شعار قسم مدونات

فلسطينيو الخارج.. أرواحٌ تحوم حول الوطن

blogs - conference

إن المغترب عن وطنه كالطير الذي يرتحل من وطنٍ إلى وطن ولكنه بفارغ الصبر ينتظر تهيأت الظروف ليعود إلى موطنه.
 

مائة عام كفيلةٌ بأن يضع اللاجئ الفلسطيني تساؤلات كثيرة في ظل تخاذل دولي وصمت عربي وفلسطيني رسمي، حيث أن إجابات جميع الأسئلة التي ستطرح ستكون في بداياتها أنّ علينا الاجتماع أولاً، وهذا هو الهدف الأول من المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج.

إذ يهدف لاحتواء المبعدين عن أرضهم ووضع القواعد المتينة لإحياء قضيتهم على المستوى العالمي، وإعادة القضية إلى قلب الأمة العربية والإسلامية رغم ما بهما من آلام، إلا أنها تبقى الروح لهذا القلب التي تنعشه وتعطيه قبلة الحياة، وسيكون هذا الاتفاق الأولي لبدايات تحقيق السياسات بتحرير فلسطين المحتلة.
 

إن توقيت المؤتمر يأتي رفضاً لسياسات جديدة تُحاك ضد القضية الفلسطينية واللاجئين كالتوطين وإنشاء وطن بديل، وكذلك رفضاً لجميع الاتفاقات التي تهضم وتتخطي حق عودة اللاجئ الفلسطيني إلى بلاده، فالقرار بيد الشعب الذي يعلو صوته اليوم برفض كل القرارات السالبة لحقه، والرامية لخلع فلسطينيته.
 

وتأتي هذه المؤتمرات ضمن سلسلة كاملة من المقاومة ضد المحتل، فتعتبر جانباً إنسانياً هاماً لإظهار بشاعة وهمجية الاحتلال الصهيوني الذي هجّر ملايين البشر، ونزعهم من وطنهم، وقلعهم من أرضهم كما تُقلع أشجار الزيتون كل يوم.
 

هم كالجسد الواحد الذي يؤازر بعضه بعضاً، حيث أن جميع المشاركين جاؤوا من العديد من الدول لتحيق نفس الأهداف وإرسال المضامين والدعم ذاتها.

ومن الأهداف الهامة للمؤتمر، بعث الرسائل لفلسطينيي الداخل، بتثمينه لجهودهم ومقاومتهم وتضحياتهم، وأنهم مستكملين لمسيرتهم على الساحة الدولية، وهم كالجسد الواحد الذي يؤازر بعضه بعضاً، حيث أن جميع المشاركين جاؤوا من العديد من الدول لتحيق نفس الأهداف وإرسال المضامين والدعم ذاتها.
 

ونأمل من القائمين على المؤتمر بإحداث اختراق في العلاقات مع الدول التي لا تبالي للقضية الفلسطينية بل وتقدم الدعم للكيان الصهيوني، بتوجيه إعلام مخصص لكبار سياسيها ومجتمعاتها، وإظهار الحق الفلسطيني المسلوب.

ورسم الصورة الحقيقية للوهم القائم المسمى "إسرائيل". وكذلك نطالبهم ببناء المؤسسات الشعبية في دول المهجر لتقديم يد العون والمساعدات للاجئين وتوفير احتياجاتهم، وأيضاً العمل على إحياء الكفاءات والاستفادة منها لخدمة القضية الفلسطينية.
 

ومن المتوقع الترحيب الفلسطيني لهذه الخطوة الكبيرة التي ستحيي القضية الفلسطينية من جديد وتُذكر العالم بأنه ما زال بين جنباته احتلال يرتع إلى يومنا هذا، في الوقت الذي ينادى به باستقلال الدول وحق الحريات للشعوب، والعمل على لفت أنظار الساسة إليه، وتسليط أضواء الإعلام عليه.

إنها خطوة هامة لتحريك المياه الراكدة منذ عشرات السنين. ومن الواجب الوطني للفصائل الفلسطينية العمل على تطوير هذه المؤتمرات وتقديم الدعم اللازم لها، نتمنى التوفيق للمؤتمر الجامع لطموحات الشعب الفلسطيني وأن يكون بداية لتحقيقها، ونقطة إجماع فلسطينية ننطلق من رحاها.
 

تُشكر تركيا على استضافتها المؤتمر وتُشكر كل دولة سترحب بإقامة المؤتمر على أراضيها في السنوات القادمة، وتُشكر جميع الأقطار الداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في عالم بات أسهل ما لديه دعم الظلم في كل مكان.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.