شعار قسم مدونات

جعلوني مليونيراً!

blogs- بوكبا
هدأت الآن موجة الانتقادات والمهاترات الكبيرة.. الكل غير راضٍ عمّا حدث، ولكن اليوم وبعد مرور ثمانية أشهر.. لا سبيل لإرضائهم.. في اغسطس صيف 2016 أعلن مانشستر يونايتد عن عودة لاعبه بول بوغبا من رحلته في يوفينتوس بعد عامين من الألق ومن تقديم المستويات المبهرة، سباق عنيف خاضه المسؤولون في مانشستر يونايتد مع ريال مدريد نتاجه كان التوقيع مع النجم الفرنسي أخيراً.

بوغبا عاد لبيته كأغلى لاعبٍ في تاريخ كرة القدم، هكذا أعلن الشياطين الحمر عبر أكبر حملة إعلامية للاعب شاب في التاريخ.. بوغبا لاعبٌ ذو شخصية متينة، لا يأبه بالكلام الكثير ولا يعنيه انتقاد الصحفيين.. إنه لاعب ودود وذو شخصية مقربة من زملاءه اللاعبين ومن جمهوره بطبيعة الحال، شخصيته غريبة يمتاز كثيرا بالجنون.!


إنه بلا شك أيقونة رياضية.. أخيراً بتنا نرى لاعبا أسمر يغزو الشاشات مرة أخرى.. منذ متى لم يكن نجم الشباك لاعب أسمر؟ 
"العالم يفقد قيمه وجميعنا يعلم ذلك، إن الحسد قد وصل إلى مراحلٍ تخيفني على مستقبل الأجيال القادمة إذا ما استمرت الأمور على هذا الحال. ليس ذنبه أن يتقاضى عشرات الأضعاف مما كان يتقاضاه النجوم السابقون وليس ذنبه أن بعض المحللين والإعلاميين يعانون في حياتهم الخاصة، ويحتاجون المال للنجاة من هذه الظروف.. ليس ذنباً أنه مليونير" هكذا دافع جوزيه مورينيو عن لاعبه -النجم الأغلى في تاريخ اللعبة- منتقداً العواصف الإعلامية التي أثيرت حوله نظراً لما يتقاضاه من عائد مالي باهظ مقارنةً بغيره من اللاعبين.


لو سجل بوغبا هذا الموسم كراته التي اصطدمت بأحد القوائم لكان هدافاً بين لاعبي الوسط، ولو سُجّلت الكرات التي صنعها -على طبق من ذهب- لزملائه لكان أفضل صانع العاب بأرقام "مهولة".. ومع ذلك فإن بول يقدم مستويات مبهرة هذا الموسم للاعب خط وسط شاب.

إنه لمن ضروب الجنون الجدال في مستوى بول، ما يقدمه بوغبا من مستويات هذه الأيام وحتى منذ انضمامه لنادي يوفينتوس الإيطالي في أيامه الاولى، جعلت منه نجم الساحة الأول.. بوغبا هو ذلك الساحر المتكامل المجنون! يقول أوين هارغريفز: إن إحدى أكبر مشاكل بوغبا أنه جيد جدا في كل شيء" يتفوق نجمنا اليوم رقمياً على جميع لاعبي العالم في مركزه وفي عمره تحديدا.


بول يصنع ويسجل، يبدأ الهجمة وينهيها، قد تراه في نهاية الملعب أو بدايته، لعب في كل مركز في وسط الملعب ونجح فيها جميعاً.. يسدد من بعيد وهو موهوبٌ في صناعة الألعاب.. مبتكر، وبارع في قطع الكرة واستخلاصها.. باختصار إنه لاعب متكامل ولا يوجد لاعب بصفاته هذه الأيام.. فأحدهم يمتاز بالتمريرات الدقيقة ولا يجيد قطع الكرة، والآخر يقطع الكرات بشكل ممتاز ولا يجيد التمرير، والأخير يبني الهجمات وبارع في توزيع اللعب.. لكن تغيب عنه اللمسة ما قبل الأخيرة أو الاخيرة أو أنه لا يجيد التسديد وهكذا؛ بول بوغبا جيدُ جداً في كل هذه المهارات.


نحن المتابعون -وليسمح لي الكثير بالتحدث باسمهم- لا نأبه بالقيمة الحقيقية للّاعبِ فوقَ العشّب الأخضر، الأغلب منا لا يرى ولا يرغب في رؤية أيّ لاعب سوى المهاجم.. وبناء على ذلك، فإن شريحة كبيرة من المتابعين يفضلون اللاعب الذي يسجل على اللاعب الذي يصنع فرص التسجيل.. والأول أكثر أهمية "فنياً" بلا شك! 


لكن لغة الأرقام اكتسحت كل شيء، ولأن لغة "الأهداف" قد سبقتها بكثير؛ بات مطلوبا من لاعب مثل بوغبا أن يسجل في كل مباراة أو أن يصنع فرص التسجيل وهو في محور الارتكاز كلاعب وسط مدافع في مباريات المنتخب الفرنسي مثلا، إنها ضريبة السعر!


عندما بدأت كتابة هذه التدوينة كنت بصدد طرح أرقام قد تشفع لبول قيمة انتقاله، ولكن ومع متابعتي الحثيثة لهذا اللاعب هذا الموسم.. وجدت أن الأرقام لا بد وأن يتم خدعها، من قال إن الأرقام لا تكذب؟! 


لو سجل بوغبا هذا الموسم كراته التي اصطدمت بأحد القوائم لكان هدافاً بين لاعبي الوسط، ولو سُجّلت الكرات التي صنعها -على طبق من ذهب- لزملائه لكان أفضل صانع ألعاب بأرقام "مهولة".. ومع ذلك فإن بول يقدم مستويات مبهرة هذا الموسم للاعب خط وسط شاب ولكن هذه الإضافة التي يقدمها لا تلقى أي تسليط ضوء ولا تطرح بشكل موضوعي.


لاعب ال100 مليون يورو يجب أن يحقق دوري الأبطال، رغم أن فريقه لم يشارك فيه.! 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.