شعار قسم مدونات

العيد عبادة رغم الألم

LOGS - HAPPY

منذ أن خلق الله الأرض و ما عليها جعل لها صفتين أساسيتين لم ولن ينقطعا؛ هما التجدد والاستمرار وكذلك الصراع بين الحق والباطل، فالأيام بكل تقلباتها من أفراح وأهات، حروب مأسي تمر لتطوي صفحات، وتبدأ أخرى.

ومع حلول الأعياد كل عام نجد من يحاول قتل أفراح العيد والتضييق على فرحة الناس ليذكرنا بمآسي خلت و أحزان مرت او لازالت غير عابئين بأن النفوس أصابت من الحزن ما يكفيها وقد نكون بحاجة للفرح كما أمرنا النبي صلي الله عليه وسلم.

عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ … بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ.
بيت من قصيدة كتبها الشاعر المخضرم أبو الطيب المتنبي منذ قرون خلت، ولا زال هذا البيت ينغص علينا حياتنا بل وأصبح فرصة لدعاة الحزن.

إننا بحاجة إلى العيد كفرصة لبث الأمل في قلوب أحبطها اليأس وأحاط بها القنوط فالاعياد هي فرص للراحة والتقاط الأنفاس لمواصلة الحياة بحلوها ومرها وعوناً لاستمرار رفع راية النضال فالمحن في طياتها منح والابتلاءات بناء و مخاض عزة.

انثروا الفرحة في الطرقات و في النفوس فعُمر الأمة أطول من أعمار كل المحن والطغاة ومن حوصروا في الخندق هم من فتحوا مكة.

كان أسلافنا يفرحون بالعيد وهم المجاهدون وربما صادف العيد يوم فتح أو غداة العودة من قتال وبينهم من فقد أخاه، ومن أصيب في المعارك إلا أنهم كانوا يطوون صفحة الحزن ليبدأوا صفحة جديدة عنوانها العيد لتكون عون على ما مضي وبارقة أمل لما هو آت، فالشهداء في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
 
وقد احتفل السلطان سليمان القانوني بعيد الفطر المبارك بعد أربع أيام من معركة بلجراد. ويأمرنا ديننا الحنيف الذي أمرنا بأن نفرح و ننشر مظاهر البهجة في العيد، كما أمرنا  بعدم زيارة القبور في الأعياد رغم أن زيارة القبور أمر محمود لانها تُذكرنا بالآخرة كما قال نبينا الكريم.

انثروا الفرحة في الطرقات و في النفوس فعُمر الأمة أطول من أعمار كل المحن والطغاة ومن حوصروا في الخندق هم من فتحوا مكة، و من رأوا دولة الخلافة تغيب شمسها أمام طوفان الزحف المغولي هم من شهدوا دحر المعتدين علي أسوار في مصر وهي في أضعف حالاتها.

علقوا الزينات و انشروا البهجة لنطوي صفحة و نبدأ أخرى فإن كثرة الحزن تزيد قسوة القلوب و تقتل الامل وتُبَلِد المشاعر وترقبوا العيد من عام لاخر ليكون عوناً علي طريق ربما يكون شاقا و طويلا.

طاف البشير بنا مذ أقبل العيد … فالبشر مرتقب والبذل محمود
يا عيد كل فقير هز راحته … شوقاً وكل غني هزه الجود

انثروا الفرحة في البيوت و في الطرقات وعلى رؤس الأطفال ولعل فرحة العيد العيد القادم تُغير مجري حياتنا .. كبروا و هللوا فالعيد عبادة و البسمة صدقة .. تقبل الله منا و منكم.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.