مشعل: أخطأ الإسلاميون بالرهان على القوة الذاتية

خالد مشعل
خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في ندوة "التحولات في الحركة الإسلامية" (الجزيرة)

الدوحة-الجزيرة نت

قال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن الحركات الإسلامية الوسطية -بما فيها حركة حماس- ارتكبت خطأين: الأول المبالغة في الرهان على القوة الذاتية، والثاني وجود خلل في التعامل مع شركاء الوطن.

وأضاف -في كلمة له مساء السبت في ندوة "التحولات في الحركات الإسلامية" التي نظمها مركز الجزيرة للدراسات في الدوحة– إن الاختبار الحقيقي للحركات الإسلامية لا يكمن في الإيمان بالديمقراطية وممارستها بل في التمسك بها والحرص في كل الأحوال على الشراكة مع الأطراف الأخرى رغم امتلاكها الأغلبية.

الأغلبية لا تكفي
وقال مشعل إن امتلاك الأغلبية في الانتخابات أمر مهم لكنه لا يكفي للزهد في الشراكة السياسية، مؤكدا أن نظرية البديل (أن تيارا يمكن أن يكون بديلا من تيار لآخر) نظرية خاطئة، وأن الصواب هو الشراكة والتوافق لأن تعقيدات الواقع أكبر مما تظن الحركة الإسلامية، وأكبر من أن يقدر على معالجتها تيار أو حركة وحدها، وأن الطرف الآخر في الحالة الفلسطينية ارتكب أيضا الخطأ نفسه.

وزاد "لقد ثبت أننا محتاجون للشراكة في تحمل المسؤولية والبرنامج السياسي المشترك وكذلك البرنامج العسكري"، موضحا في الوقت نفسه أن حركة حماس وإن كانت تعترف بالوقوع في هذا الخطأ فإنها حققت إنجازات كبيرة ونجاحات رغم الحصار الظالم وخوض ثلاث حروب ضد العدو الإسرائيلي، بحيث استمرت المقاومة وصمود أهل غزة والشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أن المرحلة الجديدة تحتاج إلى قراءة الواقع وتطوير النفس فكريا وسياسيا وتنظيميا، دون الخضوع لضغوط الآخرين وشروطهم أو فقدان الهوية الفكرية والسياسية.

كما أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن الحركة تأثرت بالربيع العربي الذي زلزل دولا وأسقط أنظمة، وأن الشعب الفلسطيني اعتبر أن ذلك الربيع أعطاه رسالة مفادها أن تغييرا إيجابيا حدث وسيكون في صالح القضية الفلسطينية، بعدما تشكل مشهد سياسي جديد في المنطقة وشكلت حكومات لها رصيد شعبي.

وأوضح مشعل أن المقاومة استفادت من هذه التحولات عام 2012، ولقيت دعما من تركيا ومصر وقطر، بحيث بات الاحتلال الإسرائيلي يسأل عن شروط المقاومة لوقف الحرب وليس العكس، مؤكدا أن هذه الحالة أعطت نموذجا لما يمكن أن يكون عليه النضال الفلسطيني عندما يجد ظهيرا عربيا إسلاميا قويا.

وذكر أن حركة حماس ساندت خيار الشعوب ورفضت الوقوف مع حكام ضد شعوبها سواء في بداية الربيع العربي أو بعد ظهور الثورة المضادة، لكنها في الوقت نفسه لم تتدخل في الصراع في المنطقة خاصة بعد دخوله في استقطاب طائفي.

الموازنة بين المبادئ والضرورات
وبيَّن مشعل أن الحركة اجتهدت في إدارة علاقاتها في المنطقة بتوازن، مشيرا إلى أن دولا عربية استغلت هذه التحولات للهرولة للتطبيع مع إسرائيل، ومحاولة خفض سقف مطالب الشعب الفلسطيني، بل محاولة فرض قيادة فلسطينية جديدة وعرقلة المصالحة، مضيفا أن الحركة حرصت رغم ذلك على السير فوق حد السيف في علاقاتها.

وبخصوص الموقف من إيران والعلاقة معها، قال مشعل إن حماس سعت لإدارة تلك العلاقة على قاعدة التوزان بين الضرورات والمبادئ، مع التأكيد على المواقف الثابتة للحركة في مساندة الشعوب ورفض التغول في المنطقة، مشيرا إلى موقفها الواضح في دعم الشرعية في اليمن.

وشدد على أن حماس ترفض التطبيع لكنها لا تخوض معركة مع المطبعين، وتركز على القضية والتمسك بخيار المقاومة وحقوق الشعب الفلسطيني حتى لو منع عنها الدعم.

وطالب في الوقت نفسه بعدم التدخل في الشأن الفلسطيني بتعطيل المصالحة أو فرض قيادة أو تأجيل الانتخابات ضد إرادة الشعب الفلسطيني، كما طالب بعدم تمييع الصراع بجعله صراعا فلسطينيا إسرائيليا والحال أنه صراع عربي إسرائيلي.

المصدر : الجزيرة