شعار قسم مدونات

أنا الشّوق

blogs - المسجد النبوي

تَرَكْتُ بِكَ الأَحِبَّةَ والرِّفاقَا *** وَجِئْتُ إليكَ أَهتزُّ اشْتِياقَا

وما بِي غَيْرُ حُبٍّ لا يُدانَى *** يَشُدُّ على سُوَيدائِي الوَثَاقا

وَأَحْكَمَتِ المَحبَّةُ في فُؤادي *** أَزِمَّتها وَضَيَّقتِ الخِناقا

يَقُولونَ: اشْتِياقاً ؟! قُلتُ: كَلاّ *** أنا الشّوقُ الّذي احْترَقَ احْتِراقا

وَطَرْفي كانَ قَبْلَ اليومِ أَعْمَى *** فَلمَّا عايَنَ القَبْرَ اسْتَفاقا

أَفِي هذا التُّرابِ ثَوى نَبيٌّ !! *** وَضَمَّ التُّربُ أَضْلُعَهُ الْتِصاقَا!!

فَلَوْ أنّي اسْتطعتُ هَرَقْتُ رُوحي *** فَسالتْ تُبلِغُ القبرَ العِناقا

وَتَفدِيهِ، وتُوطِئهُ فِراشًا *** مِنَ المُهَجِ الّذي فيهِ تَلاقى

أنا وَطَنُ المُحِبّينَ اليَتَامي *** بِهِمْ ثُكْلٌ تعالى أَنْ يُطاقا

تَقطَّعَ دُونَهُ مِنّي نِياطٌ *** وَأكبادٌ تَكَبَّدَتِ الفِراقا
 

يَرِفُّ القلبُ طيرًا مِنْ هُيامٍ *** وفوقَ الوِرْدَ حَطَّ وما أَفاقا

تَهاوَتْ أَنْفُسُ الظّمأى لِتُرْوَى *** وَهُنَّ يَسُقْنَ أشواقاً عِتاقا

فَلمَّا أَنْ وَرَدْنَ الماءَ صِرْفًا *** شَرِبْنَ لِعَذْبِهِ كأسًا دِهَاقا

وَصِرْنَ بِهَا بُدورًا نَيِّراتٍ *** وِضاءً بَعْدَ أن كانت مُحاقا

وَلَوْ مَثُلَ اشْتِياقُ النّاسِ خَلْقًا *** لَقَامَ مُشمِّرًا قَدَمًا وَسَاقا

وَسَيَّرَ فِي مَحَبّتِكَ المطايا *** وَصَيَّرَ كُلّ خافِقَةٍ بُرَاقا

ألا يَا سَيِّدَ الثَّقَلَيْنِ رُوحي *** قَدِ اسْتَبَقَتْ لِرُؤيَتِكَ اسْتِباقا

أَقُولُ لَها: رُوَيْدَكِ كُلُّ صَبٍّ *** قَرِيباً مِنْ هَوَى المَحْبُوبِ ذَاقا

فَتَعْلُونِي بِسَوْطٍ مِنْ عِتابٍ *** وَتَحْدُو نَحْوَ قُبَّتِكَ النِّياقا

وَأَعْيُنُ كُلِّ زَوْرٍ فِيكَ عَيْنِي *** يُجِلْنَ الطَّرْفَ فِي الحِلَقِ اسْتِراقا

فِداؤُك ما حَيِيْتُ أبي وأمّي *** إِذا فَدْوايَ تُبْلِغُنِي اللَّحَاقا

فَيَا … يا … يا حَبِيبَ اللهِ عُذرًا *** إِذا قَوْمِي تَنكَّبَتِ الوِفاقَا

لَقَدْ ظَنُّوا سَرَابَ الخُلْفِ مَاءً *** يُعِيدُ إِلى تَفَرُّقِنا اتِّفاقَا

وَمَا قَطَعَ الحُسامُ بِغَيْرِ ضَرْبٍ *** وإِنْ كانَتْ مَضارِبُهُ رِقَاقا

ولا فَلَّ الحَديدَ سِوى حَدِيدٍ *** يَصُبُّ عَلَى اللَّظَى لَهَبًا مُرَاقا

فَقُلْ لِلنّائِمينَ: ثِبُوا وَشُدُّوا *** فَإِنّ الخَيْلَ تَشتاقُ السِّباقا

وَمَا انْتَظَرَ الزّمانُ نِيامَ قَومٍ *** ولا كُلُّ القُعودِ لَهُ أَعَاقا

********

حَبِيْبِي يا رَسُولَ اللهِ شِعْرِي *** وَمَا نَسَجَ المُسوَّمَةَ العِتَاقا

تَقَطّرَ في هَوَاكَ فَزادَ طُهْرًا *** وَرَقَّ بِما وَهَبْتَ لَهُ فَرَاقَا

فَهَبْنِي نَظْرَةً تُحْيِي فُؤادِي *** تُساقِيني … عَظِيْمٌ أَنْ أُسَاقَى

وَهَلْ تَرَكَ المُتَيَّمُ فِيكَ قَولاً *** وَمَا أَشْفَى بِهِ السَّبْعَ الطِّباقَا ؟!

سَأَنْثُرُ في هَوَاكَ وُرُودَ رُوحِي *** وَأَسْقِيها لِتَتَّسِقَ اتِّساقَا

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.