شعار قسم مدونات

هل تغير لون السياسة الهندية؟

Cricket - India v England - Second Test cricket match - Dr. Y.S. Rajasekhara Reddy ACA-VDCA Cricket Stadium, Visakhapatnam, India - 19/11/16. A fan waves an Indian flag during the match. REUTERS/Danish Siddiqui

هذا الأسبوع الهنود يتساءلون هل تغير لون السياسة الهندية؟ الرد غالباً يكون نعم بالتأكيد. في انتخابات إقليم اترابرديش الشمالي الهندي حقق حزب بهارتية جانتا القومي الهندوسي بفوز كاسح. هذا يشير إلى تغير لون السياسة الهندية من تعدد الألوان إلى اللون الزعفراني الذي هو شعار ثقافي لحزب بهارتية جانتا مثل المنظمات الهندوسية المتطرفة الأخرى.
 

لإقليم اترابرديش أهمية كبرى في السياسية الهندية لأن من 534 أعضاء البرلمان 85 ينتخبون من هذا الإقليم. لذا يقال بأن الحزب الذي يسيطر على سياسة هذا الإقليم يسيطر على الهند بكاملها. في انتخاب مجلس هذا الإقليم فاز حزب بهارتية جانتا ب 312 مقعد من 403 مقعد وحصل على 39 في المائة من الأصوات. جاءت هذه الانتخابات كانهيار لجميع الأحزاب السياسية الإقليمية والائتلافات السياسية كما لحزب المؤتمر في اترابرديش. حزب سمأجوادي الذي حكم هذا الإقليم حتى الآن فاز فقط ب 47 مقعد. كما في الأقاليم الأخرى الأربعة التي خاضت في الانتخابات مع إقليم اترابرديش حقق حزب بهارتية جانتا فوزاً مهماً.
 

كيف ستتعامل هذه الحكومة مع الأقليات الدينية خاصة المسلمين والمسيحيين سياسياً وأمنياً. هل ستبني معبد راما على أنقاض المسجد البابري الذي تم هدمه في 1992؟

لقد تقلص عدد الأعضاء المسلمين أيضاً في المجلس الاقليمي من 69 الذين فازوا في 2012 إلى 24 في الانتخابات في هذه السنة. الأنباء الواردة تقول أن المرشحين المسلمين هزموا حتى في الدوائر الانتخابية ذات أغلبية مسلمة أو في الدوائر التي فيها دور الناخبين المسلمين مهم لتقرير مصير أي مرشح. هذا لانقسامات أصوات المسلمين بين الأحزاب العلمانية والمسلمة المتعددة وتعزيز أصوات حزب بهارتية جانتا. هذا جاء كخيبة أمل المواطنين المسلمين في هذا الإقليم كما للمسلمين في الهند بكاملها وهم يخشون تقوية القوات الهندوسية المتزمة القائمين بأعمال الشغب والعنف ضدهم.
 

هذه الانتخابات تشير إلى مواصلة عملية تعزيز حزب بهارتية جانتا في السياسية الهندية الذي بدأ من وصول ناريندار مودي إلى الحكم كرئيس الوزراء في حكومة هذا الحزب في 2014. ويقال بأن هذه النتائج أيضاً تشير بأن في انتخابات 2019 البرلمانية حزب بهارتية جانتا سيحقق أغلبية ساحقة كما في الماضي. يتهم المسلمون ناريندار مودي للتورط أو التحريض للعنف الهندوسي ضد المسلمين في إقليم غوجرات الذي قد تم قتل 2000 مسلم في سنة 2002. و يعتبره القوميون الهندوسيون كزعيم قوي لهم.
 

يقال أن شخصية ناريندار مودي كان من أهم مركز جذب للناخبين الذين صوتوا لحزب بهارتية جانتا في إقليم اترابرديش. وفي هذا الصدد أميت شاه رئيس حزب بهارتية جانتا برز كأكبر زعيم سياسي في حزبه. لقد لعب شاه دوراً مهماً في التخطيط الانتخابي. أنه كان هندسته الاجتماعية التي لعبت دوراً مؤثراً في جلب الأصوات من مختلف الطبقات الهندوسية في جهة واستقطاب الأصوات الهندوسيين القوميين ضد الأقلية المسلمة والعلمانيين.
 

الآن الأنظار على مدينة لكناؤ التي هي عاصمة إقليم اترابرديش لتتابع سياسات بهارتية جانتا التي ستتولى الحكم في ايام مقبلة. كيف ستتعامل هذه الحكومة مع الأقليات الدينية خاصة المسلمين والمسيحيين سياسياً وأمنياً. هل ستبني معبد راما على أنقاض المسجد البابري الذي تم هدمه في 1992 والتي وعده قبل الانتخابات. كيف تتصرف حكومة ناريندار مودي المركزية للهند بعد هذا الفوز سياسياً. في ضوء غياب المعارضة المؤثرة من البرلمان وبعض المجالس الإقليمية هل الهند تتجه من الديمقراطية إلى نظام سياسي آخر.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.