شعار قسم مدونات

إسرائيل.. بين تهديد إيران ودعم أمريكا

blogs نتنياهو وترمب

إسرائيل تلك الدولة التي أقيمت عنوة على أرض مغتصبة لم تكن ولن تكون دولة بالمفهوم المنطقي للدولة العصرية، قامت بوعد مكذوب على أرض لا تمتلكها، على أرض مقدسة فدنستها وأرادت تدنيس بقية ما تبقى منها لا سيما القدس الشريف الذي ذكره المولى عز وجل في كتابه العزيز في سورة الإسراء وجعل ما حوله مباركا إلى يوم الدين، فهل يجوز لأبناء القردة والخنازير أن تطأه أقدامهم النجسة أو أن يعيث المستوطنون القذرون بمرافقه فسادا كما يفعلون الآن.

ونظرا للعجز الواضح الذي ظهر عليه مليار مسلم في أن يتخذوا قرارا جريئا يحمون بيت المقدس من نجاسة اليهود، فإن الله عز وجل قادر لا محالة على حماية بيته، فهذا بيته الذي سيحميه كما حمى بيته الحرام في مكة المكرمة من أبرهة الحبشي الذي أنزل عليه طيرا أبابيل فولى هاربا هو وجيشه لما رأى حصيات صغيرة تسقط من الطير، إذا لمست أحدهم ذاب جسده واهترأ من شدة هول ما يرى إنها القوة الإلهية التي لا تهمل من كان يظن نفسه قادرا على تدنيس القدس الشريف.

والناظر في أحوال إسرائيل الآن يرى حتما أن عرشها بدأ يهتز ويهترئ كما اهتز عرش بلقيس قبل قرون من الزمن، فبعد التعنت والإصرار على الاستيطان وحرمان الفلسطينيين من حقوقهم والاطمئنان إلى الفيتو الأمريكي ضد من يحاول أن يقف في وجه إسرائيل حتى وإن كان الأمر يتعلق بحقوق طالما داست عليها تلك الدولة المغتصبة، نجد اليهود اليوم خائفين من المستقبل أكثر من أي وقت مضى ويحاولون أن يلمعوا صورتهم التي فضحت أمام الملأ وأنهم ليسوا دعاة سلام بل في كل مرة يراوغون ويمثّلون ويبتزّون العالم ويجعلونه قراطيس في أيديهم وأيدي من معهم من الأمريكيين الذين يؤيدونهم في كل مرة.

إسرائيل في هذا الوقت تجني الويلات وخيبة الأمل مما تقوم به روسيا اليوم من الوقوف مع سوريا، متحدية الدولة الصهيونية من خلال علاقتها الجيدة مع إيران

ولعل مسيرات العودة الفلسطينية شاهدة على التحول الذي طرأ في التركيبة الفلسطينية، إنها مسيرات تتحدى الصلف الصهيوني وتعلن كل مرة أنها قادرة على إذلال الصهاينة رغم استشهاد كثير من الفلسطينيين العزل الذين ينادون بحق العودة وطرد المحتل إلى الأبد، كما أن التهديد الإيراني اشتعل في الفترة الأخيرة بعد الاستفزازات التي تقوم بها قوات الاحتلال في سوريا وضرب القواعد الإيرانية ويبدو أن المعركة إذا قامت بين إسرائيل وإيران لن يوقفها شيء، لأن الإيرانيين يستشيطون غضبا على الصهاينة ومن ورائهم مليار مسلم ينتظرون ربما هذه اللحظة للانقضاض على دولة الاحتلال وإزالتها من الخارطة الجغرافية، وإرجاع الأراضي إلى أصحابها، ولتبقى القدس الشريف في أيدي المسلمين إلى الأبد معززة مكرمة لا تدنسها أيادي أبناء القردة والخنازير.

ورغم كل المحاولات التي قامت بها إسرائيل في الفترة الماضية إبان انتخاب دونالد ترمب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية من زيارات مكوكية إلى أمريكا وإقناعها بالفرصة التاريخية التي ربما يقدم عليها ترمب وهي نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وربما تتبعها دول أخرى في تحدٍّ واضح وفاضح لكل القيم والمواثيق الدولية فإن هذه الدولة المارقة التي تتحدى اليوم العالم وتفعل ما تشاء دون محاسبة دولية لن تستطيع أن تواصل المشوار، وستجد معارضة شديدة من دول كبرى لما نقوم به من أعمال لا سيما سياسة القتل والاغتيال والنهب والسلب والاغتصاب على مدى سبعين عاما، ولعل احتفالها الأخير بقيامها قد يعجّل بزوالها فما بني على باطل ينهار وإن طال أمده.

فإسرائيل في هذا الوقت تجني الويلات وخيبة الأمل مما تقوم به روسيا اليوم من الوقوف مع سوريا ومتحدية الدولة الصهيونية من خلال علاقتها الجيدة مع إيران، فقد وصلت في تعنتها وجبروتها وجرائمها إلى الحد الذي ستشهد فيه نكسة عظيمة في تاريخها بل وسترى بأمّ عينيها فناءها ومحوها من الخارطة لأن اليهود لا وطن لهم ولا مأوى يجمعهم فهم مشرّدون أرادوا أن ينتقموا رغم أن المسلمين في تاريخهم لم يضطهدوهم ووفروا لهم كل ما يحتاجون وعاشوا بأمن وسلام. 

نقول لإسرائيل سيأتي اليوم الذي سنذوق فيه طعم الانتصار وتحرير القدس الشريف من بطشها وعدوانها وسيزال اسم إسرائيل من الخارطة الجغرافية وستتحقق نبوءة أحمدي نجاد ونصر الله وغيرهما من المسلمين الأحرار عندما ذكر أكثر من مرة أن إسرائيل تسير نحو الفناء وأنها مجرد فقاعة لا تلبث أن تتفتت وترجع الأرض إلى أصحابها الحقيقيين بإذن الله.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.