شعار قسم مدونات

عرب المونديال.. من سيحمل المشعل عن الجزائر؟

blogs كأس العالم

ينتظر الكثير من عشاق رياضة كرة القدم عبر العالم على أحر من الجمر مشاركة منتخبات بلدانهم في التظاهرة الكروية الأكبر للمنتخبات في العالم، والتي لا تضم سوى أفضل المنتخبات العالمية والتي مرت على تصفيات طويلة وشاقة للوصول إلى مثل هكذا مشاركة عالمية، وتستقطب هذه التظاهرة عديد الجماهير في الكرة الأرضية سواء متفرجين عبر المدرجات أو خلف شاشات التلفاز، وتفوز المنتخبات المشاركة بها بجوائز مالية معتبرة نظير مشاركتها أو تحقيقها لمراكز متقدمة بخلاف العائدات المالية الأخرى المختلفة التي تحصل عليها من الإشهار وحقوق النقل التلفزيوني وغيرها.

 

ويشارك في هذه التظاهرة بلدان من جميع قارات العالم والتي تتواجد بها بعض المنتخبات العربية، والتي تعتبر مشاركتها مهمة لكل الجماهير العربية بمختلف أطيافها والتي ستكون بقلب واحد خلف هاته الفرق وسيكون مونديال روسيا هاته السنة ليس كغيره السابقين، حيث سيشهد تواجد 4 منتخبات عربية تأهلت كلها دفعة واحدة، بعد تصفيات مشرفة ومميزة جدا عبر القارات التي تتواجد بها فتأهلت مصر، المغرب وتونس عن قارة إفريقيا التي خيبت فيها الجزائر الآمال بعد تأهلين سابقين متتاليين كانت فيهما المتأهل العربي الوحيد عن القارتين السوداء والصفراء، في حين كانت السعودية ممثلة العرب الوحيدة عن قارة أسيا، بعد أن خيبت بقية المنتخبات الأمل ما عدا سوريا وفي عز الأزمة وصلت للملحق ولم تتأهل بعد أن أقصيت من استراليا الدائمة الحضور بكأس العالم.

 هناك حافز لكل المنتخبات العربية المشاركة في هذا المونديال لتحمل المشعل عن الجزائر وتشرف كل العرب المتعطشين لإنجازات أخرى أكبر وأعلى من الدور الثمن النهائي الذي وصلت إليه الجزائر

وتعتبر مشاركة الجزائر الماضية في كأس العالم 2014 بالبرازيل، أحد أفضل المشاركات العربية في تاريخ المونديال إن لم نقل أحسنها على الإطلاق، حيث قدم أبناء المدرب البوسني وحيد حليلوزيتش أداء مشرفا وبطوليا للغاية، خصوصا في الدور الثمن النهائي الذين خسروه بهدفين لهدف أمام المنتخب الألماني الذي فاز باللقب بعد ذلك، وقبلها قدم رفقاء ياسين براهيمي دور مجموعات أكثر من رائع جعلهم يرافقون بلجيكا إلى الدور الثاني بامتياز.

 

هذا الإنجاز التاريخي سيكون حافزا لكل المنتخبات العربية المشاركة في هذا المونديال لتحمل المشعل عن الجزائر وتشرف كل العرب المتعطشين لإنجازات أخرى أكبر وأعلى من الدور الثمن النهائي الذي وصلت إليه الجزائر، ليكون إنجازا أخر مكتوبا بحروف من ذهب يضاف إلى غيره رغم الإنجازات ورغم قلتها. فإنجاز تونس في مونديال الأرجنتين 1978، حين حققت أول فوز عربي في المونديال ضد المكسيك بثلاثة أهداف لهدف كان هو الأول، تلاه إنجاز الجزائر في مونديال إسبانيا 1982، حين فازت على ألمانيا بهدفين لهدف وهو أول فوز عربي على منتخب أوروبي وتشيلي بثلاثة أهداف لهدفين، وكادت تتأهل لولا المؤامرة التاريخية ضدها والتي أقصتها من الدور الأول.

 

وأضافت إنجازا أخر بتأهلها للمرة الثانية في مونديال المكسيك 1986، كأول منتخب عربي يحقق ذلك ولكنها لم تقدم مستوى مميزا على عكس المغرب، التي قدمت أداءا ممتازا جعلها تحقق إنجازا عربيا تاريخيا بتأهلها للدور الثاني كأول تأهل عربي والذي جاء على حساب بولندا، انجلترا والبرتغال كمتصدرة للمجموعة قبل أن تسقط أمام ألمانيا بهدف وحيد، وفي مونديال الولايات المتحدة الأمريكية 1994 حققت السعودية إنجازا مماثلا بتأهلها للدور الثاني كثاني المجموعة في مجموعة ضمت هولندا، بلجيكا والمغرب، ثم خسرت من السويد بثلاثية لهدف، ثم وفي مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002 حققت السعودية وصولا تاريخيا للمرة الثالثة تواليا الحقته بمشاركة تاريخية رابعة في مونديال ألمانيا 2006، وحينها كان سامي الجابر أول لاعب عربي يلعب 4 كؤوس عالم متتالية ومن قلة اللاعبين عبر العالم الذين فعلوها .

حظوظ المنتخبات العربية تبدوا متفاوتة جدا، حيث يتدخل في ذلك عدة عوامل أهمها أن لاعبي كل هاته المنتخبات لم يشارك سابقا في المونديال، وليس لدى هاته المنتخبات تجربة المشاركة التي يملكها العديد في منتخبات أخرى منافسة، في حين تختلف نسب مشاركة اللاعبين في الدوريات الأوروبية واحتكاهم بالمنتخبات العالمية من منتخب لأخر، فنجد أن منتخبي المغرب وتونس مثلا ليسا كمصر والسعودية بدرجة أقل تواليا، فهذين الأخرين لا يملكان ما يملكه المنتخبين الأولين من لاعبين محترفين ذوو مستوى عالي وخبرة كبيرة.

 undefined

في حين يبقى أهم عامل هو القرعة أو المجموعة التي وقعت فيها هاته المنتخبات فنجد أن السعودية ومصر وقعتا في مجموعة واحدة وأسهل نسبيا من مجموعة تونس والمغرب تواليا، فمصر والسعودية ستكونان إلى جانب روسيا المستضيفة والتي تملك عاملي الأرض والجمهور والأورغواي المرشحة الأقوى في المجموعة بحكم نوعية اللاعبين، المستوى والخبرة وغيرها أسباب، ويتواجد منتخب المغرب في أقوى مجموعة إلى جانب إسبانيا المرشحة بقوة للقب، البرتغال بطلة أوروبا وإيران المتمرسة والدائمة الحضور في كأس العالم، ونجد أن مجموعة تونس لا تقل قوة عن مجموعة المغرب فمجموعة نسور قرطاج تضم إنجلترا الغنية عن كل تعريف وبلجيكا صاحبة النجوم الكثر وبنما التي يتوقع البعض أنها ستكون الحصان الأسود للبطولة.

 

هاته كلها أسباب تجعل حظوظ المنتخبات العربية متفاوتة ولا يمكن التكهن بها على الرغم من تقديم المنتخبات العربية لتصفيات قوية وتحضيرات جيدة بمقابلات ودية مميزة، خاصة المنتخب المغربي بقيادة المدرب الفرنسي ايرفي رونار الذي ينتظر منه الجميع الكثير رغم صعوبة مجموعته ولما لا قد يكون الحصان العربي الأسود للمجموعة وللبطولة ككل.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.