شعار قسم مدونات

لماذا الإسلام؟

blogs - islam
كنت بالأمس القريب على موعد في هيئة الدعوة والإرشاد لحضور جلسة إعلان إسلام خمسة أجانب، وكان حضوري بصفتي مترجماً إسلامياً، جلسنا، فإذا بإثنين من الهند وثلاثة من الفلبّين، بدأنا، وطلب الشيخ أن يخبرنا كل واحد منهم لماذا الإسلام؟ ولماذا الآن؟ دار الحوار وأنا أسمع الحكايات والمواقف، وأصيغ العبارات بعفوية تامة، حتى جاء دور "إيريك" أو أخي عمر..

ذلك الفتى الفلبيني ذو العشرين ربيعاً، قضاهم في المسيحية، حيث دين الأب والأم والأجداد، أو كما قال فقد قضاهم في عادات جاهلية، وتقاليد غير آدمية. يقول عمر: سمعت عن الإسلام منذ سنتين ومن وقتها وأنا أبحث وأقرأ؛ فكان أعجب ما قرأت! أن هناك دينا يشرح تفصيلياً لأتباعه كيف يأكلون، وكيف يشربون، كيف يقضون حاجتهم، وبأي قدم يدخلون الخلاء وبأي القدمين يخرجون، بل وحتى بأي يد يستنْجون!، كيف ينامون، وماذا يقولون عند الاستيقاظ، وعند دخول البيت وعند الخروج، وفِي السوق والطرق والقبور!

فجأة! إذا بالفتى يبكي ويشير، أريد أن أكون كـ"عمر ومحمد وأسامة"، أحببت الإسلام لأن فيه أمثال هؤلاء، والآن أريد أن أكون منهم، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.

كذلك وقتها لم أكن أتخيل أن هناك دينا يأمر أصحابه بالابتسام لمن يعرفون ومن لا يعرفون ولهم بذلك أجر، بل والعجيب أن من أسباب دخولهم للجنة أن يفشون السلام بين الناس! لم أكن أدرك ذلك إلا حين قرأت عن الإسلام. كان أكثر ما يمنعني من الإسلام حبي الشديد لأمي، كيف لي أن أتركها وأهجرها بديني الجديد؟! لم أكن أعرف أن هناك دين يأمر أتباعه الجدد بأن لا يهجروا الآباء والأمهات بعد الدخول فيه كما يأمر الإسلام! بل يأمر بالبرِ لهم وصِلتهم!

ثم قال وهو يشير إلى بعض الحضور ويبتسم: أحببت الإسلام لأخلاق الشيخ مصطفى، وابتسامة المهندس علي، وتعامل الأستاذ خالد، أحببت الإسلام لهديةٍ قدمها لي دكتور مصري في صيدلية وقت أن كنت مريضا.

 فجأة! اذا بالفتى يبكي ويشير، أريد أن أكون كـ"عمر ومحمد وأسامة"، أحببت الإسلام لأن فيه أمثال هؤلاء، والآن أريد أن أكون منهم، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله؛ فبكيت وبكى الحضور..

"الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة"، يا لعظمة هذا الدين لو أن له رجال يبلغون عنه، لم تلههم الدنيا ولم تغرّهم الأماني. يا إخوة، بالله عليكم! كونوا دعاة خير ورسل سلام مع الجميع، لا تحقرون من المعروف شيئاً، لا تدري متى يفتح الله لكلمةٍ طيبة قلتموها يوماً! أو لفعلٍ جميل صنعتموه يوماً أو لابتسامة طيبة أرسلتموها يوماً لمن تعرفون أو لا تعرفون، اجعلوا للإسلام من أوقاتكم كل يوم جزءا، وليكن شعار كل منكم "ماذا قدمت للإسلام اليوم؟". أيها الحبيب ردد في خشوع: "الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة "، اللهم شهدت وبلغت اللهم فاشهد.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.