شعار قسم مدونات

كيف لنا أن نسعد من نحبهم؟!

blogs happy couple

لَبِسَتْ أجمل ما لديها ثم خرَجَتْ عليهِ بابتسامةٍ تعلو مُحيَّاها، وما إن دخلت عليه حتى وقفت أمامه وكأنها تعرض جمالها مؤملةً أن تنال إعجابه، فسألته والحياء يستوطن وجنتيها قائلًا: هل أنا جميلة؟! ابتسم ببلاهة كعادته ثم أجابها وكأنه عمل معروفًا مع مشاعرها المتأهبة لسماع تلك الكلمات الرومانسية التي تقول بين حروفها بأنها أجمل ما رأته عيناه، لكنها تفاجأت بجوابه أن قال: "أنا لا يهمني الجمال بقدر ما تهمني الأخلاق وحسن التعامل".

انكسَرَتْ مشاعرها وتحطمت معنوياتها وحتى تمنِّت حينها أنها لم تسأله ولم تقضي كل ما قضته من الوقت في ترتب نفسها، وكأنه بجوابه ذلك يقول لها بأنها ليست جميلة ولهذا فأخلاقها أمامه تغفر لافتقادها للجمال. يا ترى كيف لنا أن نسعد من نحبهم؟! أَعْتَرفُ بأنَّ المعنى الحقيقي للحب قد ضاع وحتى صورته البرَّاقة أصبحت مشوَّهة، لكن لا عليك من الجميع وتذكَّر أن الحب هو ذلك الصرح الذي لا يهتم بالأوسمة أو الشهادات أو مقدار ما تملك من الأموال والعقار؛ فالحب هي تلك المشاعر الجميلة التي تكمن بين خلايا ذلك القلب البسيط الذي يسكن ضلوعنا.

لقد كذب من قال أن المال يجلب كل شيء؛ فالأمر ليس كذلك، فبرغم اعترافي بأن المال يستطيع جلبب الكثير من الأشياء إلا الحب فهو لا يستطيع، ولو استطاع لما وجدنا أكثر أغنياء العالم ينفصلون عن من يحبونهم بعد مرور شهور بسيطة من زواجهم، ولو كان حقًا المال يستطيع جلب كل شيء لاستطاعت ملكة مصر برغم جمالها وملكها بأن تشتري قلب يوسف لكن للأسف لم تستطع؛ لأن الحب الحقيقي لا يُشترى بالمال يا عزيزي.

أيها المحب الذي يبحث عن السعادة مع من تحب، تذكَّر أن الحب طاقة فوق مستوى الطاقات العادية لا تُقارن بأي طاقة أخرى ولهذا لا بد أن تتعامل مع هذه الطاقة بذكاء عقل وقوة عاطفة تتسم بالاتزان حتى لا تحترق روحك بين ذرَّات تلك القوة، وإليك بعض النصائح التي قد تساعدك في التعامل مع من تحب.

قد تقسوا علينا الحياة وتؤلمنا بتقلباتها إلا أن هذا لا يجبرنا على أن نكون جافَّين العواطف مع من نحب، فالحياة ما هي إلا مجموع ما نشعر به واعلم أن جفاف المشاعر هي التعاسة ذاتها

لابد أن تعلم عزيز القارئ بأن هناك فرق شاسع بين الرجل والمرأة في الكثير من الأشياء؛ فبرغم أنهما يكملان بعضهما إلا أنهما يختلفان عن بعض في الطبائع والتصرفات وحتى في طريقة التفكير، لذا عندما تناقش الرجل حول موضوع ما تذكّر أنه يحب معرفة النتيجة فقط ويترك كل تلك التفاصيل الصغيرة التي يكمن فيها سرّ المرأة؛ فهي تحب أن تخبرك بأنها دخلت المطبخ وهي تدندن بأغنية للفنان الفلاني ثم تخبرك بأنها نسيت أن تغسِّل الصحن الذي أكلت العائلة فيه فاكهة البطيخ فغسَّلته، وأنها بعد ذلك قامت بغسل جزرة من درج الخضروات وأكلتها بينما هي تكمل التنظيف… إلخ، وهكذا تقوم بسرد كل تلك التفاصيل البسيطة التي قامت بها في المطبخ حتى انتهت من تنظيفه، بينما لو سألت الرجل لأجاب أنه تم تنظيف المطبخ وانتهت القضية، لذا لو فهمنا من هنا طبيعة الآخر وأدركنا كيفية التصرف معه لعرفنا نعيش مع من نحب بكل سعادة وحب.

ضع هذه الجملة نصب تفكيرك وهو أنك إذا أردت أن تسعد من تحب لابد أن تتعامل معه حسب طبيعته هو ليس حسب مزاجك أنت، فلو أتتك الفتاة لتشكي إليك إحدى مشاكلها وهي تبكي فاعرف بأنها لا تريد منك حلًا لمشكلتها فهي تعرف الحل أفضل منك، وهي لا تريد منك إخبارها بأن كل شيء سيكون بخير حتى لا تستمع لها فهي لا تحب من يُجحف بمشاعرها، لكن اصغ إليها كطفلٍ يستمع لقصة ما قبل النوم بكل اهتمام، حاول أن تطلب منها بأن تخبرك كيف حصلت المشكلة، ثم اخبرها أنك لو كنت في مكانها لحزنت مثلها وأكثر وأنك تبادلها نفس الإحساس الذي تشعر به، بعد أن تستمع لكل تلك التفاصيل البسيطة حاول أن تُنهي ذلك الحزن بمزحة لطيفة أو حتى بتشجيع لها ولقُدراتها ثم امدحها فهي تحبّ أن تسمع ممن يمدحونها وترتاح لهم أيضًا.

يا من يبحث عن الحب الناجح، تذكَّر أنه مهما طال بك الغنى إلا أن السعادة في الأغلب تكمن في الأشياء البسيطة؛ فأن تهدي من تحب شيئًا بسيطًا بكل اهتمام وحب أفضل من أن تصلها هدية باهظة الثمن ولكن غلافها الخارجي يقول في ألوانه الزائفة بأنك لست مهتمًا بها وبمشاعرها، لذا لابد أن تعلم أن أفضل هدية للمرأة هو الاهتمام فلا تبخل عليها بقليلٍ من وقتك حتى تمنحها الشعور بأنك دومًا بجانبها وأنك تحبها بكل تفاصيلها وأنك بدونها لا شيء كما هي الحقيقة تقول.

قد تقسوا علينا الحياة وتؤلمنا بتقلباتها إلا أن هذا لا يجبرنا على أن نكون جافَّين العواطف مع من نحب، فالحياة ما هي إلا مجموع ما نشعر به واعلم أن جفاف المشاعر هي التعاسة ذاتها. أخيرًا، كل شخص هو خاصٌ بذاته، ما يسعد الآخرين قد لا يسعده هو بالذات لذا لا بد أن تعرف أولًا طبيعة الشخص الذي تحبه وحاول أن تتعمق في كل تفاصيله حتى تكون أنت المفتاح الذي معه تنفتح جميع أبواب السعادة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.