شعار قسم مدونات

الخوذ البيضاء

blogs-سوريا

مَنْ لا يعرفهم وهم مَنْ ينقذ حياة الناس ويمدون يد المساعدة للجميع هم مَنْ تجدهم في كل مكان "أصحاب القلوب البيضاء" هذا الاسم الثاني لهم "الخوذ البيضاء". في الصراع الأكثر دموية في عصرنا برزت مجموعة من الأبطال الغير عاديين، فقد تجمع عدد من أصحاب المِهَنْ من السوريين معاً لإنقاذ حياة من وقع تحت أنقاض القصف، وأعمال العنف الناجمة عن الحرب في سوريا، كما أصبح الزي المميز للخوذ البيضاء رمزاً للأمل عند الملايين من السوريين.
 

كيف تعثر عليهم، لا تحتاج إلى كثيرٍ من الوقت عندما تتساقط القنابل يسرع متطوعي الخوذ البيضاء للمساعدة، هناك تجدهم حيث تنعدم أية خدمات عامة في مكان يخاطر هؤلاء المتطوعين العزل بحياتهم لمساعدة من هم بحاجة لهم بغض النظر عن الدين أو الانتماء أو الرأي السياسي، مئات الآلاف من المواطنين تمّ إنقاذ حياتهم من قبل هؤلاء الشبان.

يتساءل الكثير لماذا هؤلاء الشبان يخاطرون بحياتهم لإنقاذ حياة الناس لا داعي للبحث طويلاً ستجد الجواب على سؤالك في الشعار الذي اتخذه هؤلاء رمزاً لهم وهو قوله تعالى: «وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جميعاً» ومن هنا بدأ أصحاب الخوذ البيضاء سيرهم في مرحلة صراع اختار الكثيرين خلالها خيار العنف، إلا أنَّهم أبوا إلا أن يستيقظوا كل صباح لينقذوا حياة الآخرين فيما يحاول البعض إزهاق هذه الأرواح بالقصف تارةً والرصاص تارةً أخرى.
 

رجال الخوذة البيضاء يتوجهون إلى مكان الخطر قبل انفجار القنبلة التي تلقيها طائرات النظام السوري أو طائرات حلفائه ليكونوا سبباً في إنقاذ حياة إنسان من نظام لا يعرف من الإنسانية.

لم يحظى هؤلاء الشبان بجائزة نوبل للسلام وهم مَنْ يعتبرهم الشعب السوري رمزاً للسلام، لم يكترثوا لذلك وتابعو عملهم بكل إخلاص وكما أنّهم أرسلوا تهنئة للفائز وبعد عملٍ شاق حظي هؤلاء الشباب بمحبة الملايين من السوريين لماذا؟ لأنهم يخاطرون بأنفسهم لإنقاذ حياة الأهالي من براثم النظام السوري.
 

يخرج الأسد ويقول عندما يسأله صحفي أجنبي، عن أصحاب الخوذ البيضاء، فيقول: "هؤلاء ممثلون بارعون والأطفال الذين ينقذونهم إذا عدّت أيُّها الصحفي وبحثت عنهم ستجدهم في عدّة أشرطة ينقذون ذات الطفل في أماكن مختلفة"، يرد عليه سوري هذا إنسان مختل عقلياً ألا يستنشق رائعة البارود المنبعثة في أرجاء سوريا ومصدرها بندقيات جيشه ودبابات وطائرات جنده، إنهم أبطالنا.
 

تأمل جيداً من آيةٍ واحدة أُنقذ الألاف فكيف إذا سرنا بالقرآن آيةً تِلو الأخرى، سنحرر العالم ويعود مجد العرب مِنْ جديد، لكن نحتاج المزيد من هؤلاء المقاتلين، مقاتلو الحياة فهم من يبعث الحياة حيث كانوا. ومع مزيد من العمل من قبل الجهاز الإعلامي لأصحاب "الخوذ البيضاء السورية" حازوا على جائزة الأوسكار لأفضل فيلمٍ قصير، إلا أنَّ هذا الفيلم لم يكن يحكي قصة خيالية ولم يستخدم المخرج تأثيرات صوتية أبو بصريّة افتراضية، بل كانت لقطات هذا الفيلم من حياة يعيشها أفراد هذا الفريق كُلَّ يوم، في كل لحظة تسمع هدير طائرة أو انفجار برميل ستجدهم في المكان حتى قبل أن يدرك المصاب ماذا حدث. 

قد يقول أحدكم هذا الكاتب يبالغ، كلا فهؤلاء الشبان يتوجهون إلى مكان الخطر قبل انفجار القنبلة التي تلقيها طائرات النظام السوري أو طائرات حلفائه ليكونوا سبباً في إنقاذ حياة إنسان من نظام لا يعرف من الإنسانية، إلا طريقة كتابتها.
 

هذا الفريق من الرجال فقد الكثير من عناصره في مختلف أنحاء سوريا فالقصف لا يفرّق بين مقاتل وصحفي ومسعف، طائرات النظام السوري تقصف، دباباته تُفجّر المنازل ورُغم ذلك لم يحيدوا عن طريقهم المحفوف بالمخاطر، رجال الخوذ البيضاء أصبحوا رمزاً للسلام في سوريا. يقول لهم أحدهم: "يا رجال كلمة شكراً لم تعد تكفي وإن قبلنا جباهكم أيضاً لا يكفي حتى أنَّ كلماتي لن تعبر عن وصفكم، فالله يرى وكفى".

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.