شعار قسم مدونات

إشكالية اللعب والصوم للاعبين المسلمين في أوروبا

blogs صلاح و مانيه

مع اقتراب شهر رمضان الكريم يعيش اللاعبون المسلمون المتواجدون مع الأندية الأوروبية في حيرة من أمرهم حول مشكل الصوم واللعب معا، حيث يلجأ الكثير منهم إلى طلب الفتوى في إمكانية الإفطار لمواصلة التدريبات ولعب المقابلات، رسمية كانت أو ودية وهي التي تتطلب جهدا بدنيا كبيرا وجاهزية تامة وهو ما لا يمكن أن يتم إلا بإتباع نظام غذائي يومي منظم وموحد، والذي يجعل اللاعبين المتدينين بالدين الإسلامي في مشكل كبير مع أنديتهم، والتي ستكون في نهاية موسم قطف ثمار السنة ويلي عمل شاق لأشهر كاملة، أو مع المنتخبات خاصة وأنها ستتواجد بكأس العالم القادمة بروسيا هذا الصيف وستتزامن تربصاتها مع شهر رمضان الكريم، والتي يجب التحضير لها بجدية وبدون الإنقاص من أي جهد كان خصوصا في التحضير البدني أو في مبارياتها الودية وتجنب الإصابات التي قد تحدث فيها.

وبتواجد الكثير من اللاعبين المسلمين في أوروبا يفتح هذا الجدل في كل موسم كروي، حيث تطلب عدة أندية ومنتخبات من اللاعبين المتواجدين بصفوفها عدم الصوم والانضمام إلى المجموعة في أوقات الوجبات الغذائية أو الرضوخ لنصائح الطاقم التي تلزم بأخذ الجسم لكامل حاجياته من الطاقة يوميا وبشكل منظم وبشرب السوائل بكثرة لما لها من قيمة يحتاجها اللاعب خلال التدريب أو المنافسة. ومع تغير نظام التغذية للاعبين في رمضان فإنه يؤثر أيضا على نظام النوم لديهم وأي مشكل قد يسبب تأثيرا سلبيا على الدورة الدموية، الكلى والجهاز المناعي للممارس، وهو ما يشكل عائقا أكبر لوجوب الحصول على قسط أكبر من الراحة يوميا وهو ما يرفضه أي طاقم في أي ناد أوروبي كان.

أغلب العلماء قد أفتوا بوجوب صيام اللاعب لرمضان لأنها مهنة كغيرها من المهن، أما دار الإفتاء المصرية فقد أفتت في هذا الصدد بصيام اللاعب أيام التدريبات وجواز إفطاره أيام المقابلات الرسمية

وفي الوقت الذي رفض ويرفض فيه عدة لاعبين التخلي عن الصيام كأمثال اللاعبين المسلمين الذي يلعبون في مختلف المنافسات مع الأندية الأوروبية كم فعل سابقا السنغالي ديمبا با والمالي عمر كانوتيه أو بعض اللاعبين المجنسين في المنتخبات الأوروبية المختلفة والتي تجرى منافسات قاراتها أو كأس العالم إن كانت متأهلة لها في شهر رمضان، يقبل الكثير منهم التخلي عن الصيام مرغما أو من أجل المحافظة على مشاركاتهم مع الاندية والمنتخبات كلاعبي المنتخب الالماني مسعود أوزيل وسامي خضيرة وغيرهما أو المنتخب الفرنسي عادل رامي وغيرهم كثير ممن فرطوا في الصيام واعتبروه مؤثرا على المسار الرياضي لأي لاعب ويجب التفريط فيه من أجل تكملة المشوار.

وفيما سبق كان أغلب اللاعبين المسلمين المشاركين مع الأندية والمنتخبات المختلفة يرفضون المساومة والاختيار بين اللعب والصيام ويرفضون حتى مجرد الكلام عن الافطار من أجل اللعب، حيث كان أغلبهم رافضا للفكرة من أصلها، وتتعد الأمثلة في ذلك من جيلي منتخب الجزائر في مونديال 1982 و2014، أو فرانك ريبيري مع منتخب فرنسا، المغربي نورالدين نايبت أيام العز مع ديبورتيفو لاكورونيا الإسباني، أحمد حسن مع نادي بيشكتاش التركي وغيرها أمثلة كثيرة عن رفض اللاعبين للإفطار من اجل لعب كرة القدم.

ومع وجود موقف سلبي لكثير الأندية والمنتخبات في أوروبا حول موضوع الصيام في رمضان مع وجود تدريبات ومنافسة والتي يعتبرها الكثير موقفا عنصريا جدا اتجاههم لاختلاف الديانة ومعاملتهم كأنهم غرباء والتمييز بينهم وبين من لا يصوم في ديانات أخرى من لاعبين داخل الفريق، فإن هناك موقفا إيجابيا لأخرى أيضا فنادي برشلونة الإسباني سمح للاعبه وظهيره الأيسر أبيدال أن يصوم بشكل عادي في رمضان ودون وضع أي مشاكل حول الموضوع كما سمح أيضا ريال مدريد للاعبيه الثلاثة الفرنسيين كريم بن زيمة ولاسانا ديارا والمالي محمد ديارا بالصيام بشكل عادي، وهو ما قام به أيضا نادي إشبيلية الاسباني مع المالي عمر كانوتيه وأيضا نادي يوفنتوس الايطالي مع لاعبه المالي محمد سيسوكو، دون أن يترتب عن ذلك اي مضاعفات سلبية رغم أن اللاعبين سالفي الذكر نقص مستواهم قليلا في تلك الفترة مع أنديتهم.

وفي ما يخص الرأي الشرعي لهاته المسألة فإن أغلب العلماء الذين سئلوا عن هذا الموضوع قد أفتوا بوجوب صيامه لأنها مهنة كغيرها من المهن، أما دار الإفتاء المصرية مثلا فقد أفتت في هذا الصدد بصيام اللاعب أيام التدريبات وجواز إفطاره أيام المقابلات الرسمية التي يجب أن يقدم فيها ما هو مرجوا منه لأنه أجير.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.