شعار قسم مدونات

لا تلهث وراء الحب!

blogs الحب
لا تَلْهَثْ وَراءَ الْحُبِّ.. اتْرُك الْحُبَّ يُفَتِّشْ عَنكَ

كُن طَبيعياً وتِلقائياً. لا تَحْصُرْ تفكيرَك في الحبِّ، ولا تُفكِّر في كَيفية العُثور عَلَيه. عِشْ حياتَك بشكل طبيعيٍّ. سَيَظهر لَكَ الحبُّ بشكل غَير مُتوقَّع في المكان والزمان الغَرِيبَيْن، كما يَظهر الضَّوءُ في غابةٍ كثيفة الأشجار. كما يَظهر لَكَ صَديقٌ قديمٌ انقطعتْ أخبارُه مُنذُ مُدَّةٍ بَعيدة. فَتِّشْ عَن الحبِّ في داخلك، ولا تُفَتِّشْ عَن الحب في الخارج. الحبُّ في دَاخلك يحتاج إلى تَنقيب مستمر وبحث دائم، أمَّا الحبُّ الخارجيُّ فَسَوْفَ تَحْمِلُه لَكَ الأيامُ عَاجِلاً أو آجِلاً. اشتغِلْ بالعَمَلِ، ولا تُفكِّر بالنتيجة.

لا تُضَيِّعْ وَقْتَكَ في إِصلاحِ الأغصانِ.. اذْهَبْ إلى الْجَذْرِ وأَصْلِحْهُ
الْمَنْبَعُ لا الْمَصَبُّ. القلبُ لا الأظافرُ. الرَّأس لا الأطراف. حَدِّدْ رَأْسَ كُلِّ أمرٍ، ورَكِّزْ عَلَيهِ. اعْرِف الطريقَ الرئيسِيَّ، ودَعْكَ مِنَ الطرقات الجانبية. لا تُضَيِّعْ وَقْتَكَ في إصلاحِ الأعراضِ. أَصْلِح الجوهرَ. اعْرِف العقلَ المفكِّرَ في كُلِّ قضيةٍ، ودَعْكَ مِنَ الأدوات.

العاقلُ لا يَحْشُرُ القِطَّ في الزَّاويةِ

إنَّ أسهلَ وَسيلةٍ لمقاومة العَدُوِّ أن تُقَاتِلَه بِنَفْسِ سِلاحه وَنَفْسِ أُسلوبه. وبذلك تَكون قَد قَتَلْتَ عُنصرَ المفاجأة، وقُمْتَ بِتَحييد عناصر قُوَّة العَدُوِّ

عِندَما يُحشَر القِطُّ في الزاوية، سَيُصبحُ وَحْشاً كاسراً. اتْرُكْ لَهُ فُرصةً للهربِ. عِندَما تُحاصِرُ عَدُوَّكَ مِن كُل الجهاتِ، اتْرُكْ لَهُ فُرصةً للاستسلام أو الهروب. إذا حَاصَرْتَهُ في إطارِ القتل، فَسَوْفَ يُقاتِلُ حتَّى النهاية. لَيْسَ لَدَيْهِ ما يَخْسَرُه. وإذا حَوَّلْتَ الخاسرَ إلى وحش، فأنتَ الخاسر.

 

إنَّ أقوى الأعداء هُوَ الذي لَيْسَ لَدَيه ما يَخْسَرُه. وأذْكَى الأعداء هُوَ الذي يُقاتِلُك بِنَفْس سِلاحك. وعُموماً، إنَّ أسهلَ وَسيلةٍ لمقاومة العَدُوِّ أن تُقَاتِلَه بِنَفْسِ سِلاحه وَنَفْسِ أُسلوبه. وبذلك تَكون قَد قَتَلْتَ عُنصرَ المفاجأة، وقُمْتَ بِتَحييد عناصر قُوَّة العَدُوِّ. المعنوياتُ هِيَ التي تُقَاتِلُ، والعقلُ هُوَ الذي يُسيطِر على العَضَلات. اليابان الصغيرة كانت تحتلُّ الصين (أكبر دولة في العالَم مِنَ حَيث عدد السُّكان، وهولندا الصغيرة كانت تحتل إندونيسيا (أكبر دَولة مُسلِمة في العالَم)، والبُرتغال الصغيرة كانت تحتل البرازيل (أكبر دولة كاثوليكية في العالَم).

الْخُطوةُ الأُولَى في طَريقِ الإبداعِ أن تُؤْمِنَ أنَّكَ مُخْتَلِفٌ
أنتَ مُمَيَّزٌ. لَيْسَ بِمَعنى أنَّكَ أفضلُ مِنَ الآخرين، ولكنْ بِمَعنى أنَّ لَدَيْكَ شيئاً لا يَمْلِكُه الآخرون، وهو بَصمتك الشخصية. كُن نَفْسَكَ، ولا تُقَلِّد الآخرين. ارْفُض الذَّوَبان في الآخرين. أقصرُ طَريق للعبقرية أن تَكون نَفْسَكَ، ولا شَيْءَ آخَر. لَن يَحترمَك الناسُ إذا كُنتَ الصَّدى. كُنْ أنتَ الصَّوْتَ لِتَفْرِضَ احترامَكَ على الناسِ. حَتَّى لَوْ كُنتَ صَوتاً مَبحوحاً.

 

إنَّ الصَّوت المبحوح أفضلُ مِنَ الصَّدى النقيِّ. لا مُقَارَنة بين الأصل والنُّسخة المزوَّرة. لا تَتْرُك الآخرين يُفكِّرون نِيابةً عَنْكَ، اصْنَعْ حَيَاتَكَ بِنَفْسِكَ، وضَعْ بَصْمَتَكَ الشخصيةَ. إِنْ بَقِيتَ ساكتاً، فإِنَّ الآخرين سَيَتَحَدَّثون باسْمِكَ، ويَسرقون حَياتكَ مِنْكَ.

عَدُوِّي الموجودُ في دَاخِلي أكثرُ خُطورةً مِن عَدُوِّي الخارجيِّ
مَن الذي سَيَأكلُ الغَنَمَ: الرَّاعي أَم الذِّئبُ؟ عَدُوِّي الكامنُ في دَمي أكثرُ خُطورةً لأنَّهُ يَعيشُ في شَراييني، ويَرى أحلامي، ويُشاهِدُ ذِكرياتي، ويَطَّلِعُ عَلى مشاعري. إنَّهُ مُطَّلِعٌ على نقاط قُوَّتي ونقاط ضَعْفي. سَأُغْلِقُ بابَ بَيتي أمامَ عَدُوِّي الخارجي، أمَّا عَدُوِّي الداخلي فيعيشُ مَعي.

شَيْءٌ مُؤْسِفٌ أن تَهْزِمَ أعداءَكَ الحقيقيين وَتَنهزمَ أمامَ عَدُوٍّ وَهْمِيٍّ اخترَعَهُ خَيَالُكَ المريضُ

هُناكَ صِراعٌ بين القاتلِ والضَّحية على كتابة التاريخ. وهُنا يَتَفَوَّقُ القلمُ على السَّيف، لأنَّ السَّيف جَعَلَ الموْتَ في قلب الحياة، أمَّا القلمُ فَجَعَلَ الحياةَ في قلب الموتِ

الوَهْمُ هُوَ العَدُوُّ الأكثرُ شَراسةً، إِنَّهُ نِهايةُ الإنسانِ، وانتهاءُ الحضارةِ. نَحْنُ مَرْضَى بالوَهْمِ. حَياتُنا تَنظيرٌ وصُراخٌ وبَحْثٌ مستمر عن المجدِ الضَّائع. نَهربُ إلى أمجادِ الماضي التي صَنَعَها أجدادُنا. نَحْنُ عِظَامِيُّونَ لا عِصَامِيُّون. نَبني أمجادَنا الشَّخصيةَ الوهميةَ على عِظام آبائنا. نُحَوِّلُ هَزائمَنا في المعاركِ إلى انتصاراتٍ في الأغاني الوَطنية على شَاشةِ التلفاز. وإذا هَزَمْنا أعداءَنا على أرضِ الواقع، فإنَّنا نَجْلِدُ ذَواتنا، ونُشكِّك في قُدراتنا، ونَخترع أوهاماً تَغتالُ أحلامَنا، وتَكسر أقواسَ النَّصرِ. إنَّ حياتَنا هي الوَهْمُ الْمُعَلَّبُ في عُروقنا.

النِّظامُ السياسيُّ الفاشلُ يَتَكَوَّنُ مِن عُنْصُرَيْن: قَاتِلٌ يَرْتكِبُ الجريمةَ، وكَاتِبٌ يُبَرِّرُها أخلاقياً
الدَّمُ والحِبْرُ وَجْهان لِعُملةٍ واحدةٍ. يُوجَدان معاً، ويَغيبان معاً. أحياناً أشعرُ أنَّ هُناكَ علاقةً بَيْنَ الرصاصِ وقلمِ الرصاص، أوْ بَيْنَ قارورة السُّم وقارورة الحِبر. التاريخُ يُكْتَبُ بالدَّمِ والحِبْرِ معاً. هُناكَ صِراعٌ بين القاتلِ والضَّحية على كتابة التاريخ. وهُنا يَتَفَوَّقُ القلمُ على السَّيف، لأنَّ السَّيف جَعَلَ الموْتَ في قلب الحياة، أمَّا القلمُ فَجَعَلَ الحياةَ في قلب الموتِ. والنِّهايةُ بِدايةٌ جَديدةٌ.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.