شعار قسم مدونات

علمتني مريم

blogs - quran

في العقد الأول من عمري، ما زلت أذكر حين قررت أن أبدأ حفظ القرآن، اخترت أن تكون سورة مريم بداية مشواري ولكن لست أدري ما الدافع الذي دفعني لاختيارها حتى حفظت حروفها وحفظت دروسها، حينها فقط عرفت سر اختياري واليوم فقط أحدثكم عما علمتني إياه..


علمتني مريم، أن مواجهة التهمة الشنيعة.. والموقف الصعب ليس بالهين، ولكن يجب أن استمر في حياتي بشكل طبيعي.. "كُلي واشربي وقرّي عيناً"، علمتني أن أعيش حياتي وأسعد نفسي، فهناك أشياء حلها عند الله، لا أرهق نفسي بالتفكير والله عنده حُسن التدبير.. علمتني مريم، أنه على قدر البلاء، يكون العطاء.


مريم ابتلاها الله بأمر خارق للعادة ولكن العاقبة أنها أصبحت سيدة من سيدات أهل الجنة، علمتني مريم، أن الله يأمرني ببذل الأسباب فقط لمجرد الأسباب وإلا فرزقُه لي من محض كرمِه.. "وهُزّي إليك بجذع النخلة" وهل تستطيع وهي في مخاض! علمتني مريم، أن الله إذا أراد للعبد الصبر على أذيّة الناس ألهَمَهُ التسبيح قبل شروق الشمس وقبل غروبها.. علمتني مريم، أن المرأة الصالحة العفيفة تُعامل الأجنبي دائماً بنظرة الريبة والحذَر، قالت مريم لجبريل مباشرةً " أعوذ بالرحمن منك "


علمتني مريم، أن من عرَف الله لم يقنط، لأنه باختصار كل النواصي بيد الله وأجمل ما في الابتلاء أنه أحياناً يأتيك الفرَج من حيث لا تحتسب، فشكرا مريم لأني من قصتك تعلمت ما تعلمه لي الحياة..

علمتني مريم، أن العارف بالله لا يمنعه أن يدعو الله بكل أمنياته وحاجاته مهما كانت عظيمة ، قال الله لمسألة الولد بلا والد هُو عليّ هيّن" علمتني مريم، أن الصمت علاج ودواء، إذا كنتَ مُحاطاً بأهل القيل والقال.."فقولي إني نذرتُ للرحمن صوماً فلن أكلّم اليوم إنسيّا"


علمتني مريم، أن العبد الطاهر إذا أقبلت عليه المكاره استعاذ بالله منها، واستعان بالله على دفعها، فالاستعادة بالله هب خط الدفاع الأول! 
علمتني مريم، أن الله لا يشقى أحد من عباده طالما هو يدعوه "ولم أكن بدعائك ربّ شقيّا " علمتني مريم، أن الواثقة من خُطاها المُتوَكّلة على مولاها ..!لا تهزّها أراجيف المُبطلين، مريم البتول كانت مع الله فكفاها..


علمتني مريم، أن القنوت والركوع والسجود أعظم ما تستجلب به الخيرات، وتُدفع به المكروهات.. "يا مريم أقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين "علمتني مريم، أن القرآن كرّم المرأة أعظم تكريم، فجعل سورة النساء وسورة مريم.. علمتني مريم، 
أن الله يستخرج الواقع من رحِم المُستحيل.. علمتني مريم، أنه ما على ربي من عسير، وفي الوقت المناسب يُنزل على عبده الصابر أنوار الفرج، شريطة أن يُديم الثناء على الله.


علمتني مريم، أن من عرَف الله لم يقنط، لأنه باختصار كل النواصي بيد الله وأجمل ما في الابتلاء أنه أحياناً يأتيك الفرَج من حيث لا تحتسب.

شكرا مريم لأني من قصتك تعلمت ما تعلمه لي الحياة..

شكرا مريم لأنك نموذج يقتدى به..
شكرا مريم علمتني ما لم تعلمه لنا أمهاتنا اليوم..
شكرا مريم علمتني كيف لا أرد على الشامتين..
شكرا مريم علمتني أن الثبات والعفة لها أصول وعروق..
شكرا مريم .. شكرا للرب الذي خلقك.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.