شعار قسم مدونات

إسلاميون وبعد

blogs - quran
ربما هي الكثرة التي تحدث عنها رسول الله صل الله عليه وسلم، كثر ولكننا عديمو الجدوى كغثاء السيل في الوقت الذي يتبنى أبناء الإسلام فيه أفكارا مختلفة و متعددة لتجاوز هذا الذل الذي غرقنا فيه نحن المسلمين منذ زمن، وفي الوقت الذي يتبنى الكثير من أبناء الأمة الإسلامية مذاهب مختلفة و تيارات متعددة.
و في الوقت الذي يتعصب فيه كل أصحاب فرقة لفرقتهم و كل أصحاب مذهب لمذهبهم، في ذات الوقت نحن نهدي لعدونا أداة فرقتنا حتى يعملها في جسد هذه الأمة و يمزقها و يقتلها و يمثل بها، لماذا تقف بعض التيارات الإسلامية -ربما بقصد أو بدون قصد- جنبا إلى جنب مع أولئك الحاقدين على الإسلام و العاملون على إفناءه؟ يقفون معهم معاكسين للتوجه الإسلامي الذي يسير فيه رئيس دولة إسلامية قد استطاع أن يفتح طريق أمل لنهضة هذه الأمة في وسط كل هذا الظلام. 

كان حري بنا أن نفهم لعبة السياسة بمفهومها الحقيقي البعيد عن السذاجة و الانكفاء على أفكارنا دون أن نفتح المجال حتى لتوسيع الأفق في الفهم و التكيف مع الواقع، وإهمال التطور الحضاري.

المشكلة الوحيدة في أبناء الإسلام اليوم أنهم لا يريدون أن يكونوا يدا واحدة، فلكل فكره الذي يقتنع فيه ويتعصب له وهذا هو ما يجعلنا نتراجع يوما بعد يوم ويجعل من أرواحنا أرخص الأرواح ويجعل من دمائنا أنهارا تسيل بلا اكتراث لكمها و قد باتت الفرقة نهجنا الذي يعبر عن إخلاصنا لمذاهبنا وأحزابنا وكأنه لا يكفينا المنافقون الذين يعيشون بيننا وأولئك المنسلخون من آيات كتابنا.

وإنه لحق علينا أن ندعوا إلى الاتحاد وأن نرد الهجوم عن الرجال الذين يعملون في ميدان الحق، فمن أراد أن يطعن في مصداقية الرئيس التركي ويجعل منه خائنا بسبب صلحه مع الكيان الصهيوني وبسبب التعاون معهم في بعض المجالات "الاقتصادية و البيئية" أقول:لقد صالح الرسول المشركين الذين آذوه في الحديبية ثم كان بعد الصلح فتح.

حينها الصحابة امتعضوا لقرار الرسول، وهو رسولهم، فلا غرابة أن يكون هناك معارضين لهذا الرجل في الوقت الذي يبحث فيه عن الطريق كي ترجع الأمة واحدة كما كانت وعندها تكون المواجهة، لأن النصر يحتاج أمة و ليس شرذمة فلا تدعونه لكي يثبت صدقه بأن يذهب لمواجهة دولة يدعمها معظم البلدان – و في مقدمتها الكثير من الدول العربية – وحيدا، فهذا الإسلام لا يخص هذا الشخص وبلده فحسب بل كل مكان فيه مسلمون. وأقول تعالوا نعمل على توحيد الناس ولننبذ الحكام الخونة من بيننا ولنمسح الحدود بين الدول الإسلامية ولنزيل المعابر والبوابات… هيا فهذا درب الانتصار ولا درب سواه.

 كان حري بنا أن نفهم لعبة السياسة بمفهومها الحقيقي البعيد عن السذاجة و الانكفاء على أفكارنا دون أن نفتح المجال حتى لتوسيع الأفق في الفهم و التكيف مع الواقع، وإهمال التطور الحضاري والفكري والمعيشي بين عصرنا الحاضر وعصور الإسلام الأولى ونحن بلا شك يجب أن يكون لدينا أرواح كأرواح المسلمون الأوائل.

ولكن نحتاج في المقابل إلى أن نعرف بأن الأصول ثابتة، ولكن الفروع تتغير من حين إلى حين وعلينا بلا شك أن نطور تلك الفروع التي يمثلها الأسلوب العملي والواقعي الذي يجب علينا اتباعه كاستراتيجية واضحة من أجل العودة إلى موقعنا القيادي في هذا العالم ونحكمه بعدل الإسلام ورحمته.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.