شعار قسم مدونات

يوميات امرأة عاملة

مدونات - امرأة عاملة لابتوب كمبيوتر
رن جرس المنبه وعليها أن تستيقظ للصلاة وتستعد لبدء يوم جديد وأقصد هنا بالمستيقظة فجرا بل وقبل الفجر هي المعلمة والطبيبة والمهندسة وكل امرأة عاملة في مختلف المجالات فهذه المرأة العاملة هي شخص ذو مهام متعددة وكل مهامها تعتبر ركائز أساسية يستند عليها جميع أفراد أسرتها فهي تبدأ النهار بإعداد وجبة الإفطار لأسرتها الكريمة وتجهيز الأولاد للمدارس أوالحضانات هذا ولا تنسوا ترتيب البيت فهذه مجموعة أعمال يجب تنفيذها قبل الذهاب لمكان العمل وإذا كان الحظ مصاحبا للعاملة فوجود الكهرباء ستوفر عليها وقتا طويلا من الانتظار فتتظيف الملابس والسجاد وغيرها يحتاج لوجود الكهرباء.

المرحلة السابقة تحسبونها ساعات وهي أقل من ذلك ولكن المرأة العاملة تحاول قدر الإمكان تنفيذها بسلام .أما الآن فقد ذهبت كل واحدة إلى عملها وهو المكان الذي يتساوى فيه تقريبا الرجال والنساء فهنا فقط يطبق المجتمع وأعيانه المساواة فتعمل المرأة في مكان العمل لساعات طويلة وتضطر هنا المرأة العاملة للتعامل مع عقول مختلفة الأفكار وذات مزاج متقلب بين الشعور بالسعادة أو الشعور بالغضب تجاه بعض الأحداث وفي العمل يجب الانتباه إلى أن زميلتنا يجب أن تحاول جاهدة وقدر الإمكان نسيان فترة ما قبل بدء العمل لتنعم بفترة عملية هادئة.

 

كل التحية لكل النساء العاملات للخير وبالخير النساء اللاتي يقدمن أجمل السنوات في خدمة المجتمع دون مقابل فكل أمانيهن أن انشروا الأمن والسلام أيها الرجال

ويأتي منتصف اليوم حاملا حر الشمس أو فوضى عودة الأولاد من المدارس فتعود زميلاتنا إلى البيت تحمل في يديها المتعبتين أغراضا أتت بها وهي في طريق عودتها من عملها لأن أول سؤال سيوجه لها ماذا أحضرت لنا أو من الممكن أن تجد رضيعا بانتظارها يبكي بسبب الجوع وفي الأجواء الربيعية لهذه الكائنات البريئة ستتوجه الأم العاملة للمطبخ لإحضار وجبة الغذاء للعائلة الكريمة وهنا لا تسألني هل استطاعت الأم العاملة تبديل ثيابها أم لا! وبعد تناول الغذاء يخلد الجميع إلى النوم والأم العزيزة تخلد إلى لملمة البيت الذي ستداوم به الآن واعلموا أن الوضع في غزة على الأقل مختلف فالكهرباء تحدد أي أعمال المنزل يجب أن تبدأ به الأم العاملة.

 

وإذا حل الليل فستجد آثار التعب والإرهاق تسيطر على جبين هذه المرأة العاملة التي تتمنى أن يزيد اليوم من ساعاته لتنهي أعمالها ومتطلبات أسرتها في الوقت المحدد وبالمزاج المستقر نوعا ما حتى أن زميلتنا لو أرادت أن تعد لها فنجانا من القهوة فاحتمال كبير أن يستغرق شرب هذا الفنجان وقتا طويلا بسبب ما يعلمه الجميع من أشغال وأعباء.

  

هكذا تداوم الأم العاملة جزءا من يومها في عملها والجزء الآخر يكون الدوام في البيت. أن تكوني امرأة عاملة فهذا يعني أن حياتك كلها ستكون عملا إما داخل البيت أو خارجه وعليه والأكثر نجاحا هي من توفق بين الاثنين. حتى الإجازات السنوية لم تسلم من جدول أعمال مزدحم جدا فبدل أن تكون الإجازة للراحة والخروج لأحد الأماكن الترفيهية تتحول إلى يوم ورشة عمل يشمل إعداد الوجبات اللذيذة وإعادة تغيير ديكور المنزل .المرأة العاملة تمنع نفسها وعائلتها من الخروج إلا في يوم يليه إجازة وهي لا تفضل استقبال الزائرين في أيام العمل فكل عمل يرحل إلى يوم الإجازة التي قد تصبح غير مرادفة للإجازة فأي إجازة هذه التي امتلأت بمواعيد كثيرة تعيق دوام هذه المرأة العاملة في بيتها.

 

مع كل ما سبق من مشاغل تسيطر على وقت زميلتنا فإن المتنفس الأهم للمرأة العاملة هو عملها وهذا من الطرائف في حياة المرأة العاملة فزميلاتنا العاملات يمتلكن طاقات عظيمة تكفي لصناعة أجيال المستقبل فهن من يزرعن الحب ويحصدن الأمل أينما استقرت بهن الأقدار .كلمات معلمة في إحدى المدارس الثانوية مهداة إلى كل النساء العاملات وغير العاملات فلعمل المرأة مفاهيم كثيرة فهي الأم وهي المربية وهي المعلمة الأولى وهي طبيبة الأطفال وهي عماد مؤسسة البيت.

  

فكل التحية لكل النساء العاملات للخير وبالخير النساء اللاتي يقدمن أجمل السنوات في خدمة المجتمع دون مقابل فكل أمانيهن أن انشروا الأمن والسلام أيها الرجال.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.