شعار قسم مدونات

معذرة حسن نصر الله لقد نفد رصيدكم

Blogs- حسن نصرالله
وظهر حسن نصر الله مرتبكا لأول مرة منذ ست سنوات على غير عادته وهو يخاطب جمهوره العقائدي، لم يكن يظهر في عينيه سوى الخوف تحدث نصر الله بكل رقة واستعطاف وانكسار بعد أن انكشف الغطاء السياسي عن مليشياته الإرهابية بإستقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وهروبه إلى الرياض بعد أن تحدث عن مزاعم باغتياله. 
              

عاد حسن نصر الله إلى خطاب الإستعطاف والبكاء الكاذب على فلسطين وهو يظن أن الجماهير العربية والإسلامية التي رفعت صوره من الخليج إلى المحيط سوف تأكل (الأونطة) ويمرر عليها هذا الخطاب مشروع إيران من جديد!

         

منذ إنشاء حزب الله في الثمانينات وسلاحه لم يكن موجها لتحرير فلسطين بل كان سلاحا يدعي أن غرضه هو تحرير جنوب لبنان وهذا ما تم في عام 2000م، ومنذ ذلك الوقت توجه سلاح الحزب للداخل اللبناني لإعانة القوات الأمنية السورية التي كانت (تحتل) لبنان وتنكل بشعبه وعندما تم طرد الجيش السوري بثورة الأرز قرر حزب الله أن يحتل لبنان بنفسه ويخضع قراره بحجة المقاومة والممانعة وكانت جريمة 7 أيار 2008م التي أوجدت الوضع السياسي الحالي اليوم حيث السيادة لمليشيا إيران لدرجة تجعل المسؤولين الإيرانيين يخرجون ويتبجحون أن إيران تسيطر على أربع عواصم عربية.

      

السعودية ليست خيار الأمة المفضل لمواجهة حزب الله فنظامها القبلي الديني الهجين هو نظام مرفوض عند الغالبية الساحقة من أبناء الأمة الذين يتوقون للحرية والديمقراطية

ربما يكون الجمهور العربي بحسن النوايا في عام 2008م لم يكن مدركا لجريمة نصر الله حيث كان ينظر إلى 14 آذار كعملاء للأمريكان وذلك بسبب غباء قيادة التيار الذين كانوا يبالغون في تمجيد الغرب والثقة في مؤسساته، بينما كان نصر الله وأتباعه يكيلون الشتائم للسعودية وللغرب وينددون بإمبرياليته وعنصريته ولذلك انحاز مزاج الناس لحسن نصر الله كراهية في التسلط السعودي والانحياز الأمريكي لإسرائيل.

    

لكن الرصيد الذي راكمه حزب الله من خلال حرب حزيران 2006م تبدد عندما بدأ في إظهار الوجه الطائفي للحزب، فقد كان حزب الله يندد بعمليات المقاومة العراقية ضد الأمريكان ويظهر البهجة والسرور بإعدام الرئيس العراقي صدام وكانت الطامة الكبرى عندما أرسل نصر الله قواته لقمع الثورة السورية دفاعا عن نظام فاشي وطائفي بحجة المقاومة والممانعة، وعندما تحدث بكل صلف عن أن طريق القدس يمر عبر حلب والحسكة والرقة ودرعا أي أنه اقترف كل جرائمه المروعة بهدف الوصول إلى فلسطين هذا رغما أن حزبه يقوم بعمل دوريات على الحدود الشمالية لإسرائيل لتمنع إطلاق أي مقذوف تجاه الاحتلال.

     

ويزيد الأمر سوءا انحياز الحزب القذر ضد الثورة الليبية والمصرية وتأييده عبر وسائل الإعلام المملوكة له لعمليات القمع في ليبيا وذلك بتأييده للحرب التي يشنها خليفة حفتر في ليبيا وللحكومة العسكرية في مصر لدرجة أنه سلم إعلاميا مصريا محكوما عليه بالإعدام لنظام السيسي في 2013م في حركة تتنافى تماما مع أدنى درجات الإنسانية وهي مسألة لم تقدم عليها كثير من الدول منها تلك التي تؤيد السيسي.

       

لن أذرف الدموع على ما سوف تقوم به الطائرات السعودية ضد حزب الله لأن المرتزقة لا يستحقون الرحمة أو الدموع
لن أذرف الدموع على ما سوف تقوم به الطائرات السعودية ضد حزب الله لأن المرتزقة لا يستحقون الرحمة أو الدموع
 

السعودية ليست خيار الأمة المفضل لمواجهة حزب الله فنظامها القبلي الديني الهجين هو نظام مرفوض عند الغالبية الساحقة من أبناء الأمة الذين يتوقون للحرية والديمقراطية. ولكن السعودية بلا شك خير للأمة من حزب الله لو كان لها مشروع إقليمي واعد تستطيع أن تقدمه في مواجهة المشروع الإيراني الذي مزق الدول الإسلامية عبر الحروب المذهبية مثل مشروع مارشال الذي أقيم في أوروبا ما بعد الحرب العالمية الثانية ونقل دولها من جحيم الفاشية والنازية إلى نعيم الديمقراطية. لكن السعودية لا تملك هذا المشروع بل هي وإن قبلت الديمقراطية على مضض كما هو الحال في لبنان فإنها تحلم بحكام على شاكلة الحريري الأب والابن خاضعون تماما لحكام الرياض لا يقدمون على أي تحرك إلا بإذن وإذا طلب منهم يقدمون إستقالتهم بالتلفون أو في بيان تلفزيوني مقتضب.

       

خلال ثلاثين عاما من إتفاق الطائف قدمت المملكة العربية السعودية للبنان مليارات الدولارات في شكل هبات ومنح وصرفت أيضا على تجنيد الإعلاميين المرتزقة الذين يعملون في الإعلام العربي (الممول سعوديا) ولكن هذه الأموال تمتع بها بعض النخب اللبنانية الناعمة والعاجزة عن مواجهة حزب الله لدرجة تحدث فيها أحدهم أن هذه النخب مستفيدة من وجود الحزب فبسبب وجود الحزب ما زالت حساباتهم تتغذى بالدولار.

         

اليوم السعودية تضطر لمواجهة حزب الله عسكريا في عقر داره بعد أن تخازلت عن دعم الثورة السورية وتباطئت في مواجهة الحوثي في اليمن ولو كانت أدارت المواجهة مع حزب الله بالشكل المناسب لما كان الحزب موجودا منذ عام 2012م. لن أذرف الدموع على ما سوف تقوم به الطائرات السعودية ضد حزب الله لأن المرتزقة لا يستحقون الرحمة أو الدموع. 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.