شعار قسم مدونات

من دخل دار "نتانياهو" فهو آمن!

BLOGS نتنياهو
تعج الساحة السياسة العربية هذه الأيام بكهنة المال، وزنديق القوة الوهمية، والحروب القومية التي عادت بنكهة صليبية مجففة تحميها العرب من قيام صلاح الدين من قبره، أو عودة نخوة العرب بميلاد قائد جديد يحمل على عاتقه إعادة الدولة الإسلامية، التي فقدناها مند زوال عرش العثمانيين وخروجهم من الأراضي الإسلامية،  قبل الإسلام كانت روما سيدة العالم حتى ثم طردها من الشرق الأوسط، وبعد سقوط المسلمين أخذت الاتحاد السوفيتي ذهنية روما في السيطرة على العالم، إلا أن استعملت أمريكا نفس الأسلوب وسيطرت على العالم،  لكن الملاحظ في القرن الأخير أن كل من كان يرغب في القوة والسيطرة على العالم يضم العرب إلى جانبه، فهل هم بحاجة إلى الأراضي العربية والخيرات الموجودة فيها، أم لمالهم واختلافهم العقائدي الذي لا يبشر بيوم يجتمعون فيه على كلمة واحدة.

في مايو 2018، ما زالت روسيا تدافع عن سوريا، وإيران تتعاون مع الروس في حماية الأراضي البشارية، وأمريكا تريد نهاية لهذه الحرب، والاتحاد الأوروبي يرغب في تكرار سيناريو ليبيا لتقاسم الغنيمة، وإسرائيل ترغب في وضع نهاية للتوتر على حدودها، الكل معروف عليه دوليا ما حاجته إلى الحرب أو وقفها، إلا الدول العربية رغم أن سوريا دمرت، واليمن لم يبقى لها وجود، وليبيا تحاول استرجاع بريقها، مازالوا يريدون نهاية بشار الأسد بدون فائدة مذكورة أو إشارة إعلامية معروفة.

 

إسرائيل تريد الحروب في أرجاء العالم عامة، وفي الشرق الأوسط خاصة، لكنها تحرص أشد الحرص على ألا تكون هناك تغييرات إقليمية في المنطقة

حينما اشتد الصراع حول قيادات العالم دخلت إسرائيل بمجملها لتغير موازين العالم، وتحريك المعطيات إلى خطة جديدة بديلة بمعيار جهنمي، لمحاولة القضاء كل من يساعد بشار الأسد في البقاء، فما كان على نتانياهو إلا إقناع أمريكا بتخلي عن اتفاقية النووي، وضغط على العرب بوقف الهيمنة الوهابية على أرض المملكة السعودية، لنشوب حرب جد منتظرة لتدمير إيران كليا وإدخالها في حرب دائمة، طالما أن فرنسا أخذت مهمة احتضان البديل لنظام الإيراني، لهذا بدأت المخاوف تحيط بسلاطين العرب ورؤسائها ليس خوفا على الأرض أو العرض والشرف، وإنما خوف على الكرسي والقوة والمال، فبدأ جميعهم يميل إلى الميول اليهودي، وبدأت شعارات الاعتراف بالكيان الصهيوني، وتحميل المقاومة الفلسطينية أنها السبب الحقيقي والوحيد في إثارة المشاكل بينها وبين الإسرائيليون الذي يرغبون العيش في سلام، لهذا بعد الإشارة الحربية الإعلامية الواضحة من الحكومة الإسرائيلية ضد إيران، عجلت في هرولة العرب إلى إسرائيل، وكأن هناك منادي ينادي أيها العرب من يدخل من دخل دار نتانياهو فهو آمن.

لهذا الجانب القوي من العالم هو تحت تصرف دولة إسرائيل بمساندة أمريكا، والجانب الضعيف الغير القادر على معارك العالم هو بجانب المسلمين، يحاولون أن يصنعوا لأنفسهم حليف أجنبي كبير بانضمامهم إلى روسيا، إلا أن حكومة بوتين تصنع من العرب زبائن لأسلحتها القديمة من أجل بيعها، لهذا كل مرة يهربون إلى أمريكا لطلب الأمن والأمان، ويدفعون أموال طائلة من أجل بقاء أنظمتهم.

 

بين تاريخ الأمس وتاريخ اليوم عجلة حكام العرب ليست مثل خلفاء العباسيين أو سلاطين الدولة العثمانية، على الأقل كانوا لا يتركون حاكم صليبي أو يهودي أو مغول يقترب من الإسلام إلا وسيوفهم على رقاب الكفار، أم حكام اليوم فقد بدأوا يحضرون أنفسهم لمساندة إسرائيل وإعطائها الحق الشرعي في الدفاع عن نفسها بقتل المسلمين، لهذا إذا نجحت قوى العالم في القضاء على إيران جميع العرب سيدخلون دار الإسرائيلي الذي عدل موازين العالم "نتانياهو"، السياسة الحقيقية هي التي تبنى على عطاء كبير علمي غير تقليدي، وتكون خدمة للمجتمع أجمعين وليس فردية تخدم محيط السلطان وعائلته، ويكون الحاكم يحمل صفات الأمين بدل الأمير، حينها يستطيع أن يقدم جراءة كبيرة يحمي بها شعبه من الحروب، وتجعله ينضم إلى قافلة دول العالم المتطورة.

تفعيل البروتوكول الثاني لحكماء صهيون

حينما قرر اليهود أن يلعبوا على أرض شفافة بدون أسرار أو غموض أو حرب استخباراتية كبيرة، كان العرب يبحثون عن فيديو لفضيحة هيفاء وهبي، ومن كشف بروتوكولات حكماء صهيون للعالم يعرف جيدا أن القوة الصهيونية فرضت نفسها على العرب والغرب وأمريكا وروسيا، لهذا ليس هناك حاجة إلى السرية طالما البروتوكول الثاني يؤكد أن إسرائيل تملك وكلاء دوليين ذوي ملايين العيون يملكون وسائل غير محدودة على الإطلاق، ومن يطلع على البروتوكول الثاني سيستنتج الأمور التالية:

إسرائيل تريد الحروب في أرجاء العالم عامة، وفي الشرق الأوسط خاصة، لكنها تحرص أشد الحرص على ألا تكون هناك تغييرات إقليمية في المنطقة، على سبيل المثال لو تحدث الحرب بين إيران وإسرائيل، فإن السيناريو المحتوم بعد سقوط النظام الإيراني ستكون إسرائيل حليفة استراتيجية للبديل.

إسرائيل لا تعطي قيمة لغير اليهود، فهي تنتج سنويا حكماء لها عبر العالم، تعلمهم فنون الحكم والخطط السياسية الصهيونية عبر التاريخ، لتنفيذ مشروع بروتوكولات حكماء صهيون عبر الدهر كله، إلا أن اليهود استطاعوا بقدرة كبيرة، وطاقة واسعة أن يتخلصوا من معارضيهم عبر العالم، لهذا أي حليف استراتيجي عربي مسلم لدولة إسرائيل يعتبره البروتوكول الثاني مجرد عبد له ميول العبيد.

العرب يحضرون أنفسهم جيدا، من أجل الإعلان عن عودة الحرب الطائفية، بين الشيعة والسنة كون أنهم يملكون علاقات سيئة معهم طوال ال15 قرن الماضية
العرب يحضرون أنفسهم جيدا، من أجل الإعلان عن عودة الحرب الطائفية، بين الشيعة والسنة كون أنهم يملكون علاقات سيئة معهم طوال ال15 قرن الماضية
 

إسرائيل تعلم جيدا كيف تلعب بالخطط المدروسة من ناحيتها والتي احتضنتها بعض الدول العربية والأسيوية والاوربية، فقد نجحت قلة من اليهود في بسط فلسفة ماركس على أكبر دولة في العالم وأقوها "الاتحاد السوفيتي"، كما أن كل الأمور المنحرفة عن أخلاق الأديان المرمية في هذا العالم من صنع إسرائيلي موحد عبر أكثر من 139 دولة.

إسرائيل تعلم جيدا قوة الصحافة، لهذا صنعت رجال أعمال يهود عبر العالم من أجل امتلاك قوة الإعلام، وشراء المؤسسات الإعلامية من أجل التحكم بقوة الراي العالم الدولي والمحلي، والبروتوكول وصف أن الحكومات القائمة في العالم وخصوصا العالم العربي لا يقدرون الصحافة، ولا يعرفون التعامل معها كونها أداة تحرك الشعوب ممكن تفضحهم وتعجل في قيام الرأي العام لإنهاء حكمهم القائم، وأكيد ما زالت تقارير حرية التعبير عبر مختلف أقطار العالم العربي تفرح دولة إسرائيل وحكماها.

لهذا سيتم تفعيل البروتوكول الثاني، كون أن الحرب المقترحة على الساحة الدولية هي حرب بين اليهود والفرس من أجل الشام، وقد ثم تحضير لها كافة التعاملات من حكام جدد، وعلماء يتضامون مع الحرب الإسرائيلية، وإعلام يهاجم إيران وما فيها، وتقارير على شاكلة خط أحمر تخبر العالم كيف هي حالة المواطن الإيراني، وهذا ما يعنيه البروتوكول التحضير النفسي لحرب إيران تكون بمساهمة الإعلام أولا لتفجير إيران إعلاميا، ثم تحضير الشعب الإيراني لترحيب بفكرة زوال النظام الإيراني الحالي، ثم الحرب والقضاء على قوة الفرس التي دائما نسمع عنها، ولم نرى منها إلا ميلشيات في العراق ولبنان وسوريا.

 

وكون أن التفعيل قد بدأت مراسمه فإن العرب يحضرون جيدا أنفسهم، من أجل الإعلان عن عودة الحرب الطائفية، بين الشيعة والسنة كون أنهم يملكون علاقات سيئة معهم طوال 15 قرن الماضية. لهذا الدولة الإسرائيلية بذهنيتها التي تقودها بأسلوب روما القديمة، تحتاج العرب معها في هذه الحرب لتفعيل زر الطائفية، ونشر الخطب المنبرية والمحاضرات الدينية والتركيز على كلمة واحدة، أيها الناس.. الشيعة أخطر من اليهود والنصارى.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.