شعار قسم مدونات

التحالف العربي لتجويع وإفقار وتقسيم اليمن!

blogs اليمن

في ظل الحرب المفروضة على اليمن، يعيش المواطن اليمني أسوأ حالته الإنسانية صعوبة، تزداد المخاوف بجتياح مجاعة جماعية بحق شعب كامل يزداد سكانه الثلاثين مليون نسمة، إنها الحالة الإنسانية الأشد قسوة في التاريخ اليمني. شاهدنا في الآونة الأخيرة انهيار كبير للعملة اليمنية مما أدى إلى إرتفاع سعر العملات الأجنبية بشكل مخيف، لاسيما أمام الدولار، إذ أصبح سعر الدولار الواحد يساوي 800 ريال يمني. 

يبدو أن الأمور تزداد سوءا يوما بعد آخر، فمنذ اندلاع الحرب في صيف 2014 حتى الآن والمواطن اليمني يعيش أسوأ حالته الصحية والنفسية، انعدام شبة تام لكل مقومات الحياة، أدى إلى خلق الكثير من الأزمات المفتعلة واللامفتعلة، نتج عنها زيادة حادة بظهور حالات إنسانية صعبة، حتى بعد تدخل قوات التحالف المدعومة سعوديا وإماراتيا لم يتغير شيء في واقع المعاناة التي يشهدها الشعب اليمني. ورغم أن التحالف السعودي الإمارتي يسيطر على معظم مناطق اليمن بما فيها المناطق الجنوبية والمناطق النفطية كاملة إلا أنه عاجز عن تجاوز الحالة المأساوية، وقد يكون متعمد تجاوز هذه الحالة، وفي المناطق التي يسيطر عليها التحالف الوضع أشد مأساة من بقية المناطة.

لقد كان أمل الشارع اليمني كبير بما سمي بالتحالف العربي منذ بدأ مشواره في تحرير اليمن من الميليشيا الحوثية وتأمين حياة المواطن حسبما كانوا يزعمون، لكننا نرى تراجعا ملحوظ في الآونة الأخيرة من حيث المبدأ الذي أتى من أجله التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، إذ بدأ طابع التحرير المزعوم يتغير تدريجيا إلى طابع آخر وهو طابع الاستبداد والاستعمار، ما كانت تلك الأعذار الواهية إلى وسيلة من أجل إحكام السيطرة على الوضع والتحول جذريا إلى هذا الوضع المزري.

صبحت أؤمن أننا لن نستطيع التخلص من استبداد الحوثي طالما ونحن نضع آمالنا كلها في دولتين تستمتع بمشاهدتنا ونحن نفرق في وحل الفقر والمجاعة المخيفة دونما أن تحرك ساكن

في بداية الأمر كان هناك رغبة حقيقية في إنقاذ هذا البلد من قبل السعودية، لكن على ما يبدوا أن تدخل الإمارات في التحكم في سير المعارك والتدخل إلى أعماق الشؤون الداخلية من حيث تنصيب أشخاص ذا ميول كبير تجاهها لعب دورا مهما في تغير نظرة السعودية، أدى ذلك إلى تحول رغبة السعودية إلى نفس المسار الذي تسعى من أجله الإمارات، خاصة وأن كل هذه التغيرات أتت بالتزامن مع إحكام السيطرة الكاملة من قبل محمد بن سلمان على زمام الحكم في السعودية، ويعرف أن بن سلمان يحمل نفس المبدأ العدائي الذي تحمله الإمارات للجمهوريات وثورات الربيع العربي.

أضطر الرئيس هادي إلى الخوض في هذه الحرب وطلب تدخل السعودية لأنه لم يكن يملك خيارا آخر غير هذا الخيار، ويبدو أن الرئيس هادي وقع في نفس الخطأ الذي وقع فيه مسبقا حينما تواطئ مع جماعة الحوثي وكان الناتج سقوط مؤسسات الدولة بيد جماعة الحوثي، و ها نحن نرى الطريقة نفسها تعاد فقط تغير في لاعبي الأدوار ما عدا هادي، فهل أصبح هادي خارج اللعبة؟ أم أن نهايته أصبحت حتمية.

أصبحت الجنوب تحت سيطرة السعودية والإمارات والشمال تحت سيطرة جماعة الحوثي، وهادي أصبح ملقى بعيدا عن اللعبة، هو مجرد صورة لا أكثر. إن العبث الذي يمارس حاليا تتحمل مسؤليته الإمارات والسعودية في المقام الأول، لم نكن نتوقع أننا سنصل إلى هذا الوضع المأساوي، طالما وأن السعودية والإمارات تتعمد عدم إيجاد حل سريع لانهيار العملة المفاجئ خاصة وهي المعنية بهذا التدهور فهي تتعمد أيضا عدم الحسم في المعارك أو الخروج من هذه الحرب. أصبحت أؤمن أننا لن نستطيع التخلص من استبداد الحوثي طالما ونحن نضع آمالنا كلها في دولتين تستمتع بمشاهدتنا ونحن نفرق في وحل الفقر والمجاعة المخيفة دونما أن تحرك ساكن.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.