الأردن يوجه لائحة اتهام لقاتل حتر

وجّه مدعي عام الجنايات الكبرى في الأردن تهمتي القتل بعمل إرهابي والقتل العمد لقاتل الكاتب الصحفي ناهض حتر الذي كان يحاكم بتهمة نشر رسم اعتبر مسيئا للذات الإلهية.

وقالت مصادر رسمية إن القاتل الذي ألقي القبض عليه فورا، أردني في العقد الخامس من عمره ويدعى رياض إسماعيل عبد الله، وكان قد عمل إماما وخطيبا لأحد مساجد عمّان قبل سنوات.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر قضائي أن المدعي العام قرر توقيف القاتل 15 يوما على ذمة القضية، وإحالة ملف القضية على محكمة أمن الدولة صاحبة الاختصاص.

ونقلت صحيفة "الغد" الأردنية عن مصدر قضائي أن القاتل اعترف بجريمته، وأنه ليس نادما على فعلته، قائلا: أي شخص يسيء للذات الإلهية يجب قتله.

وبحسب قانون العقوبات الأردني، تصل عقوبة تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار إلى الإعدام شنقا.

يشار إلى أن حتر (56 عاما) كان يواجه اتهامات بإثارة النعرات المذهبية والعنصرية، بعد نشره على صفحته في موقع فيسبوك رسما يسخر فيه من الذات الإلهية، وهو ما أثار غضبا عارما في صفوف الأردنيين.

وأصدر الكاتب وقتها بيانا قال فيه إن الرسم الذي نشره كان "يسخر من الإرهابيين وتصوّرهم للرب والجنة، ولا يمس الذات الإلهية من قريب أو بعيد، بل هو تنزيه لمفهوم الألوهية عما يروّجه الإرهابيون".

وكانت السلطات الأردنية أفرجت عن حتر في الثامن من سبتمبر/أيلول، لقاء كفالة مالية بعد نحو شهر من توقيفه.

‪ناهض حتر الذي اغتيل اليوم كان يحاكم بتهمة الإساءة للذات الإلهية‬ (الجزيرة)
‪ناهض حتر الذي اغتيل اليوم كان يحاكم بتهمة الإساءة للذات الإلهية‬ (الجزيرة)

عمل فردي
ووفق مصدر قريب من التحقيق، فإن القاتل الذي يعمل مهندسا في وزارة التربية والتعليم أفاد خلال استجواب المدعي العام له بأنه كان قد خطط لارتكاب الجريمة منذ فترة، وأنه لم يكن يعرف أو يسمع بالكاتب حتر، وأنه قام بالبحث عن صورته على شبكة الإنترنت بعد إعادة نشره الرسم على صفحته على فيسبوك.

وتابع المصدر أن العمل الذي قام به القاتل هو عمل فردي ولا يرتبط بأي تنظيم إرهابي، وليس له ارتباطات بأي جماعة سواء كانت داخل الأردن أو خارجه.

من جهته قال محمد الجغبير -وهو إعلامي وصديق لحتر كان يرافقه لحضور جلسة المحاكمة صباح اليوم- "بينما كنا نصعد درجات مدخل الباب الرئيسي للمحكمة، اقترب منا شخص ملتح يلبس ثوبا، وأخرج مسدسا من كيس كان يحمله وأطلق الرصاص على رأس حتر من مسافة صفر، فسقط حتر قبل أن يطلق القاتل رصاصات أخرى، بينما كنا مصدومين ونحن نرى إطلاق النار".

وأشار الجغبير إلى أنه لم يكن هناك حماية لحتر رغم أنه تعرض للتهديد، وطلب توفير حماية من الأمن منذ بدء محاكمته.

وفي بلدة الفحيص التي ينحدر منها حتر، نظم عشرات من أبناء عشيرته وأقاربه وقفة احتجاجية للتنديد بمقتله، وحمّل ماجد شقيق ناهض حتر الحكومة وأجهزتها الأمنية المسؤولية لأنها "لم تحم شهيدنا البطل".

وكان مصدر مقرب من عائلة حتر أكد أن "عائلته سترفض استلام جثمانه لحين ظهور نتائج التحقيق".

المصدر : الجزيرة + وكالات