شعار قسم مدونات

صوت الموساد في بيتنا

blogs أفيخاي أدرعي

إن صراعنا مع الصهيونية صراع وجود وبقاء، لأن الصهيونية تقوم على فكرة تدمير الآخر أياً كان هذا الآخر، مسلم، مسيحي، لا ديني أو أي أحد لأن اليهود هم شعب الله المختار -على حد زعمهم- وقد خلق الله كل الكائنات لخدمتهم، وليس بيهودي من لم يؤمن بالصهيونية هذا من وجهة نظر من أسسوا الدولة العبرية. فالصراع الإسلامي مع الصهيونية ليس أمراً مستغرباً لأنه صراع حق مع باطل، حق يريد أن يرفع الظلم عن المظلومين وينشر العدل بين العالمين وباطل يأبى إلا أن يسفك الدماء ويشعل الحروب ويسعى في الأرض الفساد.

نبتت الفكرة الصهيونية في عقل وقلب الصحفي اليهودي النمساوي المجري ثيوديور هرتزل والذي كان قانونياً اشتغل بالصحافة واشتهر من خلالها وكان كتابه (الدولة اليهودية) هو بمثابة المخاض للفكرة الصهيونية حيث كان يعتبر أن انتقال اليهود من دولة إلى دولة ليس حل مشكلتهم بل هذا يفاقم المشكلة وكان يطالب بقطعة أرض لتكون دولة لهم وكان ذلك في سنة 1896 وفي سبيل ذلك عمل بنشاط وكد لأجل إنشاء دولة لليهود، أقيمت الدولة وأصبح حلم هرتزل واقعاً معاشاً ونقلت رفاته من النمسا حيث دفن بعد وفاته، ليتم وضعها في جبل موجود غرب مدينة القدس أطلق الصهاينة عليه اسم جبل هرتزل وأصبح هذا الجبل مقبرة لقادة الصهاينة.

تابعت كثيراً من التعليقات على منشورات أفخاي ومن معه، وجدتها مملوءة بالضعف وسطحية المعلومات ولم أتعجب لوجود المؤيدين له لأنها ببساطة لعبة مخابرات

قامت الدولة العبرية على العمل السري وهنا برز دور الجهاز الاستخباراتي ولطبيعة الفكرة الصهيونية فقد كان للصهاينة جهاز استخباراتي قبل نشأة الدولة وكان يسمى الموساد وهذه الكلمة هي اختصار لعبارة (موساد لعالياه بت) وهي تعني منظمة الهجرة غير الشرعية وأنشئت سنة 1937 بهدف القيام بعمليات تهجير اليهود والتأسيس الرسمي لجهاز الموساد كان في العام 1953، من هنا نلحظ اهتمام الصهاينة المبكر بالعمل المخابراتي وقسموا العمل بين مخابرات الداخل (شباك أو شين بيت) ومخابرات الخارج (الموساد) وأنشئوا الوحدات المتخصصة وكان من بين هذه الوحدات الوحدة 8200 للاستخبارات والتقصي الإلكتروني وهي التي خدم فيها أفخاي محور حديثنا.

أفخاي أدرعي من مواليد حيفا في العام 1982 وفيها تلقى تعليمه وتخصص في اللغة العربية والكمبيوتر ومن المثير للاهتمام أن جده وجدته من ناحية أمه من أصول عراقية، وجدته لوالده تركية، انضم أفخاي للخدمة في الجيش الصهيوني في العام 2001 وفي العام 2005 ترأس قسم الإعلام العربي، وأصبح المتحدث بلسان الجيش الصهيوني للإعلام العربي، وهو ثاني من تقلد هذا المنصب في الكيان الغاصب، بعد إقامة هذه الشعبة عام 2000.

أدركت إسرائيل أهمية وسائل التواصل الاجتماعي وخطورتها فكونت خلية عمل لأجلها وبرزت حسابات أفخاي في تويتر وفيسبوك كأكثر الحسابات الصهيونية الناطقة بالعربية متابعة وتفنن مديرو حسابات أفخاي في لعبة الحرب النفسية وأستطاع أفخاي أن يصبح صوت الدولة العبرية الناطق بالعربية وتفوق في ذلك على أوفير جندلمان المتحدث باسم رئاسة الوزراء والذي كانت مهمته التحدث إلى وسائل الإعلام العربية.

تفوق أفخاي على أوفير لملامحه القريبة من العرب وتحدثه العربية بطلاقة نسبية بالمقارنة بأوفير وأساليب التودد والاستفزاز التي يستخدمها والتي تحدث بشكل احترافي ممن يقوم باستخدام أفخاي في الحرب النفسية. دخل أفخاي كثيراً من بيوتنا العربية والإسلامية، أصبح يبث سمومه، تارة يتحدث عن مناسبات إسلامية مظهراً مشاعر الاحترام تجاهها وتارة أخرى يتناول القضايا التي تدور حول الصراع الإسلامي الصهيوني محاولاً ترسيخ مفاهيم مغلوطة لدى المتلقي والمتابع.

تابعت كثيراً من التعليقات على منشورات أفخاي ومن معه، وجدتها مملوءة بالضعف وسطحية المعلومات ولم أتعجب لوجود المؤيدين له لأنها ببساطة لعبة مخابرات فأفخاي صهيوني وقد يكون المعلق صهيونياً في محاولة لتثبيت الخطأ داخل عقل المتابع العربي وإلقاء الشبهات حول كثير من المسلمات المتعلقة بصرعنا معهم.

 

إن أخوف ما أخاف هو التأثير الذي من الممكن أن يحدثه أفخاي على عقول الصغار حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام فطبيعة وسائل التواصل الاجتماعي التي تتيح لطفل صغير متابعة حسابات هذا العدو الماكر بدون رقابة وبالتالي تعرض الطفل لحرب نفسية بشعة تصنع منه مسخاً إما مؤيد وتابع ذليل للعدو وإما أبله غير مبالي بقضاياه المصيرية لأنه فقد الإيمان بعدالة موقفه.

أفخاي أصبح واقع مؤلم في حياتنا ولا يكون الحل بتجاهله بل بإنشاء الصفحات التي يقوم عليها المتخصصون للرد على أباطيله، أيها المقاومون في كل مكان هذا باب للمقاومة ينبغي ألا تغفلوه
أفخاي أصبح واقع مؤلم في حياتنا ولا يكون الحل بتجاهله بل بإنشاء الصفحات التي يقوم عليها المتخصصون للرد على أباطيله، أيها المقاومون في كل مكان هذا باب للمقاومة ينبغي ألا تغفلوه
 

لذا أقترح على كل المهتمين والمتابعين وأصحاب الهمم، أن تشكل مجموعات عمل يوجد على رأسها مختصون، تقوم هذه المجموعات بمتابعة المحتوى الصهيوني الذي يبث باللغة العربية وتفنيد أباطيل الصهاينة في صورة ( كوميكس ) ورسائل موجزة ودقيقة لا تتعدى بضعة أسطر، عمل أفلام وثائقية وترويج الأفلام الوثائقية التي أعدت في فترات سابقة لشرح الأبعاد المختلفة لصرعنا مع الصهيونية، تخصيص برامج تتناول الداخل الصهيوني، إنشاء وسائل تواصل موجهه للجمهور الصهيوني لتوضح الحقائق وتزيل الآثار السيئة للوهم الصهيوني الذي عشعش في أدمغتهم.

 

لنتناول التاريخ الدموي للصهيونية، لنبين كيف حمى حكام المسلمين اليهود من التعذيب والتهجير، ليعلم كل يهودي كيف ستغدر به الصهيونية إن لم يعتنق آرائها ويسير في فلكها، كيف تحول هؤلاء اللصوص إلى قادة وكيف أصبح حارس ملهى ليلي وزيراً للدفاع، لنتحدث عن المجازر التي ارتكبت ولا زالت ترتكب من قبل الحركة الصهيونية ضد اليهود المخالفين لفكرة الصهيونية، لنتناول المجتمع المهترئ من الداخل والمقسم بين المتدينين والعلمانيين، لنعرف بالدولة العبرية التي تتكون من خليط غير متجانس وغير قابل للاندماج والانصهار، لنتحدث عن المافيا داخل هذا الكيان، لنناقش كيف تعامل من عاشوا مشردين في البلاد لسنوات مع اللاجئين وفي ظل كل هذه القضايا لا نغفل نشر الحقائق حول أحقيتنا في الأرض المقدسة والرابط التاريخي.

من المهم جداً لنا كعرب ومسلمين أن نخرص أفخاي ومجموعته بالحجة والبرهان وما أسهل ذلك فقط ليوقف بعض المتخصصين جزءاً من وقتهم لأجل دحض حجج أفخاي وما أيسر ذلك على من يسر الله له السبيل. أفخاي أصبح واقع مؤلم في حياتنا ولا يكون الحل بتجاهله بل بإنشاء الصفحات التي يقوم عليها المتخصصون للرد على أباطيله، أيها المقاومون في كل مكان هذا باب للمقاومة ينبغي ألا تغفلوه.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.