شعار قسم مدونات

في غزة.. كذبة نيسان تلخص أحلام الشباب

blogs - gaza

مع نهاية شهر آذار وبداية شهر أبريل يبدأ الجميع بالتفكير في تأليف كذبة ليصطاد بها ضحيته، مع اختلاف الأهداف والغايات، فمنهم من يكذب من أجل المزاح والفكاهة وآخر يكذب ليخف أحد أصدقائه أو أفراد عائلته، في حين تبقى مجموعة يقظه وتتربص لمن يحاول إيقاعهم بفخ "كذبة نيسان".
 

في قطاع غزة المحاصر تختلف حكاية هذا اليوم، فعقول الشباب تهيمن عليها الأوضاع السياسية والاجتماعية الصعبة، فيحاول كل شاب أن يهرب من الواقع المؤلم الذي يعيشه مستغلاً "كذبة نيسان" ليفصح من خلالها عن حلمه وطموحه، فلا يغفل على أحد معاناة أهل غزة.
 

هذا اليوم يتهيأ له ملايين الناس حول العالم وربما لا يعرف معظمهم حقيقته وأصل بدايته، وأذكر منها هنا حيث ويعود أصل هذه الكذبة المنتشرة في غالبية دول العالم باختلاف ألوانهم وثقافاتهم، أن "كذبة أبريل" هو تقليد أوروبي قائم على المزاح.
 

فيما يرى آخرون أن هناك علاقة قوية بين الكذب في أول أبريل وبين عيد هولي المعروف في الهند والذي يحتفل به الهندوس في 31 مارس من كل عام وفيه يقوم بعض ‏البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعاية ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم هذه إلا مساء اليوم الأول من أبريل، والأساطير كثيرة ومختلفة حول هذا الموضوع.
 

يجب رفع مستوى الاهتمام بالتأهيل المهني وتطوير مراكز التدريب والتأهيل المهني بحيث تتناسب مع التطور التكنولوجي وحاجة المجتمع، بما يساهم في توفير فرص عمل للشباب.

أحد الشباب يغرد عبر موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك): "إعلان للمصالحة بين فتح وحماس تحت رعاية مصرية"، ويختم تغريدته بعبارة "كذبة نيسان" وآخر يكتب "الإعلان عن برنامج تشغيل يتضمن جميع خريجين جامعات غزة في إطار دعم الشباب وتشغيلهم"، ويوضح بعد وقوع الضحايا من أصدقائه وتصديق خبره أنها كان مجرد "كذبة نيسان".
 

يرد أحد النشطاء على ما نشره صديقه "أظن أننا بحاجة ليوم الصدق العالمي، بعدما أصبحت حياتنا كلها كذب"، هنا نجد فقدان ثقة المواطن تجاه مسئوليه فهذه القضايا التي تعد المتطلبات الأساسية لأي مجتمع، تحتل المرتبة الأولى في تغريدات الشباب، لعلهم يجدونها وسيلة للهروب من واقعهم الأليم لتدخل في إطار السخرية.
 

فنظراً للظروف الصعبة التي يعيشها القطاع المحاصر والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تتوغل بين أطياف المجتمع الغزي من انقسام داخلي واحتلال ومشكلة البطالة والعنوسة والطلاق، تلك الأوضاع المأساوية وأبرزها مشكلة انقطاع التيار الكهربائي، جعلت هذا اليوم محطة عرض ونقاش لقضايا قطاع غزة الذي يعاني الويلات من الداخل والخارج.
 

الجميع هنا يتساءل متى ستتحقق كذباتنا، التي تحمل رسائل كثير للعالم أجمع، أما آن لنا أن نتحرر من الاحتلال ونوحد الشعب الفلسطيني وشطري الوطن، وتزول هذه الخلافات العالقة والتي تشكل عثرة تقدم المجتمع وتطوره، والذي يعاني من اليأس الذي يسيطر على نفوس وعقول الشباب الذي لطالما حلم ودرس وضحى من أجل طموحاته التي يكافح بها لنيل حريته من أجل قضيته العادلة.
 

هنا بعض التوصيات المقترحة التي جاءت ضمن تقرير لأحد وكالات الأنباء الفلسطينية لتطوير قطاع الشباب:
1- وضع خطة وطنية شاملة للشباب، تعتمد مبدأ المشاركة في تحديد الاحتياجات والتخطيط ومن ثم التنفيذ.
2- دعم المشاريع الشبابية الفردية والجماعية، التي تعمل على رفع القدرات الشبابية الاجتماعية والاقتصادية، وتقديم المساندة والإرشاد اللازم لهم.
3- العمل على استقطاب أصحاب رؤوس الأموال للاستثمار في فلسطين وتقديم التسهيلات اللازمة لهم؛ للمساهمة في تنشيط الاقتصاد الفلسطيني وتوفير فرص عمل للحد من البطالة.
4- رفع مستوى الاهتمام بالتأهيل المهني وتطوير مراكز التدريب والتأهيل المهني بحيث تتناسب مع التطور التكنولوجي وحاجة المجتمع، بما يساهم في توفير فرص عمل للشباب.
 

5- تنمية روح الإبداع والبحث العلمي عند الشباب وترسيخ ذلك في نفوسهم، وهذا يتطلب إعادة النظر في المنهاج الفلسطيني المدرس في المدارس والجامعات.
6- دعم وإعادة تأهيل الأندية الرياضية والثقافية ومساعدتها على القيام بالأنشطة المختلفة على اعتبار أنها أكثر الجهات تلمساً لاحتياجات الشباب المختلفة.
7- إجراء البحوث والدراسات وإصدار النشرات والمطبوعات المتعلقة بالشباب والتعاون مع وسائل الإعلام المختلفة والقيام بحملات توعية وتثقيف في مجالات الشباب والطفولة.
8- تشكيل أجسام ضاغطة من الشباب تعمل على متابعة القوانين المتعلقة بالشباب.
9- تعويد الشباب على ممارسة حرية الرأي والتعبير واحترام الغير.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.