شعار قسم مدونات

نحو تحقيق التغيير الإيجابي

blogs التغيير

عندما يقتنع الإنسان بوجوب التخلي عن عادة سيئة أو اكتساب عادة جيدة فإن عليه أن يدرك أن لكل شيء ثمن بحيث لا يمكن للإنسان أن يغير شيئا في نفسه دون أن يدفع جهدا نفسيا ويتناسب هذا الجهد مع حجم التغيير الذي يريد أن يحدثه الإنسان في نفسه فكلما كان التغيير كبيرا وجذريا كان الجهد أكبر لذلك فإن الكثير من الناس قد فشلوا في تغيير أنفسهم بكل بساطة تخلو عن الرغبة. كلنا نعلم أن البداية دائما ما تكون صعبة فكذلك التغيير صعب ومؤلم في البداية لكنه يحقق سعادة كبيرة في النهاية.

لأنهم يظنون أن تلك المعاناة التي تصادفهم في البداية ستستمر أو تتصاعد مع مرور الزمن والحقيقة أن هذه المعاناة مؤقتة وستتبعها سعادة كبيرة. يشعر الإنسان بالحرية والانعتاق من العادة التي كانت تكبله. والمدخنون والمدمنون الذين عافهم الله يعرفون ذلك جيدا ويدركونه حق الإدراك لقد شبه علماء السلوك بأن الفترة التي يمر بها الإنسان في بداية التغيير بالمرور في عنق الزجاجة فالإنسان هنا إما أن يدفعه الضيق إلى الرجوع فيتخلص من عنق الزجاجة لكنه يظل محبوسا داخلها حتى يشاء الله أو أن يصبر يكافح ويتابع السير إلى أن يخرج إلى الأفاق الواسعة.

إن رغبة الإنسان في تغيير نفسه تنبع من قناعته وإيمانه بالكسب الذي سيحصده والذي سيجلبه له هذا التغيير والخسارة التي سيحميه منها لذلك من الجيد والمفيد تذكير النفس بذلك وتحديثها على الدوام بهذا الكسب وتلك الخسارة

التراجع والاستسلام أثناء عملية التغيير ليس بفشل يعَرضُ كثير من الناس عن عملية التغيير ليس لأنهم لا يريدون التغيير ولكن نجدهم أنهم حاولوا وفشلوا فظنوا أن التغيير أمر مستحيلا كما هناك مثال إنكليزي يقول: "ليس هناك فشل وإنما هناك توقف عن المحاولة" فالتراجع ليس فشلا وإنما هو خطوة على طريق النجاح وفرصة لكي يتعلم الإنسان منه ما هي الظروف التي أدت إلى الفشل فيعمل على تجنبها في المرة القادمة وما هي الظروف التي تساعد على النجاح فيعمل على توفيرها وهكذا تزداد فرصة النجاح يوما بعد يوم ولكن بشرط أن يفكر الإنسان بكل جدية لماذا فشلت وأن يغير شيئا في داخله في أسلوب تعامله مع نفسه أما اذا استمر بالأسلوب نفسه فسيحصل على النتائج نفسها 

إن رغبة الإنسان في تغيير نفسه تنبع من قناعته وإيمانه بالكسب الذي سيحصده والذي سيجلبه له هذا التغيير والخسارة التي سيحميه منها لذلك من الجيد والمفيد تذكير النفس بذلك وتحديثها على الدوام بهذا الكسب وتلك الخسارة. ومما يساعد الإنسان على التغيير نفسه وجود أصدقاء من حوله يحملون نفس هم التغيير مثله فذلك يشعره بالدعم المعنوي كما يمنحه فرصة لتبادل التجارب والخبرات مع أشخاص يمشون معه في الطريق نفسه.

وآخيرا لا بد من التذكير بأن على المسلم وهو مهتم بالتغيير نفسه أن يطلب العون من الله وأن يوقن بالإجابة وأن لا يمل ولا يتوقف عن الدعاء حتى تتحقق الاستجابة. كما قال الله عز وجل "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ".

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.