شعار قسم مدونات

شاب الولدان.. مأساة غارات التحالف

مدونات - طفل اليمن الحرب حزن خوف

بثينة طفلة ذات خمس سنوات، نامت في ليلة جمعة الخامس والعشرين من أغسطس الجاري مع والديها وأخوتها ثم ما لبثت أن أضحت وحيدة .
 
بعد أن أمسى صالح يستعرض جماهيره في السبعين، وتلاه استعراض الحوثي لقوته، وعلى نفس طريقة داعش، متبختراً في صنعاء بالسيارات المدججة بالرجال والسلاح، داعياً وحاشداً لرفد الجبهات.

 

غاب طيران التحالف العربي صاحب حملة إعادة الأمل عن حضور الفعالية، أو الفعاليتان: حشد صالح، واستعراض الحوثي. وذهب يغرد بالقرب منها في صنعاء، في منطقة فج عطان جنوبي غرب العاصمة تحديداً.. ونفذ غارة على رأس بثينة وأسرتها حيث حول 38 فرداً إلى أشلاء وجرحى، من بينهم ثمانية أطفال وأربعة نساء .

  
خاف التحالف من فضيحة ضرب حشد جماهيري، وخاف من هجومه على مليشيا مسلحة تستعرض أسلحتها في شوارع عاصمة عربية، تحالف تكفل باستعادة هذه العاصمة منهم لأهلها، ولم يخف من إنزال صاروخ على رأس أطفال ونساء ورجال أبرياء ينامون في منزلهم .
 
شابت الطفلة بثينة؛ تظهرها الصورة بعمر يكبرها بعشرات السنين. واقعة في تفكير عميق تعدى سنها بكثير..
 
قناة الإخبارية السعودية نقلت خبراً عن المالكي قال فيه:
"إن قيادة التحالف ستقوم بمراجعة العمليات في المنطقة المحددة وستعلن النتائج حالما تنتهي إليه المراجعة من نتائج أولية". في تسويف واضح كما هو الحال في سابقاتها.

 

undefined

 
الطفلة بثينة وأسرتها ليسوا الوحيدين؛ فطيران التحالف منذ عامين ونصف تقريباً يكرر استهدافه للأطفال والأبرياء في مختلف المحافظات اليمنية مبرراً ذلك بأخطاء تقنية، وأحياناً أخطاء استخباراتية ملقياً اللوم على وزارة الدفاع اليمنية الواقعة تحت وصايتهم. بالإضافة لاستهداف الحوثيين للأطفال في تعز بالكاتيوشا وغيرها .
 
باستثناء ضحايا الحرب في الحدود وحالات الوفاة نتيجة المرض والكوليرا وسوء التغذية والسجون، إليكم ما وثقته "هيومن رايتس ووتش" عن أخطاء التحالف في اليمن لعام واحد ٢٠١٦، ونشرت تقريراً شمل الآتي :
   
61 غارة جوية بدت غير قانونية منذ بداية الحملة، وتسببت في مقتل 900 مدني على الأقل، وأصابت منازل وأسواق ومستشفيات ومدارس وشركات مدنية ومساجد. بعض الهجمات قد ترقى إلى جرائم حرب، ومنها ضربات جوية استهدفت سوقاً مكتظة في شمال اليمن في 15 مارس وقتلت 97 مدنيا، منهم 25 طفلا .وأخرى استهدفت مجلس عزاء مكتظ في صنعاء في أكتوبر وقتلت 100 مدني وجرحت مئات الآخرين.

 
وكما جاء أيضاً أنها حققت في 18 غارة بدت غير قانونية على 14 موقعا اقتصاديا، بعضها استخدمت أسلحة وفرتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. تسببت الضربات في مقتل 130 مدنيا وإصابة 173 آخرين، وأدت إلى توقف الإنتاج في العديد من المصانع، فخسر مئات العمال مصادر رزقهم .

  
كل هذه الأرقام لعام واحد، تضع قوى التحالف والشرعية على حدٍ سواء في سؤال يطرحه كل يمني، هل جاء التحالف لإعادة الشرعية وكف يد المليشيا عنهم، أم جاء لاستهداف اليمن بأرضها وأناسها ومساندة والوقوف إلى جانب القتلة؟!

 
وما نتمناه ويتمناه كل يمني، هو رفع قوى التحالف أيديهم عن اليمن وتركنا لأنفسنا فقد زادوا الطين بلة والمريض علة .

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.