شعار قسم مدونات

من بيده مصير برشلونة؟

louis
عرف برشلونة منذ بداية الموسم الحالي معاناة كبيرة ضد كل الفرق التي تُجيد تطبيق الضغط العالي أو الـ High-pressing ، تلك المعاناة، كلفت برشلونة خسارة ضد مانشستر سيتي في دوري الأبطال، خسارة ضد بيلباو في الكأس، سقوط في الآنويتا ضد سيوسيداد، هزيمة في البالايدوس ضد سيلتا فيغو، تعثر ضد أتلتيكو مدريد، فريق سيميوني الذي يشكل كابوسا لبرشلونة في الأدوار الاقصائية.

كما عانى برشلونة ضد كل الفرق التي تمتاز بالاعتماد على Parking the bus" strategy" ركن الباص أمام المرمى، الهجوم عبر المرتدات، مع تطبيق خطة 4-4-2 ذات الخطوط المتقاربة، سقط برشلونة ضد كل تلك الفرق: أتلتكو مدريد، آلافيش الذي أسقط كتيبة أنريكي في الكامب نو، فياريال قبل أيام في المادريغال، وملقه قبل أسابيع في الكامب نو.

فشل ذريع في فك شفرة الدفاعات المنظمة، سوء حظ رهيب، أخطاء تحكيمية مؤثرة، ضعف وقلة تركيز أثناء بناء الهجمات من الخلف، أمام تير شتيغن أو ما يُسمى تكتيكيا بالـ build-up ؛ كل تلك العوامل أدت إلى تواجد برشلونة في مركز لم يعتد رفاق إنييسا على التواجد فيه. بكل تأكيد لا يتحمل إينريكي المسؤولية كاملة، لذلك لا يمكن لوم لوتشو فقط، لأن الإدارة الكتالونية الحالية لا يوجد بها شخص يعرف كرة القدم من الأساس، هذا يشهد عليه كل أنصار الراحل يوهان كرويف، الرجل الهولندي الذي يعود له الفضل في حدوث كل الأشياء الجميلة التي حظي بها برشلونة.

هذا الموسم، هو أحد المواسم القليلة التي شعرنا أن مصير برشلونة ليس بيده، بل بيد القدر، وهذا ما يمكن أن نسميه بالعجز في كرة القدم، وهذا لم يكن يحدث مع برشلونة في ظل تواجد لويس إينريكي، الرجل الذي يحب الاصطدام بالقدر بشكل مستمر.

من حسن حظ برشلونة أنه تجاوز كل الملاعب الصعبة، باستثناء الكالديرون والبيرنابيو، فاز في البيثخوان والميستايا والسان ماميس، تعادل في المادريغال وسان سيباستيان، خسر في البالايدوس، معقل سيلتافيعو الذي يسقط فيه الكتلان كل موسم. الفارق الآن نقطتين عن المتصدر ريال مدريد، بشكل مؤقت، في إنتظار مباراة ريال مدريد وفالنسيا المؤجلة، والتي ستلعب في وقت لاحق في المستايا، وبالعودة إلى السنوات الماضية، نجد أن ريال مدريد سقط أكثر من مرة ضد فريق الخفافيش، إضافة إلى ذلك يتعين على كتيبة زيدان زيارة ملاعب صعبة في الإياب: بالايدوس، سان ماميس، مادريغال، روزاليدا.

فيما يخص مشوار الفريق الكاتلوني في دوري الأبطال، هناك شيء يجب التذكير به، مهما كنت قويا هذه البطولة تحتاج للحظ والتوفيق خصوصا في القرعة، هناك فريق بعينه إذا تفاداه برشلونة، لا أعتقد أن هناك فريق آخر يمكن أن يقف في وجه ميسي ورفاقه، الأسطورة تقول ذلك في المواسم الثلاثة الماضية؛ بشرط أن تستمر ثورة الـ Continous improvement والتحسن المستمر الذي يقوم به إينريكي منذ فترة قصيرة.

مباراة لاس بالماس هي المباراة الثانية على التوالي بعد مباراة بيلباو، التي يقدم فيها برشلونة أداء متكاملا ــ سواء تعلق الأمر بأداء الأفراد أو وبالأداء الجماعي للفريق ككل ــ خصوصا في مباراة لاس بالماس، وبشكل خاص بوسكيتش ورافينها وفيدال، تألق هؤلاء مهم جدا، مع استمرار تألق البقية.

في النهاية الموسم لا يزال الموسم طويلا، كل شيء لا يزال ممكنا مع الاجتهاد والتوفيق والحظ، لكنني فقط أريد أن أنوه أن هذا الموسم، هو أحد المواسم القليلة، التي شعرنا أن مصير برشلونة ليس بيده، بيد القدر، وهذا ما يمكن أن نسميه بالعجز في كرة القدم، وهو أنْ يكون مصيرك بيد القدر، سوء الحظ، الصدفة، وهذا لم يكن يحدث مع برشلونة، طوال السنوات الماضية، في ظل تواجد لويس إينريكي، الرجل الذي يحب الإصطدام بالقدر بشكل مستمر.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.