الإيدز بالوطن العربي.. النسبة الأقل والوبائية الأسرع

الشريط الأحمر هو شعار عالمي للتوعية بالإيدز ودعم الأشخاص المصابين به, the red ribbon is the universal symbol of awareness and support for those living with HIV.
الشريط الأحمر هو شعار عالمي للتوعية بالإيدز ودعم الأشخاص المصابين به (الجزيرة)

قال البروفيسور عبد الرؤوف علي المناعمة، إن معدلات فيروس "أتش آي في" المسبب لمتلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز) ما زالت في تزايد مستمر في الوطن العربي، مقدما معلومات وأرقاما عن طرق انتقاله في العالم العربي.

وذكر المناعمة -وهو أستاذ دكتور في قسم العلوم الطبية المخبرية بالجامعة الإسلامية في غزة– أنه في ظل التقدم العلمي والصحي والجهود الحثيثة التي يتم بذلها في سبيل محاربة المرض، استقرت معدلات الإصابة بالفيروس في مناطق مختلفة حول العالم وانحدرت في مناطق أخرى، ولكنها في الوطن العربي ما تزال في ازدياد.

وأضاف البروفيسور أنه يعتقد أن تفاقُم الوبائية في الوطن العربي هو بفعل العديد من العوامل، من بينها: الاضطرابات السياسية والنزاعات والفقر وانعدام الوعي بسبب المحظورات الاجتماعية.

وجاءت تصريحات الدكتور في مقال له نشر على موقع منظمة المجتمع العلمي العربي، بمناسبة اليوم العالمي للإيدز الذي يحتفل به في الأول من ديسمبر/كانون الأول من كل عام.

وكتب قائلا إنه "بالرغم من امتلاك الوطن العربي لأدنى معدل إصابة بالفيروس مقارنة مع الأقاليم المختلفة حول العالم، فإنه صاحب الوبائية الأسرع نموا. وربما ما زال العديد من الأشخاص يجهلون الحقائق المتعلقة بكيفية حماية أنفسهم وحماية الآخرين من الإصابة بالفيروس، لهذا فإن إحياء اليوم العالمي للإيدز يُعد غاية في الأهمية، لأنه مناسبة تذكّر الجمهور والحكومات بأن مشكلة انتشار الفيروس ما زالت قائمة، وأن هناك ضرورة مُلحّة لدعم الأبحاث وتكثيف الجهود في مجال العلاج والوقاية، ورفع مستوى الوعي وتحسين التعليم".

وعن الوضع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قال المناعمة إن عدد الأشخاص الذين يعيشون مع فيروس الإيدز بلغ 230 ألفا، وعدد الإصابات الجديدة 21 ألفا، وعدد الوفيات المرتبطة بالمرض 12 ألفا.

وذكر أن الإصابات الجديدة بالفيروس قد ارتفعت منذ عام 2001 بنسبة 35%، وبين عامي 2005 و2013 ارتفعت حالات الوفاة المرتبطة بالإيدز بنسبة 66% مع انخفاض في جميع أنحاء العالم بنسبة 35%، ويعود السبب في ذلك إلى حقيقة أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لديها أدنى تغطية للعلاج باستخدام مضادات الفيروسات القهقرية.

أما عن طرق العدوى، فشرح البروفيسور أنها تختلف بين البلدان، فعلى سبيل المثال يُعد تعاطي المخدرات السبب الأول لانتقالها في كل من إيران وليبيا وأفغانستان وباكستان وعُمان والبحرين والمغرب، بينما يتسبب العمل في مجال الجنس في نقل العدوى في كل من جيبوتي وجنوب السودان وأجزاء من الصومال.

وأضاف المناعمة "أما عن دور ممارسة الجنس بين الرجال في نقل العدوى، فإن بعض الدول لديها نسبة انتشار أعلى من غيرها. فعلى سبيل المثال، تبلغ نسبة انتشار الفيروس بين الشواذ 10% في كل من مصر والمغرب وباكستان والسودان واليمن، أما في تونس فتبلغ النسبة 5%. وتم الإبلاغ عن نسبة انتشار للفيروس بهذه الطريقة في الأردن ولبنان وسوريا".

وأضاف أن الفحوصات والمشورات تعتبر جزءا لا يتجزأ من برامج الوقاية من فيروس الإيدز، كما أن ذلك يضمن -لمن ثبتت إصابتهم- تلقي العلاج والرعاية والدعم. ولكن ما زال الوصول للفحوصات والمشورات في دول الشرق الأوسط محدودا، ففي بعض الدول مثلا، يوجد شخص واحد فقط يدرك حالته من بين كل خمسة أشخاص مصابين.

ولفت المناعمة إلى أن دولة المغرب أحرزت تقدما ملحوظا في دمج الفحوصات والمشورات في خدمات الصحة العامة، وقد زاد عدد الذين يحصلون على خدمات الاختبار من 46 ألفا في عام 2010 إلى 222 ألفا و620 شخصا في عام 2012.

المصدر : منظمة المجتمع العلمي العربي