الأزهر يرفض الحملات الإعلامية ضده ويصفها بالعبث

Egyptian Muslims walk after them prayer inside al-Azhar Mosque in old Islamic Cairo, Egypt, November 9, 2016. REUTERS/Mohamed Abd El Ghany
الأزهر بين ترميم المبنى ومحاولات هدم الدور والرمزية والمعنى (رويترز)

كسرت هيئة كبار علماء الأزهر الشريف دائرة الصمت التي فرضتها على نفسها إزاء الحملات المتواصلة عليها في مصر، معتبرة الهجوم على الأزهر "عبثا بتاريخ مصر وحاضرها وخيانة لضمير الأمة كلها".

وأكدت الهيئة -في بيان لها مساء أمس الثلاثاء- أن مناهج التعليم في الأزهر "في القديم والحديث هي وحدها الكفيلة بتعليم الفكر الإسلامي الصحيح الذي ينشر السلام والاستقرار بين المسلمين أنفسهم وبين المسلمين وغيرهم".

كما أكد البيان -الذي تلقت الجزيرة نسخة منه- أن تلك الحقيقة "تشهد عليها الملايين التي تخرجت في الأزهر من مصر والعالم، وكانوا -ولا يزالون- دعاة سلام وأمن وحسن جوار، ومن التدليس الفاضح وتزييف وعي الناس وخيانة الموروث تشويه مناهج الأزهر واتهامها بأنها تفرخ الإرهابيين".

وتطرق بيان الأزهر ضمنيا إلى حملات الهجوم المتواصلة على مناهج التعليم في معاهده وجامعاته التي باتت مادة يومية للإعلام الموالي لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلا "إن الحقيقة التي يتنكر لها أعداء الأزهر -بل أعداء الإسلام- هي أن مناهج الأزهر اليوم هي نفسها مناهج الأمس التي خرجت رواد النهضة المصرية ونهضة العالم الإسلامي".

ومن بين الشخصيات التي أشار إليها البيان الشيوخ "حسن العطار، مرورا بمحمد عبده ومصطفى المراغي ومحمد متولي الشعراوي ومحمد الغزالي، ووصولا إلى رجال الأزهر الشرفاء الأوفياء لدينهم وعلمهم وأزهرهم، والقائمين على رسالته في هذا الزمان".

وأضاف أن على هؤلاء المنكرين ضوء الشمس في وضح النهار، أن يلتفتوا إلى المنتشرين في جميع أنحاء العالم من أبناء الأزهر، ومنهم رؤساء دول وحكومات ووزراء وعلماء ومفتون ومُفكرون وأدباء وقادة للرأي العام، ويتدبروا بعقولهم كيف كان هؤلاء صمام أمن وأمان لشعوبهم وأوطانهم، وكيف كان الأزهر بركةً على مصر وشعبها حيث جعل منها قائدا للعالم الإسلامي بأسره وقبلة علمية لأبناء المسلمين في الشرق والغرب".

وعن تأثير تلك الحملات، قالت هيئة كبار العلماء في بيانها إنها تطمئن "المصريين جميعا، والمسلمين كافة حول العالم، أن الأزهر قائم على تحقيق رسالته وتبليغ أمانة الدين والعلم للناس كافة، تلك الأمانة التي يحملها على عاتقه في الحفاظ على الإسلام وشريعته السمحة على مدى أكثر من ألف عام".

واختتم البيان -الذي جاء عقب اجتماع هيئة كبار العلماء في جلستها الدورية برئاسة شيخ الأزهر أحمد الطيب– بالتأكيد على أن "الأزهر الشريف سيظل قائما على هذه الرسالة حاملا لهذه الأمانة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، حصنا منيعا للأمة من الأفكار التكفيرية والمتطرفة التي تسعى للعبث بتراث الأمة وتفريغه من مواطن القوة والصمود في وجه التحديات العاصفة بالأوطان والأجيال".

يذكر أن الهيئة استهلت بيانها بتقديم خاص التعازي للأقباط والشعب المصري أجمع في ضحايا التفجيرين اللذين استهدفا كنيستي مارجرجس بطنطا والكنيسة المرقسية بالإسكندرية.

المصدر : الجزيرة