شعار قسم مدونات

سيكولوجيا الحِجاب كمنطلقٍ للزَّوَاج!

blogs زواج حجاب

حِينَ تَنشأُ فِي وسطٍ مُحافِظ ملتزمٍ بتعاليم الإِسْلامِ وشَرائعِه وتَتأثَّرُ بمُحِيطك الذي اتَّخَذَ مِنْ الإسلام طَريقًا ونَهجَ حياةٍ شامِل، وتَتشرُّبُ مِنْ أَخْلاقِ العُظُمَاء وتَكْبُرُ في دُورِ القُرآنِ طَامِعًا أَنْ تكونَ على خُطَى أولئِكَ الذين أَنْعَم الله عليهم من الصدِّيقين والصالحين لِتَعْلَمْ إذًا بأنَّكَ آنذاك كُنتَ مُسْلِمًا بالوراثة، وغالبًا لَمْ تُساوِرْكَ الأسئلة والشكوك حول إيمانِكَ وإسلامِك، فَقَدْ كُنتَ مُشَبَّعًا باليَقِينِ غَيْرِ المُمْتَحَن، الذي لَمْ يَكْتَوِ بنيران التجارِب، وكنتَ تَقْرَأُ في كُتُب العِلْم وتتلقَّفُ ما فيها كمسلَّمات، ولعلَّكَ لَمْ تَخْتلِطْ إلا بأهل القرآنِ وحَمَلَةِ الفِكْرِ الذي تربَّيْتَ لِتَعْتَنِقَه يقينًا لا يَتَزَحْزَح.

 

وما كانَ ما سَبَقَ إلَّا تأصيلًا للبيئة التي كانَتْ مَنبَعًا لِتِلكَ السيكولوجيا، والتي تملَّكَتني شخصيًّا، كَوْنِي مُنتَجًا لتلكَ البيئة التي احتضنتني وترعرعت في حدائِقِها وحقولِها، ولِأَنَّ التشابه والتطابق واقِعَانِ لا مَحَالة، فسأنتقلُ من التَّعميمِ إلى التخصيص، لكوني الشَّاهِدَ على تجربتي، ولِأُسْأَلَ عمَّا أقول ولا أتذرَّعُ بالتعميم لاعتقادي أنَّ ما أقولُ قابلٌ للتعديل وإعادة التَّشكيل ولربَّما النَّقْضُ والتَّغيير، فأفكارُنَا وإِنْ كانَتْ أصيلة، فهي ليست الأصلَ المُطْلَق الذي لا خلافَ عليه، بل هي حيثَ وصلَ بنا الإيمانُ أعلى درجاتِ اليقين، وحيثُ ترسَّخ الاعتقاد واستوى وبَلَغ، ولعلَّ ما أقولُ وتجرِبَتي قالبٌ مَرِنٌ يحوي تجاربَ أُخْرَى وإِن اخْتَلَفتْ عناصرُ تشكيلِها كما الأسماء.

 

يومَ وَصَلتُ لنِهَاية مَرْحلَة الثانويَّة العامَّة، حِينَ قَرَّرْتُ وَبَعد صِراعٍ وَعَناءٍ مَعَ النَّفْسِ والتَّفكير المُطوَّل السَّفَرَ إِلى الخَارِج، "الخَارِج" تلك الكَلمةُ التي لَمْ أكنْ أَعلمُ عَنْها إلَّا القَليل ممَّا يُخِيف، وذلكَ الشغفِ الذي يتمَلَّكني كَفلسطينيٍّ لأَعَلَم ما وراءَ السُّورِ، وبين خَوْفٍ على الدِّينِ والتَّقوى وعلى حِفْظِ القُرْآن والعَقْليَّة التي نَشَأتُ بِهَا وشَغَفٍ يُطَاوِلُ سَقْفَ ذلكَ العالَمِ المَحْجوب عنَّا بحدودٍ مَكْذوبة، حكَّمتُ صَلَاةَ اسْتِخَارةٍ أَخيرة، فقرَّرتُ خَوْضَ غِمَارِ التجرِبة، فِإنَّ البَقَاء على خُطُوط الدَّفاع ضَعْفٌ ونذيرٌ بالهزيمة، وكما أثْبَتتْ التجاربُ أَنَّ أَفْضَلَ وَسِيلَةٍ للدِّفاعِ أَنْ تَكُونَ عَلى خُطُوطِ المُواجَهَة، وبذلكَ حَزمْتُ أمْتِعتي ولتلك الرحلة مَضَيْت.

 

لا بُدَّ من الإقرار ألَّا فَضْلَ إلا بالتقوى، فليست المُحجَّبةُ خيرًا مِنْ غَيْر المُحجَّبة بِفعْلِ حجابِها، فلا يُحصَرُ التقوى والوَرَعُ فيه، ولكنَّه شكلٌ مِنْ أشكالِهما لا ريب!

وبَعْد مُكُوثٍ فِي أَحْضَانِ غُربَةٍ كانتْ عليَّ -تحديدًا- قاسية، عَرفتُ ما يَعْنِي ذلك الانْتِقالُ المُفَاجئ مِنْ وَسَطٍ مُلْتَزِم لوَسَطٍ يَبدو بشاكلةِ النقيضِ مِنْ حيثُ جِئتُ، إلَّا مِنْ بعضِ الاسْتِثْناءاتِ التي كَانتْ تُطابقُ وَاقِعِيَ المَعيش، كنتُ أُحاول دَوْمًا أنْ أَبْدوَ بِمَظْهر القَوِيِّ الصِنْدِيد، الذي قِيلَ لَه يَومًا: "مَا دُمْتَ على الحقِّ لَنْ يُزعْزِع إيمَانَك شَيء".. ربَّما كان قائِلُ هذه العبارة مُصَابًا بفَرْط الحَماس والإثَارة.

 

حَقِيقةً هَأَنَذا أَتغيَّر، وبدأتُ أتقبَّلُ مَجْموعةً مِن الأفكار التي كنتُ أَتَحَاشاها سابقًا، كنتُ دَومًا حَريصًا على أَنْ أَجِدَ المُبرِّر، ولكنْ هذه المرَّةُ كان الأمْرُ مُخْتلفًا، كَان سؤالًا صعبًا بعد حِوارٍ خُضْتُه مَعَ فَتَاةٍ مُثَقَّفة بصبغة فرنسية (à la française)، تدَّعِي أنَّها تتنفَّسُ أَنْسَام الحريَّة بثقافَة "الإنسانيَّة" التي كانتْ تَرَاها الدِّينَ الأفضلَ والملائِمَ للجميع، ولربَّما كانتْ تمتحِنُ إيمانِيَ وَجَلَدي، فقالت: هل تقبلُ أنْ تتزوَّج فتاةً من غير حجاب؟.. كان صمتي سيِّدَ الموقفِ في البدء حتَّى نطقتُ قائلًا: نعم أقبل!

 

ربَّما حَمَلتْني نفسي على الإجابةِ سريعًا دفاعًا عن ديني وخَوفًا مِنْ أنْ يُتَّهم بالعنصريَّة والتَّشدُّدِ كما يُشاعُ عَنْه فِي حاضِنَةِ ثقافة العلمانيِّة الكارهة للحجاب النَّاقِمَةِ عليه من حَيثْ اسْتَقَتْ تلكَ الفتاةُ ثقافَتَها ومِنْ وردِها ارْتَوَتْ، ورحْتُ أُبرِّرُ: أنَّه لا ضير في ذلك، وأنَّ الحَجابَ لا يُشكِّلُ تلكَ العَقَبة الكؤود لنجاح الزَّواجِ واستمرارِه، وسيكُونُ بالتَّوافُقِ بيننا، ولعلِّي أقنعها به علَّها ترتديه، المهمُّ أَنَّني قَبِلْت، وحتَّى بعد أعوامٍ من تِلكَ الغربة لَمْ أنسَ ذلك السُّؤالَ يومًا، والذي مَا زَال يُطرحُ عليَّ في عِدَّة مَحافِل، وكثيرًا ما أَتَحَاشى الإجابةَ عنه، ولعلِّي بَعْدَ تفكيرٍ جادّ عَدَلْتُ عَنْ الفكرة، تحت تأثيرِ سَيْكولوجْيَا الحِجاب.

 

وَقَبْلَ الغَوصِ في أعماق هذه السيكولوجيا، لا بُدَّ من الإقرار ألَّا فَضْلَ إلا بالتقوى، فليست المُحجَّبةُ خيرًا مِنْ غَيْر المُحجَّبة بِفعْلِ حجابِها، فلا يُحصَرُ التقوى والوَرَعُ فيه، ولكنَّه شكلٌ مِنْ أشكالِهما لا ريب! فإنَّ المُفَاضَلَة تقوم على عِدَّةِ أركان، ومِنْها ما يتجلَّى للعَيانِ ومِنْهَا ما يخفى، وأنَّ مردَّ ذلكَ إلى الله وحدَه، فلسْنَا هُنا لِنقولَ بأنَّ إحداهُما أفضلُ من الأخرى، ولا لِنِعْرِضَ مُقارَنَةً بينَ أشكالِ التَّقوى المُتَّبعة، إنَّما للكشفِ عَنْ سرِّ هذا الاختيار تحديدًا، أي الميلُ تُجاه الفتاة المُحجَّبة-بالمعنى الشَّرعيِّ- كخِيارٍ أوَّل للارتباط ولِتكونَ شريكة حياةٍ على نيَّة التأبيد.

 

إِنَّني وبعدَ طُولِ زَمَن، وتَدارُسٍ للسؤالِ مَعَ نَفْسِي فِإنَّنِي أَدْركتُ أنَّني لَمْ أكنْ مُقْتنعًا بإجابتيَ الأولى، ولَيْسَ في قَوْلِ: لا، ما يعيب، إنَّمَا هَذا خِيارٌ كَكُلِّ اخْتيار نَفْعلُه في رِحلة البَحْثِ عَن النِّصْفِ الآخر، لا يُلغي الآخر ولا يَعْنِي أنَّه الأَفْضَلّ المُطْلَق، بَلْ نَبْنِيه على مُحَدِّداتٍ وَضَوابِط تُساعِدُنا عَلى أَنْ يكونَ الاخْتيارُ صَحيحًا ومُلائمًا لعُمُرٍ كاملٍ في حَياةٍ تقضيها معَ شَخصٍ هُو بالنِّسبة لك كلُّ شَيء.

 

صَفَاءَ الحَيَاة الزوجيَّة واستقرارَها يَقْتَضِي تَوافُقًا وتَفَاهُمًا، واسْتِيعَابَ كُلِّ شَريكٍ للآخَر، فمَهْما اخْتَلَفتْ آراؤُهُما وتَطَلُّعَاتُهما فإنَّ الأُسُسَ التي بُنِيَ عَليْها ذلك الزَّواجُ لِيَكونَ ناجحًا لا بُدَّ مِنْ أَنْ تَكُونَ مَتِينَةً
صَفَاءَ الحَيَاة الزوجيَّة واستقرارَها يَقْتَضِي تَوافُقًا وتَفَاهُمًا، واسْتِيعَابَ كُلِّ شَريكٍ للآخَر، فمَهْما اخْتَلَفتْ آراؤُهُما وتَطَلُّعَاتُهما فإنَّ الأُسُسَ التي بُنِيَ عَليْها ذلك الزَّواجُ لِيَكونَ ناجحًا لا بُدَّ مِنْ أَنْ تَكُونَ مَتِينَةً
 
إِنَّ التِزَامَ الفَتاة بالحجابِ هو التزامٌ ظاهريٌّ في المَقامِ الأوَّل، ولا يَعْكسُ حقيقة الإيمانِ بشموليَّتِها، ولكنَّه يَبقَى المَظهْرَ الخَارجيَّ المَرْغُوب، ففي مَرحَلَةِ الشَّبابِ وقَبْلَ الإقبالِ على الزَّواجِ تحديدًا، نعيشُ كشباب في الغالبِ حَياةَ شغَفٍ ومغامَرةٍ واستكشاف، وتأثُّرًا بِمَا تروِّجهُ الأفلام والبيئاتُ غيرُ المُحافِظَةِ، فيُرى الحِجابُ كَقَيدٍ يمنعُ الاقترابَ، وأنَّ مُتْعَةَ الصُّحبة ولذَّةَ الحُبِّ لا تَتَحقَّقانِ مع تلك الفتاة المّحجَّبة، فهذا شكَّل ردَّ فِعِلٍ سلبيٍّ على المدى القصير، بِدَفْعِه بعضَ الفتياتِ على التَّحلُّلِ مِنْ هَذِه الفَريضة لعَيْشِ مُتْعَةٍ مكذوبة، كما أساءتْ تِلك الثقافة للفتياتِ غيرِ المُحجَّبات ذواتِ الخُلُقِ الرِّفيع واللواتي لا يِفْصِلُ بينهنَّ وبين عُرى الإيمَانِ الوَثِيق سوى الحجَّاب لجميلِ ما هُنَّ عليه مِنْ أَدَبٍ رفيع.

ولكِنْ في المُقابِل، تشكَّلَتْ ردَّةُ فعِل إيجابيَّة رسَّختْ أنَّ الحجاب أكثرُ مِنْ مُجرَّدِ قِطْعَةِ قماش، بلْ هُوَ حافِظٌ للمرأة حَامٍ لها، وهو حاجزٌ بين الرغبة المكذوبة وتلك الحقيقيَّة للوصول، لأنَّ الحجاب يصبغُ الوصول بصِبْغَةٍ جديِّةٍ حقيقيِّة تتمثُّلُ في الزَّواجِ والاستقرار، فتَشكَّلتْ هذه الرُّؤى تحت تأثيرِ بيئة الانفتاح غيرِ المُحافظةِ التي قادَتْنا إلى هذا المُربَّعِ من الاستقطاب، مع إقرار وجود الاستثناءات في كلا الرؤيتين، ولكنَّنا بشكْلٍ أو بآخَر لا بُدَّ أَنْ نُقرَّ بحَقِيقَةِ أَنَّ الالتزام بالحجاب-بمعناه الشرعيِّ- يُفْضِي لتَقبُّل الفتاةِ للأمر الربانيِّ ويَعْكسُ كذلك جُزْءًا مِنْ تَقْواها -مَعْ حِفْظِ الاستثناءات ولا قياس-، فالحِجاب بشِقَّيْه الظَّاهِرِي والباطِنيِّ تَجْمَعُهُما عَلاقةُ تَنَاسُب ومُواءمة، فالتقوى مَنبَعُها القلبُ ولكنْ يصدِّقُها أو يكَذِّبُها القولُ والعمل، فلا بُدَّ مِنَ التكامُلِ الكُليِّ ليتمثَّلَ التقوى حقيقةً وواقعًا في حيواتِنا.

 

وفي هذا يقول الإمام الشافعي:

تَعْصِي الإِلَهَ وَأَنْتَ تُظْهِرُ حُبَّهُ

هَذَا مُحَالٌ فِي القِيَاسِ بَدِيعُ

لَوْ كَانَ حُبُّكَ صَادِقًا لأَطَعْتَهُ

إِنَّ المُحِبَّ لِمَنْ يُحِبُّ مُطِيعُ

 

عَدَمَ التزامِ الفتاةِ بالحجابِ لا يُخْرِجُها مِنْ حِمَى الإيمانِ، ولا يُشَكِّكُ في حَقيقةِ إسلامِها، ولا يَضَعُها في مَوْضِعِ التُّهمَةِ والرِّيبة، فأنا أرفُضُ كُلَّ ذلكَ جُمْلَةً وتفصيلًا

إِنَّ صَفَاءَ الحَيَاة الزوجيَّة واستقرارَها يَقْتَضِي تَوافُقًا وتَفَاهُمًا، واسْتِيعَابَ كُلِّ شَريكٍ للآخَر، فمَهْما اخْتَلَفتْ آراؤُهُما وتَطَلُّعَاتُهما فإنَّ الأُسُسَ التي بُنِيَ عَليْها ذلك الزَّواجُ لِيَكونَ ناجحًا لا بُدَّ مِنْ أَنْ تَكُونَ مَتِينَةً لا تَمَسُّ جَوْهَر الدِّينِ ولا أحكامَ الإِسلامِ وشرائِعَه، فالقرآن حدَّد زينة المرأة بمُحدِّدَاتٍ قَطْعِيَّة مُجْتَمِعَةً في سُورَة النور المفروضة فوق الفرض لعِظَمِ ما حَوَتْ آياتُها وأحكامُها التي -بخصوص الحجاب- اقتضتْ بتصريفِ الجمالِ والزينةِ غيرِ الظاهرةِ في مصارِفِها السليمة، والتي كذلكَ أكَّدتْ على حِفظِ المرأةِ من الأذيِّة، والتي فوقَ ذلكَ بيَّنتْ أنَّ المرأة هي منبعُ الجمالِ والزِّينة، وهي الدرُّ والياقوت الذي يجبّ أنْ يبقى محفوظًا مصونًا بالحجابِ مُؤْتمنًا عليه، حتى يأتيَ مَنْ يستحقُّ تلكَ الأمانة ليُكِمِلَ صونَها وحِفظَها.

 

إنَّ عَدَمَ التزامِ الفتاةِ بالحجابِ لا يُخْرِجُها مِنْ حِمَى الإيمانِ، ولا يُشَكِّكُ في حَقيقةِ إسلامِها، ولا يَضَعُها في مَوْضِعِ التُّهمَةِ والرِّيبة، فأنا أرفُضُ كُلَّ ذلكَ جُمْلَةً وتفصيلًا، فمُحدِّداتُ الإيمانِ كثيرة، فلا الفتاةُ المُحجَّبَةُ نَجَتْ بارْتِدائها للحجاب، ولا غَيرُ المُحجَّبَةِ هَلَكَتْ لكونِها فقط لا ترتديه، فالمنجاة والهلاك أمران شاملان تفصليليانِ كثيرًا، ولكنِّني في هذا المقام، أتحدَّثُ عن المُواءَمَةِ والمُلاءَمَةِ لحَياةٍ زوجيةٍ دونَ اضطرابٍ قدْ يدْفعُ في نهايةِ المطافِ لفِراقٍ حتميٍّ بفعِلِ اختلافِ الرؤيةِ حَوْلَ موضوعِ الحجاب، فالحِجابُ في فقهيَ له عَوْنٌ على غضِّ البَصَرِ وإقفالٌ لكثيرٍ مِنْ أبوابِ الفِتنةَ ونفخٌ للرَّمادِ في عيونِ المُتربِّصين.

 

إِنَّ الإِيمَانَ لَيْسَ بالتَّمَنِّي ولا بالتَّحَلِّي، بَلْ مَا وَقَرَ فِي القَلْبِ وصَدَّقه العَمَل، فَكَيف للبَعْض أَنْ يُصدِّقوا مَزاعِمَ مَنْ قَالوا بأَنَّ الحِجَاب ليسَ فريضةً، وَرَاحوا يَبْحَثون في كُتُب اللغةِ ويَسْتَمِعُون لِشُذَّاذِ الآفَاقِ ويُحَلِّلُونَ لأَنْفُسِهم مَا لَمْ تُحِلَّهُ أُمَّةٌ كَاملة على مَدى العُصور، بَلْ فريضةٌ أقرَّتْها كُلُّ الشرائعِ الرَّبانية فَكيف بالدِّينِ الذي يَأَمُر بِغَضِّ البَصَر والمرأةَ ألّا تُبْدِيَ زينتَها إلّا في مصارِفِها فَلا يَأْمرُها بتاجٍ يحفظ تلك الزينة في مستقرِّها ومُستودِعها في علاقةٍ تكامليِّة بين الأمرِ الربانيِّ وسُبُلِ تحقيقِه، ولهذا كُلِّه فإِنَّ الحجابَ هُوَ مُنطَلقيَ الأول نحو الزواج وعلى ذلكَ أقرُّ وأَشْهَد.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.