شعار قسم مدونات

"الزواري".. وحدود الوهم

blogs- الزواري
في حلقات متتابعة من مسلسل الصراع ما بين المقاومة والشعب الفلسطيني المسلم بعمومه مع عدوه وعدو الإنسانية العدو الصهيوني، لا يدّخر هذا العدو الظالم جهده في ضرب واستهداف المقاومة، بل والشعب الفلسطيني بكافة أطيافه وألوانه وفي كافة أماكن وجودهم. 

عدو لا يفهم إلا لغة القوة، عملاً بمبدأ "ما بيغلب الرطل إلا الرطل والنصف"، فهو يضرب على كل الأصعدة والجبهات، ويستغل كل الطاقات لديه، مستعيناً بكل ما لدى المنظومة المخابراتية العالمية المُسخّرة لخدمته وخدمة مخططاته. يتجرأ هذا العدو باختراق السيادة لأكثر من دولة على مستوى العالم ما بين أوكرانيا والإمارات وتونس وغيرها – مما سبق وما سيلحق – لينفذ عملياته ومخططاته ضارباً بعرض الحائط كل من يفكر بالنقد أو الاستنكار – وما أندرهم على المستويات الرسمية سواء عرب أو عجم – فهو الكيان المدلل بالعالم، والذي يفعل ما شاء دون رادع، ولا يأبه بأصابع الاتهام الموجهة إليه.
 

نكاد نجزم أنه لو حصل واستهدفت المقاومة الفلسطينية منظومة هذا العدو ومصالحه بتلك الدول لكان ذلك كفيلاً بأن نرى أشرس ردود الفعل التي قد تنادي بطرد كل ما هو فلسطيني من هذه البلد أو تلك!

في خضم كل ذلك، ومع ما لدى العدو من غطرسة، تتمترس من خيرة أبناء هذه الأمة من وهب وقته وماله وروحه لصد ودحر هذا العدو ومقاتلته على كل الأصعدة. ولن يسعنا المقام لنسرد بطولات من تصدى ويتصدى ويكابد هذا العدو ولا يدخّر جُهداً في محاربته وفضحه وكشف مخططاته، وإن لم تصل إلى لمستوى المطلوب، بما يحقق العمل ضمن مخطط جاد وحقيقي لدحر هذا العدو والعمل على إزاحة هذا الورم الخبيث من جسد الأمة.

مع ذلك لا بد أن نقر أن المقاومة نجحت في تخطي حدود الوهم – حدود سايس بيكو التي مزقت الأمة وشرذمتها – التي وضعنا بها العدو وحشرنا الغرب عبرها في الزاوية، وقيد كل فرصة لانطلاقة هذه الأمة وعودتها لمجدها. نجحت المقاومة بقيامها بتجنيد المهندس "الزواري" من تونس ضمن صفوفها والاستفادة من خبرته وعلمه، في إشارة واضحة لوحدوية هذه الأمة ووحدة صراعها، وسبيل التقائها الذي هو الأصل والأساس، وبما يوحي بخيرية شباب الأمة واستعدادهم لبذل الغالي والنفيس في سبيل نصرة هذا الدين وهذه الأمة. وهذه بشارة أولى، وأخرى متعلقة بذخر الأمة بالشباب المفكر المعطاء ذي البصيرة الثاقبة والعلم النافع على أعلى المستويات.

فهل ستكمل المقاومة مشوارها في ذات الاتجاه، وتكون على قدر المسؤولية لتكمل مشوار التخطي لتثأر لدم الشهيد الزواري خارج حدود ذات الوهم، وتتصدى لعربدة وغطرسة هذا الكيان، وتعمل على تضييق الأرض عليه وملاحقته ومهاجمة مصالحه ليعلم عِظَم ثمن مكوثه في أرضنا وتجرثمه في جسدها، سيما  وقد تجرأ واستهدفها بأكثر من مناسبة خارج تلك الحدود!

كما وينتابنا عظيم الحزن لما نرى من ردة فعل ركيكة هزيلة! من الدول العربية المسلمة التي يتطاول العدو ويستهدف المقاومين له بأرضها، منتهكاً سيادتها وكرامتها، في حين وبالمقابل نكاد نجزم أنه لو حصل واستهدفت المقاومة الفلسطينية منظومة هذا العدو ومصالحه بتلك الدول لكان ذلك كفيلاً بأن نرى أشرس ردود الفعل التي قد تنادي بطرد كل ما هو فلسطيني من هذه البلد أو تلك!

هذه دعوة لكل غيور في هذه الأمة على امتداد رقعتها ليتحمل مسئولياته ويؤدي الدور المطلوب منه حقاً في نصرة هذا الدين والانتصار للمسلمين المظلومين والمغلوبين على أمرهم. والله معنا ونعم المولى ونعم النصير.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.