ويرضي عنكم

– فى المرتبة الخامسة يأتي الفيلم الأروع من ديزني مملكة الحيوانات الفاضلة (Zootopia) وعن مغامرات شيقة تلهم الأطفال والكبار كثيرا من الإبداع، ومجموعة من القيم أرادات أن توصلها ديزني ببساطة وكأنك تقع أسيرا لملهم من ملهمي التنمية البشرية للأطفال، يحقق هو الآخر إيرادا يصل إلى 340 مليون دولار، وخارج أميركا تجاوز الـ680 مليونا، وكلفته لم تصل إلى 200 مليون.

إنها بصمة ديزني، دعك من حسابات الأرباح عن السنة بأكملها وبقية أفلام رسومها المتحركة الهادفة، ومسلسلاتها التي لا تنتهي، لكن أدعوك إلى مشاهدة عبقرية أفلامها وجودتها عن أفلام الشركات الأخرى، ثم ما زلت أدعو جميع المهتمين العرب أن يقوموا على مشروع كبير -ولو بدأ صغيرا- من أجل فيلم واحد تستطيع أن تدس فيه وجبة من العسل إلى أطفالنا دون ملل وبجودة زاهية.

لو سألت رجلا عربيا ستيني العمرعما إذا كانت لديه بصمة من ديزني فى حياته، لقال لك إن بونوكيو عام 1940 كان أحد أهم الأثريات التى لن ينساها.. يا للعجب، هذا من أفضل ما احتواه الفلاش ميموري الخاص بطفلتي لتشاهده على شاشتها الكبيرة.

وأختتم بدعوة إلى مسؤولي التسول فى مصر، لماذا لا تغيروا وجهة إقراضكم من بنك النقد الدولي إلى شركة ديزني الدولي، ربما تجدون فائدة مركبة أقل، على الأقل الجيل القادم يحبكم ويرضى عنكم.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.