شعار قسم مدونات

في ذكرى استشهاد الياسين

مدونات - أحمد ياسين

بعد 14 سنة منذ استشهاده.. ماذا تعرف عن شيخ المجاهدين؟
22 03 2018 مرت علينا 14 سنة عن استشهاد الشيخ الداعية المجاهد مؤسس حركة المقاومة في فلسطين ومرشد الإخوان المسلمين في فلسطين، هو ذاك الشيخ المقعد الذي كانت تخافه إسرائيل، مقعد أخرج للأمة رجال بالملايين رجال هدفهم التحرير غايتهم الله وقدوتهم رسوله، رجال دستورهم القرآن وطريقهم الجهاد وأسمى أمانيهم الموت في سبيل الله. هذا الشيخ المقعد الذي زلزل الساحة النضالية والدعوية والخيرية في فلسطين خاصة وفي العالم عامة فللشيخ أحمد موقع روحي وسياسي في أوساط المقاومة.

 

بداية الطريق

ولد الشيخ أحمد ياسين عام 1936 بقرية عسقلان وشهد ذلك العام أول انتفاضة ضد النفود اليهودي داخل الأراضي الفلسطينية، توفي والده وهو في الرابعة من عمره. في الثانية عشر من عمره أي بحلول عام 1948 أتى اليهود من كل فج عميق ليؤسسوا دولتهم فسمي هذا العام بعام النكبة بعد الهزيمة النكراء للعرب واحتلال أرض فلسطين، فهاجر مع عائلته إلى غزة.

في سن السادسة عشر تعرض للشلل النصفي بعد إصابته بكسر في عنقه إثر شجار مع أحد أصدقائه، بعد إصابته بالشلل قرر الشيخ أن يمضي حياته في اكتساب العلوم الشرعية فأبحر فيها وأصبح مدرس للغة العربية والعلوم الإسلامية، وبعدها إماما وخطيبا بمساجد غزة فكان أشد الخطباء فصاحة وتأثيرا على الشباب فقذف الرعب في قلوب بني صهيون.

  

الداعية المناضل والمجاهد
ربى الشيخ أبناءه وتلاميذه على أمرين لا ثالث لهما إمّا النصر وإمّا الشهادة وهي العبارة التي يختتم بها أبو عبيدة بيانات وتقارير الكتائب الجهادية وإنه لجهاد نصر أو استشهاد

نعم رغم شلله إلّا أنه نزل الميادين واجتاحها وهو في سن العشرين من عمره فقلبه يشتعل حرقتا على أرض فلسطين. في عام 1956 بدء الشيخ نضاله السياسي بعد خروجه في مظاهرات اندلعت احتجاجا على العدوان الثلاثي على مصر، فأظهر براعته في الخطابة والتنظيم قبل ذلك. وفي عام 1954 تعرض للاعتقال والتحقيق فقد ذاع صيته بين الدعاة فاعتقل خوفا من أن يكون من الإخوان المسلمين.
 
في عام 1967 وبعد الهزيمة المخجلة للجيوش العربية أمام الكيان الصهيوني ألهب الشيخ قلوب المصلين من فوق المسجد العباسي بخطبه الجهادية والحماسية محرضا على مواجهة الكيان وفي نفس الوقت كان يجمع التبرعات والإعانات لعائلات الأسرى والمعتقلين نعم الشيخ أحمد ياسين كان يخطب في المساجد ويطبق على أرض الواقع وبهذا كون شباب ثائر فكرا وعملا.
 
في عام 1983 اعتقل متهما بحيازة السلاح وتكوين تنظيم مسلح وحكم عليه بثلاثة عشرة سنة سجنا، وأفرج عنه عام 85 في صفقة مبادلة بين فتح والكيان، وفي عام 1987 قرر الشيخ مع مجموعة من طلبته وتلاميذه وشباب المساجد تأسيس حركة المقاومة الإسلامية حماس تحضيرا للتحرير الأرض، نعم بدأ الشيخ يحضر للنصر الموعود وكان يقول هذا جيل التأسيس وسوف يولد من أصلابهم رجال التحرير.

 
تأسست حركة المقاومة الإسلامية حماس عام 1987 وكان لها الدور البارز في انتفاضة المساجد عام 1989، فقد خاطب الشيخ الشباب قائلا يا شباب أنتم قوة الأمة وأساس نهضتها، كان الشيخ يخاطب ابنه قائلا يا بني 50 سنة وأنا أطلب الشهادة فلا تضيعها علي، همة قوية يحملها الشيخ في قلبه فقد ربى الشيخ أبناءه وتلاميذه على أمرين لا ثالث لهما إمّا النصر وإمّا الشهادة وهي العبارة التي يختتم بها أبو عبيدة بيانات وتقارير الكتائب الجهادية وإنه لجهاد نصر أو استشهاد. هم سبعة من الأفراد بدأت بهم حركة حماس ليذيع صوتها في فلسطين.

 

الشيخ أحمد ياسين (رويترز)
الشيخ أحمد ياسين (رويترز)
 
زرع رجال التحرير
مرت 14 سنة على استشهاد الشيخ و30 سنة على انطلاقة الحركة.. فماذا حقق أبناء الياسين في هذه الفترة؟ حركة انطلقت بالحجارة والسكاكين فأصبحت تصنع m 75، أصبحت كتائب المقاومة تصنع الصواريخ بأيديها، حركة استقطبت نخبة المهندسين الفلسطينيين من طلبة الجامعات فكان أبرزهم يحي عياش عماد عقل.. إلخ.

 

وفاته

توفي الشيخ أحمد ياسين إثر عملية اغتيال عام 2004 بعد قصفه بـ 6 صواريخ من طائرة آباتشي صهيونية، ولكنه ترك موروثا ثقافيا وفكريا وجهاديا عظيما كون رجال وشباب أشداء على الكفار والأعداء. حركة حماس التي انطلقت ب 7 أفراد أصبحت المنظمة الأكثر استقطابا للشباب وقاسمت فتح في السلطة. رحل الياسين من هذا العالم الأليم إلّا أنه لا يزال حي قلوب الملايين ولا يزال زرعه ينبت في أرض فلسطين. اللهم نصرك! اللهم نصرك! اللهم نصرك!

 

ما علمني الياسين

علمني الياسين أن الإرادة تصنع المستحيل، وأن الجسم والبنية القوية هي مجرد كتلة من اللحم لا فائدة منها فالإنسان لديه عقل يفكر به ويعبر عن رأيه، علمني الياسين وأنّ كل من يسعى ويعمل مرضاة لله عز وجل يحقق ويصل إلى مبتغاه. الياسين أوقف عقله خدمة للدين والأرض فأوقف الله له رجالا لخدمته وخدمة أفكاره والسعي لتحرير الأرض. رغم كون الشيخ مقعدا إلّا أنه لم يبق في الفراش، فقد وصل إلى قلوب الملايين من شرق الأرض إلى غربها فأنشدت له فرقة الأقصى الجزائرية "يا شيخ تعاهدك حماس". رغم كونه مقعد إلّا أنه لم يترك مسجد في غزة إلّا وزاره، ورغم قعوده إلا أنه أرعب الكيان والأمريكان والعملاء والمتصهينين.. فوداعا يا شيخ المجاهدين إلى جنة الخلد إلى الفردوس رفقة الشهداء والنبيين نم قرير العين فقد تركت رجال مرابطين.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.