شعار قسم مدونات

الإسلاميون في بيئة الصراع الدولي.. معالم أساسية (3)

مدونات - أردوغان وبوتين وروحاني

انتهينا في التدوينة السابقة لفكرة أساسية وهي أن الطريق الممكن لممارسة الإسلاميين عمل سياسي في بيئة الصراع الحالية في الإقليم الممتدة من سوريا لليمن لليبيا لمصر للعراق هي ممارستها بوصفها إدارة للمتناقضات، وذلك بغية إعادة تركيب التكوينات الفرعية الطائفية والعرقية والجهوية التي تفككت من جسد الدولة العربية في إطار جديد يحاكي ما فعلته دولة الإسلام عندما قامت بعهد الرسول وأعادت تركيب مكونات جزيرة العرب في إطار مخالف لما كانوا عليه قبل الإسلام.

 
الآن نناقش فكرة مكملة للفكرة السابقة وهي أنه لا يمكن في أي صراع من الصراعات الحالية أن ينتهي بانتصار تام وماحق على الخصم، سواء كان ذلك الخصم اسمه نظام البعث في سوريا أو حكومة بغداد الطائفية أو الحوثيون.. إلخ. وتلك النوعية من الصراعات التي تشهدها منطقتنا يمكن أن تستمر على هذا النحو ثماني سنوات أخرى فوق السنوات التي مضت بدون أن يتم حسمها لأي طرف من الأطراف التي تخوضها. فكما ذكرت على لسان مراقب تركي في التدوينة قبل السابقة حيث كان يفترض أنه إذا كان طرف في الثورة السورية يتصور أن الصراع سينتهي بإعلانهم انتصار الثورة من القصر الجمهوري بسفح قاسيون، فهذا التصور من وجهة نظره هو محض السخافة!

  

فلذا، فالبديل والفكرة التي نناقشها هنا أن ببيئة مثل بيئة الصراع تلك يجب أن توجد مصلحة مشتركة مع خصمك أو مجموعة خصومك، وبالمقابل تكون مدرك ما الذي يمثل نقطة العداء بينك وبينهم ولا ينبغي لك أن تفرط فيها. ومعنى الانتصار هنا أن يكون مجموعة المصالح التي تجمعك مع خصمك أكبر من نقاط العداء بينكم فيتم تغليب المصالح المشتركة على نقاط العداء، فإذا انتزعت ما يمثل نقاط العداء من يد خصمك وتغلبت بها سيقبل بتسوية معك من أجل الحفاظ على المصالح المشتركة التي كونتها. بمعنى آخر الانتصار على خصمك هو عندما يرى أن ما يحاربك من أجله وخسره في حربه معك أقل في الحجم مما يكسبه منك فيتم الوصول إلى تسوية قائمة على احتفاظك بما انتزعته ويمثل خسائر لخصمك مقابل عدم ضياع المصالح المشتركة بينكما!

  

لم تكن
لم تكن "داعش" لتقيم دولة على تلك المساحة الشاسعة من الأرض لولا أنها أوجدت سلسلة من المصالح المشتركة مع كل عدو محيط بها
 

والسوريون لديهم تاريخ في هذا الأمر طويل؛ فأثناء الحرب الأهلية اللبنانية كان حافظ الأسد هو -على الأرجح- قاتل كمال جنبلاط ورغم ذلك بعدها بفترة قليلة زار وليد جنبلاط حافظ الأسد في القصر الجمهوري بدمشق وتم تغليب المصلحة والتحالف بينهما وقت ما عرف بحرب الجبل. وكذلك حافظ الأسد هو على الأرجح قاتل بشير الجميل بعد اجتياح إسرائيل للبنان عام 1982 وبعدها بسنتين زار أخوه أمين الجميل القصر الجمهوري بدمشق كذلك، وكانت زيارته تلك معناها انتهاء الاتفاق الأمني بين رئاسة لبنان وإسرائيل التي كانت تطمح إسرائيل تطويره إلى اتفاقية سلام مع لبنان تحاصر من خلالها نظام حافظ الأسد، وفي المدة بين اجتياح لبنان وزيارة أمين الجميل لدمشق عقد الأسد سلسلة من التحالفات المؤقتة مع سمير جعجع وإيلي حبيقة الذين انشقا عن حزب الكتائب بعد اغتيال بشير الجميل، وبدوره زار إيلي حبيقة دمشق وقابل الأسد عام 1983، وكانت تلك مناورة من الأسد لإحداث اقتتال مسيحي مسيحي يزعزع سيطرة حزب الكتائب حتى يستطيع بالنهاية أن يجعل أمين الجميل يأتيه مذعنا، وهو ما حدث.

 
وفي التاريخ القريب لم تكن "داعش" لتقيم دولة على تلك المساحة الشاسعة من الأرض لولا أنها أوجدت سلسلة من المصالح المشتركة مع كل عدو محيط بها من إيران لتركيا لحكومة بغداد لنظام بشار إلى حزب الله، ولكن تلك المصالح كانت بالنهاية مصالح تكتيكية فلم يكن لها أن تستمر، فمن الذي وقفت عليه بنفسي أنه بفترة تكون "داعش" من 2014 إلى هذا العام كان النفط المستخرج من الأراضي التي تسيطر عليها يتم بيعه عن طريق ديبلوماسيين في سفارة الحكومة العراقية بأنقرة وكون هؤلاء الديبلوماسيين شبكة متسلسلة من المورد في مناطق سيطرة "داعش" حتى ميناء جيهان التركي للتصدير، وتلك الشبكة كونت ثروات هائلة من عمليات المتاجرة في النفط "الداعشي"! وكذلك فإن "داعش" كانت تشتري السلاح من حزب الله وتداولت عدة أخبار لتوقيف الحزب لعناصر منه عاملة بسوريا ومحاكمتها بتهمة المتاجرة بالسلاح مع "داعش"، وكذلك أيضا كان يبيع "الدواعش" الغاز لحكومة بشار! كما قلنا تلك كانت مصالح مؤقتة ولكنها كانت قابلة للاستمرار إلى حين.

  

فمن هنا ومن هذا المنطلق هناك عدة أسئلة تأخرت جدا على الفصائل السورية وبالقلب منها المنتمين للإسلام السياسي أو الإسلاميون كما نسميهم -تسمية الإسلاميين في تلك السلسلة معني بها الفصائل والتنظيمات التي تأخذ بمنهج شمولية الإسلام في الممارسة العملية، فهي تمارس أدوار سياسية وجهادية واجتماعية وثقافية وتربوية-: فبداية الأسئلة وأهمها ما هو نمط المصالح الذي يمكن أن يجمعنا مع أهم وأكبر لاعب في صف خصومنا وهي إيران؟ ما هو نمط المصالح الذي يمكن أن يجمعنا مع روسيا؟ وما هو نمط المصالح الذي يمكن أن يجمعنا مع الصين؟ وبالمقابل ما جوهر العداء الذي لا يمكن أن نتخلى عنه في هذا الصراع وليس قابلا للتفاوض عليه؟ وإذا رجعنا خطوة إلى الوراء على أي أرضية مشتركة نقف مع تركيا ومع قطر ومع السعودية ومع الأردن ومن ورائهم الولايات المتحدة، وفي ماذا نختلف معهم؟

  

قرار روسيا التدخل عسكريا بسوريا كان به فرصة من الفرص الضائعة متمثلة بالتناقض بين روسيا وإيران ومن يكون له اليد العليا على إدارة ساحة ميدان الاقتتال بسوريا
قرار روسيا التدخل عسكريا بسوريا كان به فرصة من الفرص الضائعة متمثلة بالتناقض بين روسيا وإيران ومن يكون له اليد العليا على إدارة ساحة ميدان الاقتتال بسوريا
  

تلك أسئلة متأخرة جدا وفي الواقع كانت من أهم الفرص الضائعة على الثورة السورية عندما كانت تنتصر انتصارات سريعة منذ بدأ عسكرة الثورة حتى منتصف وخريف العام 2012 وكان يتقهقر جيش نظام الأسد أمامها ووصل هذا للذروة في الهجوم على مبنى الأمن القومي الذي قتل به أعلى القادة العسكريين لنظام الأسد، حينها كانت تلك هي أنسب فرصة سانحة لبدء اتصال سياسي مع النظام الإيراني لبحث ما الذي يمكن أن يكون مشتركا إذا ما انتصرت الثورة السورية؟

 
وكما شرحنا بالتدوينة السابقة فإن قرار روسيا التدخل عسكريا بسوريا كان ينطوي على مخاطر عديدة تمثل ذروتها في استعادة حلب من الثورة، ولكن كان به أيضا فرصة من الفرص الضائعة متمثلة بالتناقض بين روسيا وإيران ومن يكون له اليد العليا على إدارة ساحة ميدان الاقتتال بسوريا، فحينها ومع الصمود الأسطوري بحلب كانت تلك لحظة مناسبة لاتصال سياسي بالإيرانيين. بناء على ذلك التناقض بينها وبين روسيا يكون له هدف محدد: كيف ندخل في عملية سياسية تفضي لتثبيت الوضع على الأرض في حلب أو تفضي إلى خروج آمن في حلب مقابل تفعيل المناطق الآمنة كما تراها الثورة؟ وهو ما لم تفعله فصائل الثورة ولكن فعلته على حسابهم تركيا فأنتجت المسار الذي بدأ من الأستانة وانتهى إلى سوتشي!

 

أحد أهم محددات دخول تركيا إلى جانب قطر في أزمتها مع السعودية والإمارات هي أن تجد لها موطئ قدم في أمن وحماية الخليج، وتلك المعضلة لن يتم حسمها بالخليج نفسه إنما لمن سيكون الانتصار بالصراع السوري

ومجددا تلك هي صلب المشكلة التي تجعلنا ننهزم في جميع تجارب ثوراتنا، وهي أن جميع القوى الدولية والإقليمية تتصارع وتسوي صراعتها وفق حساباتها على أرضنا نحن بدون أن يكون لنا أي يد أو دخل في هذا! وبناء عليه كمقترح أو تصور لما يمكن أن تمثله نقاط التقائنا مع الإيرانيين التي يمكننا أن ننسج مصالح مشتركة معهم فيها ثم تغلب المصالح المشتركة نقاط العداء هي كالآتي:

 
إن ما يغيب عن إدراك السوريين هو أثر الصراع على رقعتهم على المنطقة ككل من منطلق جيواستراتيجي، وأول نظام إقليمي يتأثر بالصراع بسوريا هي منطقة الخليج -وسنفصل ذلك في التدوينة التالية-. فبعيدا عن العاطفة، إذا نظرنا إلى الصراع الإيراني الخليجي يمكننا أن نقف على مساحة مشتركة مع الإيرانيين بهذا الصراع، وهي أن أحد محدداته هو من يسيطر على أمن الخليج؟ فبينما تصر القوى الخليجية على منظومة حماية أميركية مرتبطة بشكل أساسي بتأمين منابع النفط وتراكمت على تلك المنظومة السياسات الخليجية منذ حرب عاصفة الصحراء إلى الآن فإن الإيرانيين لديهم وجهة نظر أكثر معقولية متمثلة بمنظومة أمن جماعي من الدول المشكلة لضفتي الخليج أي إيران وبقية دول مجلس التعاون الخليج.
   
وبالمناسبة، فإن مصر وسوريا حينما شاركتا بعملية عاصفة الصحراء كان لديهما توهم أنهما سيشكلان منظومة لحماية أمن الخليج بديلا عن العراق بعد انتهاء العملية العسكرية ضده، ولكن بالطبع فالسعودية فضلت أميركا عن الدول العسكرية العربية! وبالمناسبة فإن أحد أهم محددات دخول تركيا إلى جانب قطر في أزمتها مع السعودية والإمارات هي أن تجد لها موطئ قدم في أمن وحماية الخليج، وتلك المعضلة مجددا لن يتم حسمها بالخليج نفسه إنما لمن سيكون الانتصار بالصراع السوري؛ فإذا تبنى الإسلاميون بسوريا وجهة نظر مماثلة فلن يكون هذا عنوان مصلحتهم الأكبر مع الإيرانيين إنما حينها سيقفون على موضع التقاطع بين إيران وتركيا الرئيسي في تمددهما بالإقليم العربي.
   

 
كذلك فإن المنتصر بالصراع السوري الحالي سيحدد مستقبل خطط الغاز العربي. فقبل الأحداث كان هناك مشروعان أساسيان لمستقبل الغاز الطبيعي بالمنطقة ومن سيكون له أولوية تلبية الطلب على الطاقة الأوروبي: الأول هو مشروع غاز شرق المتوسط الذي كان يضم مصر وإسرائيل والأردن وكانوا يطمحوا أن تنضم سوريا إليه. والثاني هو الغاز الخليجي وتحديدا القطري الذي كان يطمح أيضا أن يسير عبر العراق وسوريا وتركيا إلى التصدير لأوروبا، وهذا من أحد مواضع التناقض بين إيران وروسيا لكون روسيا لا تريد أي منافسة على احتكارها لطلب الطاقة الأوروبي، وبالتالي أحد مطالب وجودها بسوريا أن تضمن ألا يكون هناك منافس منطلقا من سوريا لتلك الاحتكارية، فهنا إذا كانت تلك مساحة للمصلحة المشتركة مع إيران فهي تقف كذلك على تقاطع المصالح المشتركة بين إيران وقطر.

 
كذلك اتضح في الأشهر الأخيرة توحد إيران وتركيا ضد خطوة انفصال كردستان العراق الذي كان سينعكس بدوره على إمكانية لتعزيز المشروع الانفصالي لحزب "بي كي كي" بسوريا، فإيران أوجدت مصلحة مشتركة لها مع تركيا في هذا الملف بعدما أنجزت لصالحها نقطة التناقض الرئيسية المتعلقة بسيطرة فصائل الثورة المدعومة من قبل تركيا على حلب وهذا يتقاطع مع ما يمكن تسميته بالمصلحة الثورية السورية وهي بقاء سوريا موحدة واحدة. فإذا وجدت تلك المصلحة المشتركة بين فصائل الثورة من الإسلاميين وتركيا وإيران فإن فصائل الثورة ستقف على صلب المعضلة الرئيسية بسوريا بين إيران وتركيا بأن يكون المطلب الرئيسي لإيران بسوريا هو إقامة منطقة نفوذ جغرافي متصل من لبنان إلى الساحل السوري مرورا بدمشق وريفها والقلمون الشرقي والغربي، ولكن هذا المطلب سيؤدي بالضرورة إلى إمكانية قيام شريط نفوذ كردي كذلك من الحدود مع العراق إلى الساحل السوري أيضا ويقطع خاصرة أي نفوذ تركي بدمشق، وتلك هي المعضلة التي لم تحل حتى الآن، فوقوف فصائل الثورة على مفاصلها سيجعل بيدها الحل!

 
وأخيرا فإن سوريا لا يمكن أن يكون لها أي وجود مستقبلي إلا بارتباطها المصيري الذي لا ينفك عن القضية الفلسطينية، وهذا ما وعاه كل من حكموا سوريا منذ أن كانت هناك قضية فلسطينية! لهذا بالعودة للتدخل السوري بلبنان فإن مبعثه الأساسي كان رؤية حافظ الأسد أن القضية الفلسطينية أكبر من أن تترك للفلسطينيين! لهذا تدخل بلبنان ليكون مسيطرا على وجود فتح بلبنان. وأيضا بعيدا عن العاطفة فإن مقتضيات أرض الواقع أن إيران عدو لإسرائيل، هل هذا عداء عقائدي أم عداء استراتيجي مصلحي؟ هذا موضوع آخر طويل، ولكن تبقى إيران هي أكبر أعداء إسرائيل الإقليميين بل إن حزب الله سعى ليسيطر على القنيطرة وعلى خط المجابهة مع الاحتلال الإسرائيلي للجولان لأنه أراد أن يجعل جبهة الجولان خاضعة لحسابات توازن القوى والصراع البارد حاليا بينه وبين إسرائيل.
 
 undefined
 
وبالمقابل فلا يتصور أن أي منظومة تحالفات للثورة السورية ستسمح لها إذا ما حققت أي انتصار أن تكون بموضع مناوئ لإسرائيل،  يعني إذا ما حدث وانتصر جيش الإسلام ودخل دمشق فهل ستسمح له السعودية -داعمه الرئيسي- بإطلاق رصاصة واحدة ضد إسرائيل؟! بل إن أصلا سبب أساسي في عدم السماح لتسليح فصائل الثورة بمنظومات تسليح استراتيجية من قبل الداعمين هو ببساطة أن كل هؤلاء الداعمين لا ينظرون إليها على أنها "فاعل عاقل" لن يوجه السلاح الذي سيمتلكه لإسرائيل إذا ما حصلت تسوية بينه وبين النظام، لهذا يريدون استمرار تسليح فصائل الثورة تسليحا منخفض لضمان أن تلك الفصائل في أي سيناريو مستقبلي لن تقوى على مجابهة إسرائيل.
 
ولهذا السبب تحديدا سعت حماس إلى تسليح الفصائل الثورية الأكثر نفوذا مثل جيش الإسلام تسليحا كاملا، منه أنه بأي سيناريو مستقبلي تكون فيه تلك الفصائل جزءا من السلطة سيستمر الدعم للمقاومة الفلسطينية، وهذا بالتحديد كان نقطة التوتر الرئيسي بين إيران وحماس وليس الموقف السياسي، إذ أن إيران كانت ترى أن السلاح الذي أعطيناه لحماس ودربناها عليه أعطته بدورها لمن يقاتلنا به بسوريا! ولكن حقائق القوة وموازينها على الأرض تجعل هذا الأمل لحماس "غير واقعي"، لهذا فإن أهم مصلحة مشتركة يمكن أن تقف عليها الثورة السورية مع عدوها إيران -من وجهة نظر سورية محضة- هو كيف يمكن للثورة أن تظل داعمة للمقاومة الفلسطينية؟

 
تلك نقاط يمكن الاختلاف أو الاتفاق عليها في كيف يمكن توليد مصلحة مشتركة بين الإسلاميين المشاركين بالثورة السورية وعدوهم الإيراني وفي مقابله تكون نقطة العداء الرئيسي هي سوريا واحدة وموحدة وليست تحت حكم البعث وإنما حكم تعددي ديموقراطي حر يعبر عن كل السوريين، ومن ثم يتم تغليب المصالح المشتركة على نقطة العداء، ليس المهم ها هنا الاتفاق مع تلك النقاط وإنما اكتساب طريقة التفكير تلك وتكرارها مع بقية الفاعلين بالصراع السوري وتكرارها من بيئات الصراع المماثلة في اليمن والعراق وليبيا وحينها يمكن للإسلاميين أن ينتصروا!

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.