شعار قسم مدونات

إلى عزيزتي يافا.. "صغيرتي التي لم تأتِ بعد"

blogs- حامل

تحية طيبة وبعد، عزيزتي أحبك وأتوق لرؤياك، راجية من الله أن تكوني ضمن أحلامي التي أدعوا الله أن يرزقني إياها، ربما ما زلت بمراحل العشرين من عمري، لكني ككل فتاة تحلم يوما بأن تكون أما لفتاة رائعة ولن أخجل بأن أكتب لكي تلك الرسالة علكي تكوني حلما سيتحقق يوما، فتأتي للعالم فقط من أجل قراءتك لكلماتي، وأن تستشعري كم الحب الذي أكنه لكي، حتى قبل أن أعلم إذا كنتي حلما سيتحقق، أم حلما بعيد المنال، طالما سعيت كثيرا واجتهدت كي أصبح لكي تلك الأم المثالية التي تفخري يوما بأنها أمك، أقضى أوقاتي بحثا عن ما يجعلك تهنأي يوما بالحياة التي تريدها، أن تحصلي على ما تريدين، وتجدي الطرق اليسيرة النيرة التي تمكنكي من الولوج لأحلامك.

  
أبحث طيلة الليالي عن ما يجعلني نجمة لامعة فقط بنظرك أنتِ وسماؤك أنتِ، أطمح في مخيلتي أن أكون تلك الأم المثالية التي تحلم بها كل فتاة، تلك الأم الصديقة القريبة في كل حين، أوقات مسراتك أكون الشخص الأول الذي تسرعين اليه لينبض قلبي معك بالسعادة والفخر، فالوقت ذاته أكون القلب ذاته الذي بإمكانك ان تحدثية عن كل ثغرات حياتك ان أكون لكي الحصن الدفين الذي يمكنكي من خلاله الاختباء عن العالم بداخله، ان أكون تلك الأم الواعية بصورة كافية تمكنني من حل أصغر وأبسط عقاباتك بالحياة، الأم التي تواكب تفكيرك وتتعايش مع مراحل عمرك المختلفة، الأم التي تتقاسم معكي الحلوى وتشاركك كارتونك المفضل.
   
تحكي لكي الحكايا المسلية، وتجول معكي بعالم الأميرات، أن أكون تلك الأم التي تقتني قطع من القماش المستهلك لتشاركها معك لصنع فساتين مبهرة للعروسة المفضلة خاصتك، أكون بمثابة صديقة أبدية تحتفظي معها بجل أسرارك دون خوف أو قلق، أن نتشارك معا حكايانا وأن نتلوا سويا آيات القرآن ونتعلم كيف نصعد خطوة بعد خطوة إلى طريق الجنان، أن نواكب معا صيحات الموضة ونختار ما يلائمنا ونسعد به في إطار ديني مبهج، أن نقرء سويا في جل المجالات ليستنير عقلنا وتتسع آفاقنا ونجول في أبحر رائعة ونكتشف كل ما هو مختلف وجديد، سنقرء عن العلوم والفنون عن الموضة والأزياء، عن الدين والحب.

 

عزيزتي لا تهملي مراحلك الدراسية مهما كانت فكل معلومة ستحصلين عليها ستكون بمثابة كنزا يساعدك وييسر لكي طريقك بتلك الحياة، كل لكمة تتلقيها ستنير جزءا بعقلك وتوسع من آفاقك ووعيك

سيكون هدفنا الأسمى هو أن نصبح خير خليفة لله في أرضه، أن نكون قدوة صالحة للفتاة المسلمة المثقفة والمتفتحة، سنجعل حياتنا كبستان ونقطف سويا وردة كل يوم لنستنشق عبيرها ونبهج بها غيرنا، لا أعلم إن كنتي تفضلين أن تصبحي فنانة أم طبيبة أم أي شيء أخر تريدين، لكن على أية حال سأكون دوما فخورة بما تختارين ومهما كان اختيارك لإيلاء مني سأحترمه لأنه أصبح هدف لكى وجزء منك، بل سأدعمك دوما على تحقيقه والوصول اليه حتى تتأكدي من أن كلمة مستحيل لا يمكن أن تكون ضمن قاموسك، بل أن النجاح والصبر العزيمة والإصرار هم عنوانك الأسمى مهما حدث، عزيزتي يافا لطالما رجوت الله عندما يمنحني إياك أن تكوني تلك الفتاة التي يفتخر بها كل قريب وبعيد أن تكوني تلك الفتاة التي من أجلها يدعوا الناس لنا بالبركة والصلاح، فقط من أجل عظمة وروعة ما وجدوه منك، عزيزتي تجنبي الفتن وان كانت صغيرة، ضعي مبادئ صحيحة تسيري عليها طوال حياتك ولا تتركي أحدا أيا كان من أن يجعلك تحيدي عنها ولو شبرا واحدا، فبصلاحها تكوني أنت وباعوجاجها يكون الضرر لكي، دوني أحلامك وأمانيك وتخيليها في مصورتك على أروع ما يكون وامزجيها بالثقة بالله والسعي والصبر.
 
وستدهشي من روعة تحقيقها ومنالك لها، إياك ان تيأسي يوما أو تتخذي طريق التشاؤم، بل اسلكي دوما منابع الخير والتفاؤل والبهجة كوني عبيرا ينثر عطره بكل مكان تحلين فيه، ازرعي البسمة على وجوه العابرين وبالكلمة الطيبة أحيي قلوبا زابلة، لا تكني لأحد مشاعر كره او بغيضة بل اجعلى الحب هو سمتك الأولى في كل خطوة تخطيها، عزيزتي لا تهبي قلبك الرقيق لمن لا يستحقه بل اجعليه جوهرة مصونة حتي يأتي من يثبت لكي حقا أنه يستحقة، وأعلم كونك ستصبحي على قدر كاف من الرزانة والحكمة التي تمكنكي من اختيار الأصح ولو كان مشوشا من كثرة العلامات المضللة.
 
عزيزتي لا تهملي مراحلك الدراسية مهما كانت فكل معلومة ستحصلين عليها ستكون بمثابة كنزا يساعدك وييسر لكي طريقك بتلك الحياة، كل لكمة تتلقيها ستنير جزءا بعقلك وتوسع من آفاقك ووعيك، وإياكي ان تتركي أحدا ايا كان يقلل منك من هدفا وحلما تؤمنين به، بل عليكي أن تجتهدي لتثبتي وجودك بذلك العالم، تثبتي أن الخير بداخلك معين لا ينضب، وان الحب والتفاؤل والأمل هي سماتك بل ملامحك الجميلة التي تعبر عنك، كوني راضية عن ذاتك وأحبيها واعتني بها، حافظي على صلتك بربك واسأليه دائما أن يهب لكي حياة هانئة مطمأنة، حبيبتي من أعماق قلبي أهديك تلك الكلمات، ولا تقلقي بشأن إتيانك الى تلك الحياة، فرغم صعابها ومشقاتها، إلا ان هناك حقا ما يستحق أن تأتي لأجله، هناك أنا أنتظرك وأتوق لكي، لأغمرك بحب ودفء يسع العالم وأكثر.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.