كانت الجماهير العربية تتابع الأخبار فلم تكن على علم بأن هناك مباراة أحداثها بدأت لتفاجأ الجماهير بتوقف البث باللغة العربية على تي أر تي لتتحول إلى التركية معلنة البيان الأول لنتيجة المباراة، توقفت أنفاس المشاهدين وغيرت مؤشر القنوات حتى وصلت إلى قناة الجزيرة التي بدأت تنقل أحداث المبارة من أرض الملعب حيث قام اللاعبين بهجمات مرتدة خاطفة ليحرزوا هدف الفوز، وجووووووول جول جول على رأي المعلق المصري محمد لطيف هدف تاريخي حققه الفريق التركي في شباك الخصم.

الساعة الآن الرابعة عصرا ويبدو الملعب التركي هادئا إلا من بعض تحركات الفريق الآخر رصدها اللاعب هاكان فيدان الذي نبه خصمه فبدأ المباراة قبل موعدها بست ساعات للسيطرة على الملعب وإحراز هدف في مرمى الرئاسة التركية ومنع الجمهور من المشاركة في المباراة بوقف العمل في مطار اسطنبول الدولي والسيطرة على التليفزيون الرسمي لإصدار أول بيان لفريق الانقلاب في منتصف ليل السادس عشر من يوليو 2016 في الثامنة مساء تحركت المخابرات بقيادة هاكان لمنع تحقيق هدف الانقلاب، فمرر اتصالا بالرئيس التركي طالبا منه الاتجاه إلى مطار اسطنبول حيث يمكن تأمينه هناك.

الهجمة المرتدة

اشتعل الملعب في لحظات بهجمة مرتدة على الإنقلابيين حيث أخذت الطائرة المدنية التي تقل رئيس الجمهورية تحوم حول مطار اسطنبول ساعة ونصف إلى أن تجمع الشعب والقوات الخاصة لتأمين المطار وتم التصدي لطائرتين إف 16 تابعتين للفريق الذي يسعى للانقلاب، ثم تلتها هجمة مرتدة أخرى بظهور الرئيس التركي على فضائية معارضة تطالب الشعب بالتصدي للانقلاب وحماية الديمقراطية والاشتباك حتى الموت. وقد أحرز الشعب التركي بقيادته هدفا مدويا عندما ظهر على الفضائيات يعلن عن إحباط محاولة التسلل الانقلابية والانقضاض على الديمقراطية في البلاد.

هاكان فيدان: رئيس المخابرات صنع هدفا تاريخيا بمعرفته خطوات الانقلاب قبل حدوثه والاستعداد لمواجهته بتمريرة تصل للهدافين ومنها الاشتباك حتى الموت، هاكان فيدان الذي استقال من منصبه ليترشح للبرلمان لكن الرئيس اردوغان كما يقدر للسياسيين دورهم فهو يقدر لباقي الكفاءات دورهم كذلك فأقنعه بسحب استقالته لحاجة البلاد إليه في موقعه كقائد للاستخبارات.

هاندي فرات: مذيعة سي إن إن تورك التي اتصل بها الرئيس أردوغان على هاتفها المحمول طالبا من الشعب التركي التصدي للانقلابين وحماية الديمقراطية.

المساجد: كانت إحدى وسائل التشجيع لخروج الشعب للتصدي للانقلاب بنداء ياالله بسم الله الله أكبر.
 
عمر خالص دمير: جندي من القوات الخاصة التركية رفض الانصياع لأوامر وحدة عسكرية من الانقلابين كانت تسعى للسيطرة على مقر القوات بأنقرة تلقى الأمر بالدفاع عن المقر فصوب سلاحه إلى رأس العميد سميح الترزي وقتله على الفور، لكن الجنود المرافقين للعميد الانقلابي أطلقوا النار عليه فقتلوه.

البرلمان: يعني نواب الشعب الذين تم اختيارهم بإرادته، عندما يتم قصفه من قبل الانقلابيين فهي رسالة للشعب فمهما كان تدريبكم وممارستكم للديمقراطية فسوف نحكمكم متى شئنا دون الرجوع إليكم، وها هو مبناكم يقصف بالصواريخ والطائرات، فهل قبل الشعب التركي أن تسحق إرادته أمام الدبابة وفوق رؤوسهم الطائرات التي تستعد لتكون أجسادهم هدفا لها؟

الرئيس اردوغان: قائد الفريق الذي أفشل الانقلاب، بالرسائل القصيرة من القائد للشعب (الدبابات في الشوارع ليست ملكا للشعب فتعاملوا معها – الاعتصام في المطارات وحماية مؤسسات الدولة – الاشتباك مع الانقلابيين حتى الموت – على الحزب الحاكم تحريك الجموع للتصدي لانقلابيين – على المعارضة مشاركة الشعب في مقاومة الانقلاب – على أعضاء البرلمان التواجد في مبنى البرلمان رغم استهدافه من الانقلابيين).

وأخذ كل لاعب موقعه:
1. احتلال مدارج الطائرات لمنعها من الإقلاع حتى لا تقوم بتدمير الأهداف التي حددها الإنقلابيون أو هروب الانقلابيين بها خارج البلاد، وقد تم احتلالها عن طريق دخول السيارات والمقطورات إلى أرض المطار.
2. منع الطائرات من الإقلاع من معظم القواعد العسكرية التابعة للناتو حتى لا يهرب بها الإنقلابيون.
3. تواجد رئيس الوزراء والوزراء ونواب الشعب مع جموع الشعب الذي خرج لمنع انتشار الآلياتت العسكرية.
4. توزيع وتنسيق الأدوار بين الرئيس ورئيس الوزراء ونواب الشعب، فالرئيس متواجد بين المواطنينن في مطار اسطنبول بينما رئيس الوزراء متواجد في أنقرة، ونواب الشعب في مبنى البرلمان.
5. مطالبة الرئيس جموع الشعب بالاعتصام لحماية مؤسسات الدولة حتى إشعار آخر.
6. سرعة عودة المطارات للعمل بشكل طبيعي حتى يتم نفي الأكاذيب التي أخذ يروجها داعمو الانقلاب.
7. سرعة السيطرة على وسائل الإعلام التي قام الانقلابيون بالسيطرة عليها لطمأنه الشعب على أنن محاولة الانقلاب قد تم إفشالها.
8. سرعة الرد على الأكاذيب التي كان يروجها الانقلابيون بأن رئيس الدولة قد هرب إلى ألمانيا، وأنن الجيش قد سيطر على الحكم وغيره من الأكاذيب.

بتلك الرسائل التي أرسلها القائد لفريقه استطاعت الهجمة المرتدة أن تؤتي أكلها في ليلة الانقلاب الذي أفشله الشعب التركي بقياداته وأحرز نصرا تاريخيا على الانقلابات العسكرية في تركيا. الحقيقة أن محاولة الانقلاب التي حدثت في تركيا في يوليو 2016 مليئة بالتفاصيل التي يجب أن تتعلمها الشعوب للاستفادة منها والبناء عليها حتى يتمكنوا من التخلص من النظم الانقلابية التي تحكمها، وهي نموذج للتناغم والالتحام بين الرئيس ورئيس الوزراء وأعضاء البرلمان والشعب والجيش والشرطة والمعارضة، وهو نموذج يحاربه النظام الدولي لأنه لا يخضع لوصايته.

هجمة مرتدة نجحت في إفشال الانقلاب في 15 يوليو 2016 في تركيا، ومزيدا من الهجمات المرتدة ضد الانقلابات في كل بلاد العالم لنحرز أهدافا في الدول التي تصنع الانقلابات، فهل نقوم بهجمة مرتدة ضد الانقلاب العسكري في مصر قريبا تحقق النصر على صانعي الانقلاب والانقلابيين؟