شعار قسم مدونات

الهبارسا.. وجريدة القدس

blogs - صحيفة عبرية
يتفانى ساسة الكيان الذي قد يكون أو لا يكون باطلاق مصطلحات التي لا تنضب تهم قواميس ترساناتهم الحربية، يطلقونها متفننين بكسر كاهل ساستنا، وضرب العمق الجامع فيهم. ففي قواميسهم اللغوية تتنازع شراذم طوباوية، لاحت بالأفق ودقت ناقوسا خطراً قادما من عزرائيل الذي يتوعدنا بالنار والجنة لهم بعد أن جنت الشرذمة على نفسها بجثم هذه المصطلحات والبقاء متزمتة بتكهنات أشعلت نار الفتنة والكره بين العالم، ونار الغيض بين الشرذمات الأخرى التي صنعتها شرارة الشرذمة الأولى في فلسطين عام 1948.

‎ إن أكثر ما يشفق في هذا المضمار ليس هذا الخبر الذي تلى صفحات الصحف وعلت موجاته الإعلام، ولا تلك الصورة النتنة، إنما ما يشفق وسائل الإعلام الأخرى التي صوبت بأنه وزير أمن لا دفاع عن رئيس عصابة الرداء الأسود افيغدور ليبرمان.

‎فما عاد لنا حس ولا اهتمام لنتابع هذه المصطلحات لأن تأثيرها مرهون بما نلقي له الاهتمام في أخبار الصحافة العبرية التي أصبحت الثقة للجمهور الفلسطيني لمتابعة أخبار ما يمكننا أن نسميه ما بعد أحداث أكتوبر 2015، ولا نسميه انتفاضة أو هبة؛ حتى لا نقع في فخ التكتلات التي عصفت بفلسطين ونكون ضحية بتأثرنا في وسائل الإعلام التي تتبنى ذلك المصطلح أو الأخير، فنصبح العدو الآخر لهذا أو ذاك في ظل سيطرة نظرية المتلقي في الإعلام.

حرب الهبارسا أزلية تهدف إلى إحداث إرهاصات عند الفلسطيني وإخضاعه كيفما تريد ولو على حساب خزانة صورايخ آلاف ستة عشر التي لا تستخدم، عندما يكون تأثير الهبارسا أقوى من تأثير ذلك الصاروخ الذي يمكن أن يخفي جسدا فلسطينيا، ولا يقدر أن يكبح جماح مطالباته بالتحرر أو الاستقلال

ففي السياق أظهرت المصطلحات العبرية رقم قلة كلماتها تفوق في الترسانة والاستعداد لدخول مضمار المنافسة مع العربي الفلسطيني الذي يحمل مخزونا لغويا لا مثيل له، وأصبح مخزونه ملهى في جراحه الأليمة التي يتعرض لها أبناء شعبه، والساسة بتأثرهم بالمصطلحات يخوضون مضمار التجارة في الإعلام في حلبة منازع عليها ومكانهم حيث من يدفع أكثر.

‎فمن المعروف أن حرب الهبارسا أزلية تهدف إلى إحداث إرهاصات عند الفلسطيني وإخضاعه كيفما تريد ولو على حساب خزانة صورايخ آلاف ستة عشر التي لا تستخدم، عندما يكون تأثير الهبارسا أقوى من تأثير ذلك الصاروخ الذي يمكن أن يخفي جسدا فلسطينيا، ولا يقدر أن يكبح جماح مطالباته بالتحرر أو الاستقلال.

وأخيرا يجدر هنا السؤال لطي صفحة وبداية صفحة جديدة، لماذا التكتم على هذه المصطلحات؟ لماذا لا يكون هناك خارطة لبداية ماذا نستخدم من مصطلحات ولماذا نستخدم؟ هل الموضوع متعلق بمسألة الحياد؟ فليكن ذلك، هل صحافتنا الفلسطينية محايدة تجاه شعبها وهي تحت حكم سلطوي علت الليبرالية صوته، وهنا ما أصل هذا المصطلح المستهلك والمبتذل في صحافتنا العربية، إن كان صائبا أم لا، تعتبر الليبرالية مصطلحا أوروبيا يعرف حركات التحرر على مستوى العالم، أما وزير دفاع أو معاداة السامية وما إلى ذلك ما في طياته مغزى هدف، فهو يدخل في مجال تأثر تلك الصحافة بالحيز المكاني المسلوب والصراع على الأرض، كأنه يضيرنا استخدام اللغة الأم في صحافتنا ولا يضيرنا التأثر بمعتقدات تلك "الدولة" إسرائيل.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.